رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

إذا كان بإمكانهم التعلُّم فى أى وقت وفى كل مكان، فلماذا يجب على الأطفال الذهاب إلى مدرسة؟!

إذا كان العالم قد تغيرت ملامحه - وما تزال- ضمن ما يُطلق عليه الثورات الصناعية، والتى طالت العديد من قطاعات العمل والحياة، فلماذا احتفظت المدرسة بمكانتها على مدى أكثر من ثلاثة قرون دون أن تتغير بشكل جوهري؟!

إذا تأملت مسار ومسيرة أى إنسان حول العالم.. ورحلته مع التعليم والحياة، نحن نحتاج فى كل مرحلة من العمر إلى «شهادة نجاح» للعبور إلى مرحلة متقدمة من حياتنا.. بدون شهادة لا يمكن لأى إنسان العبور من التعليم المدرسى إلى التعليم الجامعى.. بدون شهاة أيضاً ليس بوسع أى شخص العبور من الجامعة إلى الوظيفة التى يطمح إليها فى قطاعات العمل التقليدية!

هل تحولت المدرسة إلى «دار سَك الشهادات»؟!.. والأهم: هل فقدت فكرة المدرسة بشكلها التقليدى أهليتها فى الألفية الثالثة؟!

إذا تأملت تفاصيل يوم ما فى حياتك، فسوف تكتشف أنه بإمكانك الحصول على خدمات التعلّم - وليس التعليم- فى أى وقت وفى كل مكان، فقط عليك أن تتأمل بأنه لم يكن بوسعك قراءة هذا المقال من خلال هاتفك المتحرك منذ 20 عاماً، واليوم يمكنك قراءة ما يحلو لك فى قطاعات الحياة على طريقة: «إسال جوجل وشركاه»!

ماذا لو تم إلغاء المدرسة؟! ما الطريقة وما المكان الذى سيتعلم فيه الطلبة، وأتفهم بكل تأكيد هذه السعادة التى تغمرك الآن بعد طرح هذا السؤال تحديداً، بل وأشاطرك إياها من كل قلبى!

هل ستنتهى المدرسة قريباً؟ ماذا لو حدث ذلك فعلياً، وتم الغاء المدارس فى هذا العالم، فما المكان - أو الأماكن- التى تمتلك القدرة على اقتناص الفرصة لتصبح بيئات مثالية بديلة للتعلم؟!.

يحتضن العالم مليارا و300 مليون طالب يتلقون خدمات التعليم فى 3 ملايين مبنى مدرسى على الأقل.

4 أفراد من بين كل خمسة يحصلون على خدمات التعليم الرسمى فى العالم فى الوقت الحالى، كان المعدّل فى مثل هذا العام، وتحديداً فى 1820م، أى منذ ما يقارب 200 سنة، هو طفل واحد فقط من بين كل خمسة يحصل على التعليم الرسمي! ربما تفكر الآن فى أن العالم يبدو أفضل مما مضى!

هل تشهد السنوات العشر القادمة تراجع فكرة رسم مسار الأطفال بنماذج أنشئت منذ 300 سنة مضت، أم سيبحث العالم وصناع الحكاية عن أفكار مختلفة كلياً للتربية والتعليم؟!

ويبقى السؤال: هل الأسئلة الواردة أعلاه تمت للواقع بصلة!

نسأل من الأول!

[email protected]