عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

منذ سنوات عدة ونحن نعيش داخل شرنقة السوسة التى تخترق الخشب من داخله، وهى عدوى شعبية امتدت عبر دول العالم وبالأخص العربى، وكان آخرها لبنان، مع استمرارية للغارات الإسرائيلية تحت ذريعة ضرب وجود حزب الله العسكري، وبالطبع تلك الأمور لا يمكن عزلها عن ما يحدث فى العراق، وما ينتظر لبنان من تطور المصطلحات والعناوين، لنكتشف مع كل الشعارات الإنسانية التى ترفع أننا وقعنا جميعا فى الفخ، وأننا فى عالم من الفوضى؛ لاستدراجنا إلى تفتيت الدول العربية، وأن الولايات المتّحدة الأمريكية لن تدخل مع إيران أبدا فى حرب عسكرية، خاصة فى ظل ما تعيشه إسرائيل من ظروف؛ وخاصة أن كل ما تريده من أن تظل المنطقة العربية ملتهبة يحدث بأيدى العرب أنفسهم؛ عبر حروب الجيل الرابع والخامس، والتى ندفع ثمنها، ونحن خاضعون ومنفذون للسيناريو الإمبريالى.

وللأسف، إن جزءا أساسيا من الناس الذين تحركوا فى الشوارع تحركوا لرفع الظلم عنهم، لمواجهة الفساد؛ هؤلاء يتم استغلالهم عبر ما عانوه من عذاب وقهر؛ يحدث هذا ضمن مخطط لإضعاف الشعوب يُستغلّ أيضاً لتنفيذ مشاريع إمبريالية كبرى؛ ومن خلال تلك النقاط يتم الوصول إلى الغايات السياسية المرتقبة أو حتى الاقتصادية. لا شىء يأتى من فراغ خصوصاً مع أسلحة تُستخدَم فى حروب الجيل الرابع كالإنترنت وكل ما يرتبط بها، داخل هذه المنظومة الكبيرة، فى كل شىء اليوم، من إعلام ونقل أو تبادل للمعلومات خارج نطاق أو خارج حيّز الإنترنت، حتى ما يُقال له إنه إعلام تقليدى أصبح اليوم يعتمد على الإنترنت بالكامل ولو بثّ تقليدياً، لذلك كل الأمور لا يمكن أن نأخذها بطيبة وعفوية وبسذاجة.

 فما حدث من قبل فى البلاد العربية والآن فى لبنان معروف، وتصعيد الأزمات المعيشية فيه كان يُحضّر لها، ودفع الوضع الاقتصادى إلى التردّى كان يُعمَل عليه، حتى الفساد وحتى النهب كان يُساعَد أو تُمهَد الطرق والسبل إلى تنفيذه، حتى نصل إلى هذه النقطة. ثم تطلقَ الشرارة الأولى، ويكون الحراك لجمع كل مطالب الناس الموجودة فى البيوت والشوارع، وبعد فترة تبدأ الأمور تتبيّن، ونعلم أنها مجرد شعارات لإشعال الموقف. لنكتشف أن الأهداف ما زالت هى نفسها، تدمير الشرق الأوسط، وكل دول محور المقاومة؛ فمازالوا يعملون على إدخال مصر فى صراعات إقليمية، مع العمل على إسقاط النظام السورى باستخدام قوة واضحة، مستخدمين حجة القضاء على الإرهاب التكفيرى، ومازال العالم العربى يدفع دفعا إلى الحروب سرية، وحروب الظل وهو ما تقوم به الCIA فى مجتمعاتنا وفى العالم بتنظيم وإدارة الحروب السرية، عبر محاولة التغرير بالرأى العام الدولى عبر وسائل الإعلام، والنخب الثقافية والمنظمات غير الحكومية، وفى ما بعد تحولت إلى أمور لها علاقة بدراسة واختراق المجتمعات.

 وما يدور الآن فى دولنا العربية، ليس إلا تنفيذا لجزء من هذه السياسة؛ ووكالة الاستخبارات المركزية ما زالت تعمل على هذه الخطة، لأن الولايات المتّحدة لم تعد ترغب بإرسال جنودها على الأرض، أو إنها غير قادرة على إرسال القنابل؛ وبالتالى فى هذه الحالة أصبح دور وكالة الاستخبارات المركزية أكثر أهمية. أنهم يكررون بعض التجارب التى نجحوا فيها فى جواتيمالا ونيكاراجوا فى الثمانينيات من القرن الماضى من أجل إسقاط أنظمة مستقلة وتقدمية، وكرروا نفس التجارب وطوروها وحسنوها.

وبالتالى هذه العمليات مثل عملية بن لادن على سبيل المثال فى أفغانستان، اليوم ضد سوريا، هى فى الواقع عملية تحسين مستمرة لهذه الوسائل، من حرب الظل وحروب السرية الخاصة بوكالة الاستخبارات، مع تمويل من دول على رأسها قطر، والتآمر مع بعض البلدان مثل تركيا. إضافة إلى تدريب وكالة الاستخبارات المركزية بعض الجنود الذين سيحلون مكان الجنود النظاميين الذين لا يمكنهم التواجد على الأرض.