رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

علشانك يا مصر

لأول مرة فى تاريخ مصر القريب أو بالأحرى منذ 40 عامًا، لم يتحدث رئيس مصرى عن رقيق الحال فى بلدنا، وكيف يعيشون مع ظروفهم الصعبة؟!.

فى لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع مجموعة من رؤساء التحرير بحضور وزير الإعلام أسامة هيكل، تعتبر هذه المرة الأولى التى يحضرها وزير الإعلام بعد تولى أسامة هيكل الوزارة. فقد تحدث الزميل الأستاذ ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم إلى رئيس الجمهورية طالباً منه بأن يقول كلمة للشعب بعد بدء انخفاض أسعار السلع، خاصة السلع الغذائية فى مطلع العام الجديد.

كان رد الرئيس بالنسبة للكثيرين مفاجأة، لأنه تحدث عن أن مصر بها فقراء يعانون من ارتفاع الأسعار، متصورين أن الرئيس بعيد كل البعد عن مواطنيه، وكان الرد بالنسبة لى أمراً طبيعياً لرئيس من الناس يشعر بهم، ويتألم لألمهم، ويعلم الكثير والكثير عن فقراء هذا البلد، ويعرف كيف يتوجع أصحاب الحال الرقيق، ومدى تحملهم فاتورة الإصلاح الاقتصادى منذ عام 2016 إلى الآن، وأنه يضعهم نصب عينيه ويعمل من أجل إسعادهم.

جاء رد الرئيس طالباً بضرورة أن يتعافى الاقتصاد، وأن نعمل على صناعة السياحة وجذب الملايين من السياح، وطالب بالاهتمام بالزراعة والصناعة والعمل على أن ننافس الدول الأخرى فى التصدير، وأن نحد من الاستيراد بكافة أنواعه، وهذا سينعكس إيجابياً على ارتفاع سعر الجنيه وانخفاض سعر الدولار وسيكون له مردود طيب لأصحاب الحال الرقيق، وأنهم فى أعين مصر، ولا بد من رفع معاناتهم فورًا. هذا لن يتأتى إلا بالعمل الجاد لإنتاج أفضل السلع من المنتجات الزراعية، وتشغيل جميع المصانع المتوقفة بداية من أصغر مصنع للغزل والنسيج إلى أكبر مصنع لإنتاج أضخم وأرقى أنواع المنسوجات القطنية والكتانية، لا بد من إعادة اسم القطن المصرى والكتان المصرى إلى سابق عهدهما.

سيادة الرئيس.. التخريب المتعمد للكثير من المصانع، جاء بفعل فاعل ولمصلحة بعض الجهلاء سواء عن قصد أو سوء تقدير وإدارة فاشلة، لقد سمعتكم تتحدثون إلى وزير الزراعة السيد القصير عن إعادة تشغيل 51 مزرعة مواشى، وهل يستطيع أو لا؟ وقلت له حرفياً إن المسألة والمشكلة هى الإدارة، وتساءلت سيادتكم: لماذا ينجح القطاع الخاص ويفشل القطاع العام؟ لقد أصبت كبد الحقيقة.. إننا نفتقر إلى الإدارة القوية والعقول المستنيرة، وهذا السبب الرئيسى وراء غلق الكثير من المصانع والشركات العملاقة، وأعتقد أن المحك الرئيسي لوزير الزراعة هو قياس قدرته فى تشغيل 51 مزرعة مواشي فوراً.

سيادة الرئيس.. لا بد من تعديل قانون العمل والعمال بما يتناسب مع المناخ الجديد وطبيعة المصريين بمعنى من لا يعمل ولا ينتج يعاقب بشدة، وأن يتم اختيار المديرين والمسئولين وفق معايير وكفاءات عالية وأن يتميز المدير بالعدل بين العمال.. ليس معقولا أن يتولى المناصب الأنساب والاصهار والمحاسيب فى معظم الشركات والمصانع والإدارات الحكومية المختلفة، فهذا هو الفشل بعينه.

وكما قلت سيادتكم إن المشكلة هى الإدارة، وعلينا أن نعطى لأى مدير مسئول فرصة لا تزيد على 3 أشهر لقياس قدراته فى إنجاح المنظومة التى يديرها ومن لا يستطيع يترك مكانه لغيره فورًا.

فى مطلع عام 2019 كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء عن الإعلام والأحزاب، فقلت له إن الدولة تعير هذين الملفين أولوية خاصة، وإن عام 19 سيشهد تحولاً جذرياً فى التعاطى مع وسائل الإعلام المختلفة. ولم يمر العام الحالى قبل أن يعود وزير الإعلام مرة أخرى ليتولى هذا الملف الزميل الأستاذ أسامة هيكل. وليس بمستغرب أن يكون هيكل وزيرًا للإعلام للمرة الثانية. فقد تولى هذه الوزارة فى ظروف صعبة جداً وحمل على عاتقه تبعات وزارة شرسة بكل ما فيها وبكل ما تحتويه من مصاعب على كافة الأصعدة، وأعتقد أن الوزير هيكل قادر على تحمل المسئولية مرة ثانية بكفاءة عالية وقوة واقتدار كما حملها من قبل.

بهذا يكون ملف الإعلام فى أيدٍ أمينة تعمل على وضع رؤية عصرية تتوافق مع مقتضيات العصر من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة.

وأعتقد أن وزير الإعلام يحتاج إلى مجلس أعلى لتنظيم الإعلام بفكر واعٍ وعلى مستوى المسئولية، لكى يتعاون معه من أجل النهوض بمستوى الإعلام والمتلقى.. وليس مجلساً للمنظرة.

هنا ملف الإعلام مع بداية عام 2020 سيكون له شأن آخر.

أما الملف الثانى «الأحزاب» فكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى يحتاج إلى عدد من الأحزاب القوية التى تتسق مع الإصلاح السياسى المنشود. لقد آن الأوان البدء فى إصلاح سياسى شامل لكى يكتمل البناء وتستقر الدولة.

والسؤال الملح: ماذا يريد الرئيس من الأحزاب؟! فى تقديري الأمر يتعدى الشكل والعدد.. هناك 104 أحزاب لا يستطيع أحد حصرها وعدّها، فهي مجرد لافتات على شقق لا أكثر ولا أقل إلا عدداً قليلاً من هذه الأحزاب وفى مقدمتها حزب الوفد العريق الذى يتبوأ رئاسته المستشار بهاء الدين أبوشقة والسكرتير العام فؤاد بدراوى.

الرئيس يريد أحزاباً قوية تتصدر المشهد وتشارك فى الحكم بقوة. يريدها أحزاباً بها رجال على وعى سياسى لهم مكانتهم على المستويين المحلى والدولى، لا مجرد أشخاص طامعين فى المنظرة ولا يملكون من أمرهم شيئاً، يريد الرئيس أحزاباً ليست بالكثرة وإنما ثلاثة أربعة أحزاب تقود العمل السياسى فى مصر لمرحلة جديدة، أحزاباً لها دور إيجابى فى المحافل الدولية تواجه الأخطار التى تحدق بالأمة.