رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ساعات قليلة تفصلنا عن عام 2020 ليرحل فى عمر الزمان عام ويهل علينا عام جديد وفى مثل هذا الوقت من كل سنة تزدحم الافكار بين الانطباعات والتمنيات انطباع عما مضى وتمنى لما هو قادم ويحدونا امل فى ان يكون الوافد افضل من المنقضى على المستويين العام والخاص لكل منا ودعونا نتجول بين خواطرنا العامة لانها القاسم المشترك سواء اتفقنا أو اختلفنا بشأنها، وعلى سبيل المثال نلاحظ ان العالم العربى قد ودع عام 2019 وهو فى حالة لا يحسد عليه بل عاد بقوة خلاله ما يسمى نظرية « الفوضى الخلاقة « إلى دول عربية عديدة منها ما كان بمنأى عن تأثيراتها.

وما زالت سوريا تعانى التفسخ والوقوع فريسة أطماع إقليمية ودولية وخلال العام المنقضى فشل المجتمع الدولى فى وضع صيغة سياسية لحل المشكلة السورية والعراق يعيش أزمة سياسية تعصف باستقراره وواضح أن أطرافًا غير عراقية تعمل على إذكاء نار الفتنة والابقاء على الوضع الحالى من حالة المعاناة والاستقطاب التى يعيشها العراقيون بكل طوائفهم ومذاهبهم. والوضع فى لبنان لا يختلف كثيرًا عن العراق أزمات اقتصادية وصراعات طائفية واطماع حزبية والمواطن اللبنانى يبقى هو الضحية وتتشكل الصورة كما لو كان الهلال الخصيب قد فقد خصبه فيما تظل الجراح الفلسطينية تنزف من جراء تجذر الاحتلال الاستيطانى التوسعى بعد أن شعر الكيان الاسرائيلى أن هذه الأوضاع هى سر أمنه وأمانه وعلى الفلسطينيين أن يعترفوا أن بقاءهم مرتبط ليس بانتمائهم العروبى القومى ولكن بزواج كاثوليكى مع الدولة العبرية!

ويبدو ان المشكلات العربية ليست مقنعة بالقدر الكافى لدرجة ان هناك اصرارًا على توسيع مساحة عدم الاستقرار فى المنطقة العربية من خلال تعميق جراح ليبيا بتدخل متعمد فى شان هذه الدولة العربية من قبل نظام اردوغان التركى فى لحظة لم تضع حكومة السراج التى تراهن على الاستقواء بالخارج الشعب الليبى فى حسابات معادلة الصراع.

وما زالت منطقة الخليج بدولها الست تعانى آثار الخلاف رغم محاولة إسباغ اللقاءات الرسمية لقادتها بمظاهر الكرم العربى فى حين يظل ما فى القلب فى القلب – كما يقولون – نتيجة اعتقاد دويلة مثل قطر أنها ليست قزمًا وعليها ان تناطح العمالقة مهما كانت النتائج وعلى مرمى البصر فى الشاطئ الآخر من الخليج العربى تراقب إيران الموقف وتدير أزماتها من خلال استثمار الخلافات العربية – العربية لصالحها وفى الجنوب ما زالت الأزمة اليمنية تبحث عن نقطة خروج من عمقها ولعل الحوار ورفع ايدى الغير عن الشأن اليمنى يعطى فرصة فى عام 2020 لانفراجة ينتظرها الشعب اليمنى المغلوب على امره بعد ان شهد فى عام 2019 احداثا دامية يندى لها الجبين!

ومن خلال رؤية استشرافية للعام الجديد لن تتغير الأمور كثيرًا عن سابقه طالما ان هناك اطرافا تبنى سياستها الخارجية على استغلال الشأن العربى لدعم مصالحها سواء كانت هذه الاطراف ايران أو تركيا أو اسرائيل أو الولايات المتحدة أو أى طرف اقليمى أو دولى متورط فى مستنقع المشكلات العربية ويبقى الرهان على ان تقوم مصر بدور قومى لإنهاء حالة الاستقطاب وتفعيل الارادة السياسية العربية نحو الخروج من النفق المظلم إلى آفاق رحبة تبعث من جديد الحياة فى الجسد العربى!