رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

نجيب ساويرس، مجرد أن تذكر اسمه يتداعى إلى ذهنك هذه الشخصية المحورية الجدلية التى تريد أن تتحدث فى السياسة بأى شكل وبأى وسيلة حتى ولو على سبيل «التريقة».. لقد قرأت له «تويتة» تقول «مفيش وضع  سياسى خالص.. الحمد لله.. » ردًا على أحد اللبنانيين فى تويتة موجهة الى ساويرس تقول «بدل ما تبدى رأيك فى لبنان.. ايه رأيك فى الوضع السياسى فى مصر..؟ متنساش انك صعيدى وما بتخفش..!!

استغربت من رد المهندس نجيب مستنكراً الوضع السياسى فى مصر.. رغم أننى سمعته فى أحد اللقاءات التليفزيونية يقول إنه يحب مصر بنكدها وعبلها وقرفها..  وشكلها وصعوبتها وجنونها بيحب مصر على وضعها بما فيها وما عليها وما لها..

صحيح لا يتناقض هذا الحب مع ما قلته فى انك لا ترى أى وضع سياسى خالص  من منظور الحرية والديمقراطية.

لو عدنا بالذاكرة قليلاَ إلى الوراء بعد حكاية الخريف العربى فى مصر واستيلاء اخوان الشيطان على الحكم وأعتقد لا أكاد أجزم أنك تعرف حقيقة ما جرى فى انتخابات «مرسي» والفريق شفيق وما حدث بعد منتصف ليل الانتخابات وتهديد الاخوان بحرق مصر جميعها اذا لم يعلن نجاح مرشح اخوان الشيطان. لا أريد منك شهادة أو غيرها فأنا أعلم جيداً ما دار فى هذه السويعات الفارقة فى حكم مصر ولولا دهاء المشير محمد سيد طنطاوى لاحترقت مصر وتحولت الى بركة من الرماد مختلطة بدماء المصريين الأبرياء.

كل ما يهمنى هو موقفك يا سيد نجيب.. أذكرك هنا بموقفك وموقف قناتك «أون تى في» ومحاورك الملاكى يسرى فودة وريم ماجد عندما تم استضافة الفريق أحمد شفيق على الهواء كنت سيادتك موجودا فى الحوار مع المرحوم حمدى قنديل وعلاء الأسوانى وتكاتلتم على الفريق شفيق وبمعنى أدق «فرمتم» الرجل لانه خارج من المؤسسة العسكرية وكنتم تؤيدون مرشح الاخوان تحت زعم انه مرشح مدنى، بئس ما اخترتم.

ثم توالت تصريحاتك العنترية ضد الجيش والحكومة المصرية بسبب المشروعات العملاقة التى تتولاها الدولة وتشرف على تنفيذها بدقة مع سلاح المهندسين، رغم انك الشريك الأكبر فى عمليات البناء والتشييد ولا أجد  أى مشروع عملاقًا إلا واسمك موجود فيه جنباً الى جنب مع شركة المقاولون العرب وانك تستحوذ على نصيب الأسد من هذه المشاريع الجبارة التى تتولاها  الحكومة المصرية ولا أعرف سببا لغضبك من السياسة فى مصر.

وأذكر هنا مشروع «أبراج زايد» رغم معارضة سكان مدينة زايد للاستيلاء على حديقة زايد العملاقة سواء بالقانون أو بنفوذك أو غيره وقد اعترفت على الهواء فى برنامج «الحكاية» والذى يقدمه صديقك عمرو أديب أن الحكومة قدمت تسهيلات كثيرة.. وكانت تصريحاتك النارية التى أذهلتنى لدرجة أننى تصورت أن من يتحدث هو النسخة التى تعشق مصر من أجل فلوسها ومشاريعها العملاقة..

أتحب أن أذكرك بما قلته يا سيد نجيب قلت: مفيش أحسن من مصر.. وربنا يبعد عننا البيروقراطية وولاد الحرام، ولازم يعرفوا إن القطاع الخاص جزء أساسى من الاقتصاد، ويفتحوا لنا الأبواب وعمرى ما شفت الحكومة بتتعامل بهذه المثالية.. وبيشتغلوا طول الوقت، وكلهم نضاف، وأول مرة أشوف التجربة دي..

بصراحة يا سيد نجيب انا شفت البرنامج وسمعت المداخلة على الهواء مباشرة ،وكان بجوارى كوب به ماء فوقفت وتذكرت مشهد والد على فى فيلم «رد قلبي» عندما مسك بيديه الكوب «ودغدغه» وقال تحيا مصر ونطقها بلسانه..

هذه هى مصر التى تتحدث عنها فى جلساتك الخاصة والمعلنة. الغريب فى الأمر اننى أحسك تلعب الدور بأكثر من شخصية ممثل بارع جدا تفوقت على الكثير ممن تدعوهم إلى مهرجان الجونة.

السؤال المهم ماذا تريد من مصر..؟! أتريد منها عسلها وأرضها واستثماراتها بالطريقة التى تحلو لك وإذا تعثرت مشاريعك أو نقصت قليلاً يكون العقاب أنها بلد «بلا سياسة»..

أذكر لك هنا عندما اخترت منفاك بنفسك وقت تولى «اخوان الشياطين مقاليد الحكم فى مصر انك قلت اننى على استعداد لرد 14 مليار جنيه وتسوية الأمر مع مصلحة الضرائب ويبدو أننا جميعا ننسى وذاكرتنا من ذاكرة السمك فبعد ثورة 30 يونيه وانتهى امر الاخوان نسينا جميعا ما قيل قبل الثورة..

سيد نجيب «الاقتصاد والسياسة» وجهان لعملة واحدة فإذا طمست أحدهما طمس الآخر، وأعتقد أن وجه الاقتصاد مشرق بالنسبة لك كما تقول انت، إذن الوجه الآخر على الأقل مضيء بدليل أنك بيننا تنتقد وتعلق كما تشاء دون تعقب من أحد..

وأحب أن ألفت نظرك ونظر غيرك أن من يتحدث أو ينتقد الأوضاع السياسية فى مصر ويقول إن مصر بلا سياسة رغم أن قائل أو منتقد الأوضاع فى مصر فهو يتحدث فى صلب السياسة بمعنى أنك تنتقد وتهاجم بحرية تامة فى إطار ومناخ ديمقراطى ومحدش قالك حاجة ومع ذلك تستنكر هذا المناخ.

ماذا تريد فى بلد به  105 ملايين نسمة كلهم على قلب رجل واحد لا يمكن التفريق بينهم أبداً.؟!

أعتقد ان السياسة بالنسبة لك تمثل لعبة «بابجى» تتسلى بها وقت  قراءتك وتقتل من تشاء وقت ما تريد.

أعلم أن مصر الآن فى حالة حرب ويجب ان نتكاتف جميعا على قلب  رجل  واحد ودع التريقة  السياسية الى وقت آخر لو سمحت..!!