رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

الخطأ البشرى الفردى وارد فى حوادث الطرق.. وهو من الناحية العلمية أول أسباب هذه الحوادث.. لكن عندما يتحول هذا الخطأ إلى ظاهرة متكررة على طريق واحد وفى أماكن واحدة.. فهذا يعنى أن هناك «شىء غلط» وراء تكرار هذا الخطأ.. وتكون المسئولية هنا عامة وليست شخصية.. أى تكون مسئولية من يديرون هذا الطريق ويشرفون على تشغيله وتأمينه.. وليست مسئولية الأفراد الذين يتعرضون للحوادث.

< هذا="">

ما نريد أن نقوله بعد حادث أتوبيس مصنع الاستثمار الذى حصد أرواح 24 عاملًا منذ أيام على طريق بورسعيد دمياط.. أنه لا يصح التعامل مع الحادث على أنه ناتج عن «خطأ فردي» بسبب رعونة سائق سيارة نقل «تريللا» لانحرافه عن مساره وهو يسير بسرعة جنونية.. واقتحامه الطريق المواجه ليصطدم بأتوبيس العمال ويمزقه.

كل من يستخدم هذا الطريق يعلم تماما أنه يفتقد الكثير من اشتراطات الجودة والأمان.. من الناحيتين الإنشائية والأمنية.. ولذلك أسماه أهالى المحافظتين باسم «طريق الموت».. لأنه فى كل عام يحصد أرواح المئات من البشر.. وأكثرهم شباب فى عمر الزهور.. ولا شك أن هناك إحصائيات رسمية بعدد الحوادث وعدد ضحاياها.. وأسبابها.. يمكن الرجوع إليها لتأكيد أن الأمر ليس فقط «أخطاء فردية».. وأنه لا يصح مطلقًا أن نقول ذلك ثم ننام ونريح ضمائرنا بعد أن غسلنا أيدينا من دماء هؤلاء الضحايا الأبرياء.. فهذه الدماء التى تسال وهذه الأرواح التى تزهق لها حرمتها.. وليس من الدين أو العدل أو الضمير أن نصمت على ما يحدث على هذا الطريق القاتل.

< هذا="">

ليس الأول من نوعه.. ولن يكون الأخير لو لم يتم التحرك فورًا لتحديد أسباب تكرار مثل هذه الحوادث.. وها هو كاد يتكرر بالفعل مساء أمس الأول عندما انقلب أتوبيس لمشجعى النادى المصرى أثناء عودتهم من مباراة فى الإسكندرية.. فى نفس طريق بورسعيد دمياط، حيث تنتشر «مصائد الموت» بطول الطريق متمثلة فى مناطق هبوط أو كسور.. يفاجأ بها قائد السيارة.. وخصوصًا فى أوقات الليل.. وفى غياب الإضاءة الكهربائية.. ليفقد السيطرة على سيارته تمامًا.. ويواجه مصيره المحتوم.. وفى كل يوم تقريبًا تراق دماء وتزهق أرواح بريئة على نفس الطريق.. بسبب الإهمال الشديد لأعمال صيانته.. رغم أهميته الكبيرة باعتبار أنه يربط بين عدة موانئ مهمة على البحرين الأحمر والمتوسط.

تجربة واحدة لأى مسئول حكومى فى استخدام الطرق المحيطة ببورسعيد.. كافية ليلمس بنفسه الحالة المؤسفة التى آلت إليها.. سواء طريق الإسماعيلية بورسعيد الموازى لقناة السويس.. أو الطريقان الممتدان بين بورسعيد ودمياط.. أحدهما الموازى لساحل البحر والآخر جزء من الطريق الساحلى الدولى.. وتقع عليهما منشآت صناعية ضخمة وتمر عليهما ناقلات ثقيلة.. ورغم ذلك أصبحا مشوهين بالتعاريج والحفر القاتلة.. وتتساقط عليهما السيارات كالذباب.. فى غياب الإضاءة الكافية والإرشادات المرورية والتواجد الأمنى.. بينما لا تمتد إليهما أيدى الإصلاح من الأجهزة المختصة فى المحافظتين.. كما يغيب دور الشركات والمصانع العملاقة الواقعة عليهما فى صيانتهما وتعميرهما.

< كيف="" يستقيم="" هذا="">

وهل يُعقل أن توجه الدولة كل جهودها وتنفق كل هذه المليارات على إنشاء طرق جديدة.. ربما تكون أقل أهمية.. وكذلك على إنشاء الأنفاق الحيوية الضخمة أسفل قناة السويس على مقربة من هذه الطرق.. بينما يتم ترك الطرق نفسها ومستخدميها فريسة للإهمال والعبث.. والموت؟

< هذه="" استغاثة="" نوجهها="" إلى="" الدكتور="" مصطفى="" مدبولى="" رئيس="" الوزراء..="" وإلى="" الدكتور="" عاصم="" الجزار="" وزير="" الإسكان="" والمرافق="" والمجتمعات="" العمرانية="" والمسئول="" الأول="" عن="" تنفيذ="" العديد="" من="" المشروعات="" العملاقة="" فى="" مجالات="" الإسكان="" والطرق="" والمرافق..="" وإلى="" الفريق="" كامل="" الوزير="" وزير="" وزير="" النقل="" والمواصلات..="" وإلى="" اللواء="" أركان="" حرب="" إيهاب="" الفار="" رئيس="" الهيئة="" الهندسية="" للقوات="" المسلحة..="" ليزوروا="" بأنفسهم="" هذه="" الطرق..="" ويتحققوا="" مما="" نقول..="" وليأمروا="" فورًا="" بوقف="" أنهار="" الدماء="" التى="" تراق="" عليها="" فى="" كل="" يوم..="" ونأمل="" ألا="" يكون="" مصير="" ندائنا="" هذا="" كنداءاتنا="" المتكررة="" مع="" كل="" حادث="" سابق..="" هو="" التجاهل="">