رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

تتسارع عقارب الزمن وتتوالى الأحداث.. ويبدو مؤكدا أن «لص أنقرة».. ومن خلفه عصابة الدوحة.. يصر على المضى قدما فى مغامرته المجنونة لغزو ليبيا.. وإشعال نيران الحرب فى منطقة شرق البحر المتوسط بالكامل.. بعد أن يستصدر غدا قرارا من البرلمان التركى بالموافقة على إرسال قوته إلى ليبيا.. بالإضافة إلى مرتزقة داعش والسوريين التركمانستانيين الذين بدأ بالفعل شحنهم الى الأراضى الليبية عبر رحلات الطيران المدنى.. لينضموا إلى عصابات الإرهاب فى ليبيا ويمنعوا تقدم الجيش الوطنى نحو طرابلس ويحموا حكومة السراج الإخوانى من السقوط.. فى ظل حالة صمت دولى تنبئ بأن هناك تواطؤا جماعيا لدفع ليبيا دفعا نحو سيناريو التقسيم وتقاسم ثرواتها بين الطامعين.

•• على الجانب الآخر

تحاول مصر وشركاؤها الاستراتيجيون من الدول العربية القفز بخطوات أسرع.. للتصدى للمؤامرة التركية القطرية التى لا تستهدف ليبيا فقط.. ولكن ترمى أيضا إلى زعزعة استقرار مصر وإيذائها عبر جماعات تورا بورا والجماعات الإرهابية الشامية وغيرها من الجماعات المارقة التى تتحالف معها تركيا بتمويل قطرى.. وهدفهما الأكبر هو تفتيت الوطن العربى وتهديد أمنه القومى.

من أجل ذلك.. دعت مصر إلى الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية الذى عُقد أمس بالقاهرة «لبحث تطورات الأوضاع فى ليبيا واحتمالات التصعيد هناك فى ضوء التدخلات التركية السافرة فى الشأن الليبي».. وعلى أرضية حددتها مصر فى دعوتها.. وهى «العمل من أجل استعادة ليبيا لاستقرارها عبر الحلول السياسية بعيدًا عن التدخلات الخارجية فى أقرب وقت ممكن».

•• ننتظر

أن يسفر هذا التحرك الجماعى العربى عن إجراءات حقيقية وفعلية لتحقيق الهدف المرجو منه.. بعيدا عن بيانات الشجب والرفض والاستنكار المعتادة.

وفى تقديرنا أن أول هذه الإجراءات الإيجابية يمكن أن يكون تبنى دول الجامعة العربية تقديم مشروع قرار عاجل إلى مجلس الأمن الدولى.. لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا.. ومنع قوات تركيا ومرتزقيها من الوصول إلى الأراضى الليبية.. سواء باستخدام الطائرات العسكرية أو المدنية.. أسوة بالقرار الذى اتخذه المجلس فى 17 فبراير 2011 لفرض منطقة لحظر الطيران فوق ليبيا واستخدام «كل الإجراءات اللازمة».. بما فى ذلك العمل العسكرى.. لحماية المدنيين فى مواجهة القوات الموالية للرئيس السابق معمر القذافى.

ونعلم أن هذا القرار قد يمثل «خيارا مرا» لانقاذ ليبيا.. خاصة إذا تذكرنا أن القرار السابق فى 2011 كان سببا فى قصف قوات حلف الناتو للأراضى الليبية.

•• قبل ساعات

تحدث وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف عن رفض بلده فكرة فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا.. معربا عن عدم ثقة بلاده بالتزام حلف شمال الأطلسى (الناتو) بالاتفاقيات إذا تم فرض هذا الحظر.. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفى فى موسكو: «إن فكرة إعلان منطقة حظر طيران فوق ليبيا تذكرنا بشيء سيئ.. فقد بدأ الناتو فى قصف ليبيا بعد اتخاذ مجلس الأمن الدولى قرارا بإعلان منطقة حظر الطيران فوق ليبيا، والصلاحية الوحيدة التى أقرها مجلس الأمن هى أمر الدول المعنية بتأمين منطقة حظر الطيران». مضيفا: «إن الزملاء من حلف الناتو فقدوا مصداقيتهم مرة أخرى كشركاء قادرين على التفاوض.. واستفادوا من هذا القرار من أجل البدء فى قصف الأراضى الليبية.. ولا نستطيع أن نثق مرة أخرى بالتزام الشركاء فى الناتو باتفاق كهذا».

••فى رأينا.. قد يبدو حديث لافروف منطقيا.. لكن لا يعنى ذلك عدم جدوى فرض الحظر مرة أخرى.. بل يعنى الاستفادة من خطأ القرار السابق وسد الثغرة التى نفذ من خلالها الناتو للاستفادة من القرار.. والحل لذلك قدمه لافروف بنفسه عندما طرح بديلا آخر هو وفق قوله فى المؤتمر الصحفي: «التأكد من تأثير جميع اللاعبين الدوليين دون استثناء فى الأطراف الليبية فى اتجاه واحد.. وهو الوقف الفورى للأعمال القتالية وإعلان وقف إطلاق النار والاتفاق فيما بينهم».

إذ ليس هناك ما يمنع من أن ينص قرار فرض الحظر الجوى على هذه الفكرة نفسها التى يطرحها الوزير الروسى.. وهذا ما ننتظر أن تبلوره الدول العربية فى شكل مشروع قرار عاجل تقدمه إلى مجلس الأمن فورا.