عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لوجه الله

يمثل دمج الذكاء الاصطناعي في الأسلحة الحديثة.. أخطر نقلة في تاريخ تطور أسلحة الدمار.. تفوق طفرة القنبلة الذرية بمراحل.

وفي حروب المستقبل لا وجود للمقاتل البشري.. إلا مبرمجا أو ضحية.. وتمثل الأجيال الجديدة من الدرونات طليعة تلك الأسلحة.. وهي طائرة موجهة في حجم الجرادة.. تعتمد على البيانات للوصول للهدف.. تحمل 4 جرامات.. مادة متفجرة أو سامة وربما غازا قاتلا.. لها قدرة عالية على المناورة والحركة العشوائية.. وبالتالي اصطيادها من قبل القناصة شبه مستحيل.. يمكنها استهداف فئات معينة من البشر بكل دقة على أساس عرقي أو فكري.. بمعني أنها تستطيع الربط بين «هاشتاج» بعينه وكل من شارك به واصطيادهم بتتبع أجهزتهم الذكية.. ويخطط مطوروها لتكوين جيوش كاملة منها.. حيث يمكنها العمل بشكل جماعي.. لتشكل واحدة أو أكثر مجموعة اختراق.. وأخرى للاشتباك، أو التعامل مع الهجوم المضاد.

الخطير في تلك التقنية.. تمكن صانعوها من خفض تكلفة إنتاجها.. وقد نجحت اسرائيل «العدو الرئيسي» لمصر.. في إنتاج درونات الجرادة بتكلفة لا تزيد على 10 دولارات للواحدة.. وهذا يعني امتلاك جيش من مليون مقاتل.. بتكلفة لا تزيد على 10 ملايين دولار.. ومثل ذلك الجيش يمكنه القضاء على سكان مدينة كاملة في أقل من نصف ساعة.. وبالطبع لا يتوقف الأمر على الدرونات متناهية الصغر.. ويتنوع حجم أسلحة الذكاء الاصطناعي وفقا للمهام المكلفة بها.

أما القنبلة الكهرومغناطيسية أو  «emp» بعد تطويرها فهي الرعب الحقيقي القادم.. وهي القادرة بالعودة بالحضارة الإنسانية مئات السنين للوراء.. وتقوم فكرتها على الانفجار فوق المدينة المستهدفة من ارتفاع يتراوح بين 30 و400 كيلو متر.. فتطلق موجة كهرومغناطيسية.. تولد وفقا لقانون فاراداي جهدا يقدر بملايين الفولتات.. فيعطل جميع الأجهزة الإلكترونية والكهربائية في البلد المستهدف.. وبالتالي العودة لعصر ما قبل الكهرباء.. وقدر العلماء أن تفجير واحدة منها فوق الولايات المتحدة يضرب من الساحل إلى الساحل.. ويقضي على 90% من الأمريكيين في أقل من عام.

وإذا كان هذا هو مستقبل الصراع مع القوى العظمى.. فلا أتخيل أن تترك دولة بحجم مصر، في منأى عن هذا السباق.. وأتمنى أن نبدأ في مصر العمل في هذا المجال، على محورين.. الأول تطوير درونات خاصة بنا.. والثاني بدء مشروع بحثي واسع يستهدف تعطيل وصد مثل تلك الأسلحة.. ودراسة ما بعد الصدمة.. أقول ذلك لأن مثل هذه الأسلحة لن يبيعها أحد لك إن لم تصنعها بيدك.. ولأني أدرك أنه أمر ليس بالصعب على المصريين.. خاصة في ظل حكم رجل مثل الرئيس عبدالفتاح السيسي على وعي كامل بكل ما يحاك من حولنا.

  [email protected]