رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

ليس خافياً أن «لص أنقرة» بسعيه الى وضع قدم لقواته في ليبيا.. إنما هو يقوم بعمل عدائي بامتياز ضد الشعوب المصرية والليبية والتونسية.. وليس كما يزعم أنه يساند «الشرعية» ممثلة في حكومة الوفاق ورئيسها فايز السراج زميله في تنظيم الإخوان الإرهابي الدولي.. مثلما يزعم أنه كان يساند «الشرعية» أيضا ممثلة في المخلوع محمد مرسي زميله أيضا في نفس التنظيم.. هو في الحقيقة يريد موطئا لقدمه في عمق مياه حوض البحر المتوسط وداخل الحدود الاقتصادية لدوله.. ومنها مصر.. ليسرق وينهب ثرواتها الطبيعية.

•• بالأمس

قالها أردوغان بصراحة: إنه سوف يستصدر قرارا من برلمانه لإرسال قوات تركية الى ليبيا لدعم حكومة السراج ضد قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر «المدعومة من دول عربية وأوروبية مختلفة».. وأنه يرى أن الذين يدعمون حفتر هم أنفسهم الذين دعموا ما أسماه «الانقلاب على الحكومة الشرعية في مصر».. أي حكومة الإخوان.

وللأسف.. صرح أردوغان بذلك في أعقاب مباحثاته التي أجراها في تونس مع الرئيس قيس السعيد.. أو التعيس.. الذي كشف تماما عن وجهه الإخواني القبيح والمتخفي خلف قناع المدنية والديمقراطية ودولة القانون.. ذلك القناع الذي خدع به الشعب التونسي ليقفز الى الحكم.. ثم ما لبث أن كشف عن انتمائه المتطرف والإرهابي بتمكينه لرموز الإخوان في تونس من السيطرة على البرلمان وعلى التشكيل الحكومي.. ثم ها هو يفتح أراضي الدولة التونسية أمام «لص أنقرة».. ويستضيفه ويتلقى منه عرضا صفيقا ومهينا بالتعاون معه لغزو القوات التركية ليبيا عبر تونس.. مقابل استيراد تركيا لزيت الزيتون التونسي.. جالبا للشعب الشقيق عار الخيانة والتآمر والغدر.

•• من قبل

حذرنا من هذا «التعيس» ودعونا الى التمهل وعدم التعجل في إصدار الأحكام وإبداء الانطباعات المتفائلة تجاه التطورات السياسية في تونس.. خاصة من جانب هؤلاء الذين ينظرون إلى تونس باعتبارها «النموذج الملهم» للشعوب العربية المتعطشة للديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية.. رغم أن الواقع والتاريخ قد أثبتا الخطأ الكبير لهذه النظرة.. وأن «ثورة الياسمين» التونسية لم تكن إلا «نبتة مسمومة» ومدسوسة على الدولة التونسية التي لا تمثل أي وزن نسبي مؤثر في معادلات ما يسميه الغرب «النظام الدولي الجديد».. وجرى تصديرها الى دول «الربيع العربي» المزعوم لتدميرها وتخريبها وتحطيم قواها العسكرية من أجل إعداد أراضيها لسيناريو التمزيق وإعادة التقسيم الجديد «سايكس بيكو ـ 2».. وهو ما حدث بالفعل في العراق وسوريا وليبيا.. ونجت منه مصر بحمد الله.. وبوعي وقوة إرادة شعبها.

كان قيس السعيد يواجه اتهامات إبان ترشحه لانتخابات الرئاسة.. بأنه كان مرشحاً متخفياً لحركة النهضة الإخوانية.. كما تم رصد شبهات عديدة بشأن علاقته بالإخوان.. ربما كان أهمها على الإطلاق هو الاحتفالات الضخمة التي شارك فيها أنصار «النهضة» بشكل صريح عشية إعلان فوزه.. وترديدهم للهتافات والشعارات الإخوانية.. خاصة ما يتعلق منها بالتهجم على الدولة والقيادة المصريتين.. ولم يكن ذلك مفاجئا.. حيث كان حزب النهضة الإخواني قد أعلن تأييده لقيس سعيد في مرحلة الإعادة بعد خروج مرشحي الحزب من السباق الرئاسي.. مع العلم أن شقيقه ومدير حملته الانتخابية الذي كان يلازمه كظله في فترة الدعاية الانتخابية نشرت مواقع إلكترونية تونسية أنه أمين حزب النهضة بإحدى المدن.. ولم يتم نفي ذلك..

وأيضا كان واضحا أن قيس ينال كل ترحيب ودعم إخوان مصر وليبيا وتركيا وقطر وحماس.. وها هو قد كشف عن وجهه الحقيقي وأكد صحة هذه الاتهامات.

•• ولكن

حسبنا أننا نثق في وعي وفي وطنية أشقائنا التونسيين.. الذين سيرفضون وصمهم بهذا العار.. وأنهم لن يبيعوا عروبتهم وكرامتهم وشرفهم مقابل صفقة زيت زيتون بحفنة دولارات.. ولا بمليارات الدولارات أيضا.

هذا الشعب الشقيق ذاق مثلما ذقنا مرارة المؤامرة.. ووعى الدرس بأن لا تونس ولا غيرها من دول «الربيع العربي» المزعوم ذاقت أي خير من وراء هذا الربيع المخادع.. صنيعة الاستعمار الإمبريالي الغربي الجديد.. ولم تجن هذه الدول إلا ثمارا شيطانية من الإرهاب والتطرف وسفك الدماء وإزهاق الأرواح وتخريب الديار وهدم الحضارات وتشويه الثقافات وتدمير العقول وبلبلة الأفكار.

•• الشعب التونسي قادر على أن يخلع هذا الرئيس المخادع ليسترد وطنه من بين أنياب الذئب الإخواني.. مثلما استطاع شعب مصر إنقاذ وطنه من نفس هذا المصير الأسود.. قبل أن تدنس أرض تونس بقدم الغازي التركي البغيض.