رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

فى الوقت الذى قام فيه مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بتسليم رسالتين الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولى تعترض فيهما على الاتفاقية التى وقعها مؤخرا الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج.. وعلى التحرك التركى فى ليبيا بوجه عام وإعلان «لص أنقرة» أردوغان استعداده لإرسال قوات والتدخل العسكرى فى ليبيا لمسانده زميله فى التنظيم الدولى للإخوان الإرهابيين.. كانت تتواتر أنباء بأن مصر بدأت الاستعداد للدفع بحاملة الطائرات «الميسترال» الثانية التى تمتلكها الى مياه البحر المتوسط.. حيث كانت تتمركز فى البحر الأحمر.. لتنضم الى الحاملة الأولى المتمركزة فى «المتوسط» بالفعل.. وذلك بعد أيام قليلة من قيام البحرية المصرية بتنفيذ أنشطة قتالية.. من بينها قيام غواصات بإطلاق صواريخ مضادة للسفن يصل مداها إلى أكثر من 130 كيلومترا.

•• فما دلالة ذلك؟

بداية.. تعلم مصر جيدا أنه لا خير ولا أمل فى أن يقوم مجلس الأمن أو الأمم المتحدة بتحرك حاسم لمواجهة هذه العربدة التركية الجديدة.. فهما لم يفعلا شيئا أصلا تجاه ما قام به الأتراك من قبل.. بتدبير وموالسة أمريكية وغربية وأموال قطرية خسيسة.. من مجازر فى سوريا واجتياح لأراضيها.. ولذلك لم تطلب مصر تدخلا مباشرا من مجلس الأمن والأمم المتحدة.. هى فقط تطلب منهما عدم تسجيل المذكرتين الموقعتين فى المجالين العسكرى والبحرى بين حكومة الوفاق وتركيا لدى المنظمة الدولية.. باعتبار أنهما باطلتان.. و»يمثلان خرقا للاتفاق السياسى الموقع فى الصخيرات المغربية فى 17 ديسمبر 2015 وبإشراف من الأمم المتحدة بين الأطراف الليبية.. وأنهما ينتهكان قرارات مجلس الأمن بشأن ليبيا».

وهذا طلب يمكن أن تستجيب له المنظمة الدولية ومجلس الأمن بدعم من تحرك دبلوماسى واسع تقوم به مصر لحشد تأييد الدول الأعضاء بالأمم المتحدة لهذا الإجراء.

•• لكن

المغزى الأهم هو أن مصر بذك الطلب قد سجلت اعتراضها ورفضها للتحرك التركي.. وما يترتب على ذلك من حقها فى التصدى له حفاظا على أمنها القومي.. باعتبارها أكثر الدول تضررا من الإرهاب وعدم الاستقرار فى ليبيا.. وحرصها على ألا تتحول الدولة الجارة والشقيقة الى مستنقع آخر للخراب ومرتع لجيوش الاستعمار الجديد.. فليبيا هى العمق الاستراتيجى للأمن القومى المصري.. وعندما يفكر أردوغان بدفع جيشه اليها فهو فى حقيقة الأمر يستهدف مصر بشكل مباشر.. لأن مصر هى شغله الشاغل.. وهى مصدر قلقه الدائم والقوة الإقليمية العظمى التى يخشاها.. الجيش القوي.. والثقل السياسى الهائل.. والمارد القادم فى صناعة الغاز الذى يتحول بخطوات ثابتة الى أهم واكبر مركز لهذه الصناعة فى منطقة حوض البحر المتوسط والمصدر الأساسى للغاز بالنسبة للدول الأوروبية.. والذى سحب بساط هذه الصناعة من تحت أقدام الأتراك.

ومن أجل ذلك دفعت تركيا بقطعها البحرية الحربية إلى مياه منطقة شرق البحر المتوسط.. لتنتهك المياه الإقليمية لدول هذه المنطقة.. خاصة دولة قبرص التى ترتبط باتفاقيات تعاون عسكرى دفاعى وسياسى واقتصادى مع مصر واليونان.. وتعترض سفنها وسفناً غربية أخرى.. ثم تحاول الآن الالتفاف حول هذه الدول بإيجاد قدم لقواتها على الأراضى الليبية.. وهو ما يضع الدول الثلاث أمام خيار الاستعداد والاستنفار العسكرى تحسباً لحرب حقيقية قد تنشب فى المنطقة.

•• من هنا

تأتى أهمية التحرك العسكرى المصر الحالى فى مياه البحر المتوسط.. الذى يمثل رسالة واضحة لأنقرة وللعالم كله.. بأن مصر تستعد للحرب.. وأنها لن تصمت تجاه هذا العبث التركي.. وسوف تتصدى له بكل قوتها.. العسكرية إذا لزم الأمر.. هذه الرسالة تلقاها الأتراك.. واستوعبوا مغزاها.. وقبل أيام تصدرت الصحف التركية عناوين مرعبة.. تتساءل عن مدى كفاءة البحرية التركية.. وخوف الشعب التركى من اندلاع حرب بحرية بمنطقة شرق المتوسط بين مصر وتركيا.. فى ظل تفوق القدرات القتالية المصرية وتراجع تسليح البحرية التركية.. ما سيجعل الأمر صعبا للغاية بالنسبة لتركيا.. التى ستكون الهزيمة هى مصيرها المحتوم.

••وفى تقديرنا

إن أردوغان لن يستطيع أبدا أن ينفذ تهديداته بدفع القوات التركية الى ليبيا.. ولن تصل هذه القوات الى تركيا بحرا أو جوا إلا جثثا هامدة.. ولو أقدم على ذلك فإنه ينتحر.. لانه لن يقوى على مواجهة جيوش الدول الأربع التى ستتصدى له.. مصر وقبرص واليونان وليبيا.. والأهم من ذلك أن أردوغان قبل أن يبدأ تحريك قواته سيكون الجيش الليبى قد وصل الى طرابلس وأطاح بحكومة المجلس الانتقالى ورئيسها السراج حليف أنقرة والدوحة.. وسيكون اتفاقهما الباطل قد أصبح «فى خبر كان».