هموم مصرية
من قال إن إسرائيل قد هدأت وانخفض سقف تطلعاتها.. وإنها تبغى السلام للآخرين، كما تحلم أن تعيش هى أيضاً فى سلام؟.. وآخر مظاهر اللعب الإسرائيلى هو ما أعلنته من أيام قليلة -بالذات الأحد الماضى- من أنقرة عاصمة السلطان العثمانى الجديد رجب أردوغان، قد أعربت عن استعدادها للتفاوض مع إسرائيل بشأن نقل الغاز الإسرائيلى إلى أوروبا عبر الأراضى التركية.. وهذا فى رأينا ضربة موجهة إلى الاقتصاد المصرى.. وإلى فكرة ضرب مشروعاتنا لتحويل مصر إلى مركز إقليمى للطاقة.. وأن مصر سوف تتولى أيضاً تصدير الغاز القبرصى عبر خطوطنا المصرية.. مستفيدة من وجود وحدتى إسالة فى دمياط وإدكو لتصديره -مع الغاز المصرى- إلى أوروبا.. ومعلوم أن حقول الغاز الإسرائيلية فى شرق البحر المتوسط، المجاورة للحقول المصرية فى ظهر مثلاً تسعى إسرائيل إلى تصديرها إلى إيطاليا وحتى إسبانيا، ولكن هل تتوقف إسرائيل عند مجرد استخدام الأراضى التركية لمرور الغاز الإسرائيلى.. أم لها مطامع أخرى.
< مثلاً="" نعرف="" أن="" التواجد="" الإسرائيلى="" فى="" إثيوبيا="" مدنياً="" وفنياً="" بل="" وعسكرياً="" هدفه="" دعم="" إثيوبيا="" بالذات="" فى="" قضية="" سد="" النهضة..="" بحجة="" الدفاع="" عن="" السد="" رغم="" تأكيد="" الرئيس="" السيسى="" أننا="" لا="" نرفض="" تنمية="" إثيوبيا..="" ولكننا="" أيضاً="" لا="" نريد="" من="" أحد="" أن="" ينزل="" بنا="" أى="" ضرر..="" وربما="" نبتت="" فكرة="" التواجد="" العسكرى="" الإسرائيلى="" هناك="" منذ="" هذا="" اللقاء="" شديد="" الغباء="" الذى="" جرى="" فى="" القصر="" الرئاسى="" أيام="" حكم="" الإخوان="" ومحمد="" مرسى="" وما="" قيل="" فيه="" «عن="" غباء="" مطبق»="" عن="" احتمالات="" توجيه="" ضربة="" عسكرية="" للسد..="" وأنه="" منذ="" أذيع="" ذلك="" قفزت="" إسرائيل="" إلى="" قلب="">
< أيضاً="" معلوم="" تماماً="" التوغل="" العسكرى="" الإسرائيلى="" فى="" البحر="" الأحمر="" سواء="" بالقواعد="" العسكرية="" فى="" أكثر="" من="" دولة="" إفريقية="" وعلى="" امتداد="" هذا="" الشاطئ="" الغربى="" للبحر="" الأحمر،="" أو="" حتى="" فى="" مدخل="" البحر="" الأحمر="" عند="" وحول="" وبالقرب="" من="" باب="">
ومعروف أن إسرائيل استغلت الغياب المصرى عن إفريقيا بالذات، بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق مبارك فى إثيوبيا وأسرعت تقدم المساعدات الفنية والتدريبية لكثير من دول إفريقيا.. وأن إسرائيل فهمت جيداً الدور المصرى أيام حرب أكتوبر وقيام مصر بإغلاق باب المندب أمام التجارة والسلع العسكرية الإسرائيلية لكى لا تصل أى إمدادات إلى ميناء إيلات.
< وإسرائيل="" هى="" المستفيد="" الأول="" والأكبر="" من="" حالة="" الغياب="" أو="" الضياع="" العربى="" عن="" الساحة="" منذ="" كارثة="" ما="" يسمى="" بالربيع="" العربى..="" وهذا="" الغياب="" هو="" الذى="" سمح="" بالتوسع="" التركى="" والإيرانى..="" وأيضاً="" الإسرائيلى="" فى="" المنطقة="">
ترى هل ما زالت داخل الكنيست الإسرائيلى تلك الخريطة.. والعبارة التى تتحدث عن حلم دولة إسرائيل الكبرى؟