رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

 

سبق وأن ذًكرت فى مقال سابق عن الحروب النفسية على مصر عن طريق نشر أخبار وأكاذيب وصور وفيديوهات مفبركة أو بعضها قد يكون حقيقيًا، ولكن لا يُجلب إلا التعب النفسي، فشاهدنا فيديوهات تعذيب للأطفال وحذرت الكثيرين بتجنب التشيير السلبى عن طريق نشر الأخبار والفيديوهات بحجة الاعتراض عليها، ولا يعلم بأنه مساهم فى ذلك الإرهاب النفسى الذى نال من الجميع، فى نفس الوقت أيضًا انتشرت فيديوهات وصور قتل وتعذيب لمُسلمى بورما، وأيضًا بدأ الجميع يشير الصور والفيديوهات، والأغرب أنهم يناشدون سيادة الرئيس إنقاذ مسلمى بورما! والآن شاهدت على مواقع التواصل الاجتماعى أخبارًا عن تعذيب المسلمين فى الصين! وكنت أعتقد أن الشعب اتعظ مما سبق، ولكن وجدت الكثير يشيّر لاستيائه مما يحدث، والبعض بدأ يعبر عن كرهه للصين بعد ما كانوا يمدحون فى مدى الإبداع الذى تتمتع به الصين! وبدأت حملات عديدة تُناشد مقاطعة الصين! مما جعلنى لا أكتفى بالكتابة على حسابى الخاص على موقع الفيس بوك، ولكن كتابة مقال لأوضح فيه مدى استحواذ الإرهاب النفسى والفكرى على الجميع، ومدى خطورة حروب الجيلين الرابع والخامس المعتمدة على الفكر والنفس التى يجب الرد عليها ومحاربة ذلك النوع من الإرهاب أيضًا بنفس السلاح المعتمد على الفكر والنفس!

فهناك فن يسمى فن إدارة الأزمات وهذا ما استخدمته سفارة الصين فى القاهرة فقد أصدرت بيانًا موجهًا للمصريين لتوضيح ما يُشاع عن مسلمى الإيجور فى الصين، وأوضحت حقيقة ما يحدث ليس فقط فى الصين، بل ما حدث فى مصر من قبل! فمن ضمن بيانها: «مثلما يشوه البعض مصر فى مكافحة الإرهاب يتم تشويه الصين فى مسلمى الإيجور»، وذَكَرَ السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشيانج أن ‏الصور والفيديوهات كاذبة ومزيفة وتعود لعام 2004 والأشخاص الموجودين بالصور ‏غير مسلمين وتعود لمنظمة متطرفة (دواعش التركمستان) مثل دواعش جبهة النصرة وأنصار بيت المقدس، أما عن سبب نشر تلك الصور فى هذا التوقيت لأن أكثر من 1500 إرهابى تركمستانى رجعوا من سوريا للصين، أما عن حملة قاطعوا الصين ﻷنها ساعدت مصر وقت أزمة الدولار باتفاقية تبادل العملات قيمتها 2.7 مليار دولار! ولأنها أكبر مستثمر فى العاصمة الإدارية! وﻷنها تبنى حى المال والأعمال باستثمارات 3 مليارات دولار! ولأنها أكبر مستثمر فى محطه (بنبان) للطاقة الشمسية! وسوف تنفذ مشروع القطار الكهربائي! وتنفذ أكبر محطة بالفحم النظيف فى الحمراوين! بالإضافة300 ألف سائح وسوق تجارى ومستقبل واعد لمصر! بخلاف كل ذلك الصين واليابان ليس لديهم فيس بوك عالمى بل محلى فقط!

فما يحدث ليس من قبيل الصدفة بل مُنظم من الإسلاميين المجرمين لجلب العطف! مع العلم لِما لا يحدث تعاطف جراء ما يحدث مع الفلسيطنيين! وأيضًا ما يحدث فى معتقل غوانتانامو وسجن أبوغريب! لِما لم نر ذلك فى عمليات الإبادة والتطهير العرقى التى يقوم بها الجيش التركى فى الشمال السورى! فمن المعلوم أن الصين من الدول العظمى والتى تعتبر العدو الأول لأمريكا ولا يُفلح الحرب معها التقليدية كما حدث فى مصر بل الحروب الحديثة عن طريق كسب تعاطف الجميع وإقناعهم بضرورة قطع العلاقات مع الصين ومن ثم يجب إنقاذ مسلميها، ومن ثم نقل قاعدة التطرّف من أفغانستان إلى الصين للتأكيد على أن التجربة الأمريكية فى أفغانستان لم تفشل بل قضت على الإرهاب بدليل اختفائه وهو أمر غير صحيح لأنه قد تم نقله إلى الصين، فهم أول من يعلنون عن الإرهابيين، كما أعلنوا من قبل عن أسامة بن لادن وأبوبكر البغدادى وهم من أعلنوا القضاء عليهم بعد ما انتهت مهمتهم! وأيضًا يتحدث أردوغان عن ما يحدث فى الصين ويغض البصر عما يفعله فى سوريا وليبيا!

الأمر الأكثر قلقًا أن الدول المُعادية درست سلوك الشعوب وعلمت أننا لا نتعلم من الدروس السابقة! ومع انتشار التكنولوجيا أصبح الأمر خارج السيطرة، نظرًا لسهولة احتلال العقول وتحريك المشاعر بمنتهى السهولة، عن طريق إطلاق إشاعة واحدة كافية لتدمير وطن وشعب بأكمله، وكلما زادت التكنولوجيا التى تُبهرنا فى البداية، سهلت من احتلال العقول، فلدى أسئلة لكل من صدق الفيديوهات المفبركة عن الصين: ألم يسأل أحدهم نفسه لمَ فجأة انتشرت تلك الفيديوهات؟ وما الغرض من نشرها؟ فى ذلك المقال الأجوبة! ولكن هذه التساؤلات يجب أن يسألها كل شخص يريد أن يتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى من الجانب الإيجابى ويترك السلبى، ما الهدف من نشر ذلك، ولِمَ أشّير ذلك؟ هل سيفيد أم سيضر؟ كما لابد من مُحاسبة كل من روّج تلك الشائعات وتطبيق القانون عليهم ليكونوا عبرة لكل من تسوّل له نفسه النيل من أمن الدولة، سواء بقصد أو بدون قصد، لأن المقصود النيل من مصر! وفى النهاية أشكر السفير الصينى بالقاهرة (لياو ليتشيانج) على سرعة الرد والتوضيح لعل الشعب يعي ويدرك ذلك ويتوقف عن النشر السلبي!

--

كلية الحقوق- جامعة الإسكندرية

[email protected]