رادار
أن تكون إنساناً لا يعنى أن تنسى عن قصد معنى الحياة وغايتها!
يكفى لأن تكون إنساناً، أن تكون ذَا قلب رقيق، وعقل دقيق، وإرادة من فولاذ تهزم كل انكسار، وتنحسر من قوتها كل رياح شريرة تسعى لاحتلالك!
أن تكون إنساناً، هو أجمل ما يمكننا تربيته فى أطفال المدارس.. هو أسلوب حياة للغد، وتحدٍ حقيقى فى رحلة التربية والتعليم من المهد إلى المجد!
المجد تصنعه هذه القلوب الطيبة المفعمة بالمحبة للأشياء قبل البشر، بالإنسانية تنتعش القلوب لتصنع من عالمها أمراً مقبولاً للحياة وللتعايش المشترك!
أن تكون إنساناً.. تتجسد معانيها بينما تتذكر فى لحظة ما إنساناً ما صنع جميلاً فى حياتك!
نحن نتذكر على سبيل المثال كل معلم منحنا المحبة والإنسانية من قلبه، فالمعلم الذى يبقى حاضراً فى ذاكرتك وذكرياتك هو من أحبك أكثر، وليس من امتلك معرفةً وعلماً أكثر!
أن تكون إنساناً، شعار نحتاجه فى تعليمنا، وفى أسلوب حياتنا، فالتحدى اليوم ليس فى تسهيل الحصول على خدمات التعليم الجيد، لأنه أمر قد نجحت التكنولوجيا فى تسخيره ولا تزال تفاجئنا بما لا نتوقع أو نتصور!.. التحدى الحقيقى يكمن فى غرس معانى الإنسانية فى قلوب الأطفال من أجل عالم أفضل
أن تكون إنساناً.. يعنى الدموع التى ربما تسقط رغماً عنك فى لحظات انكسار، لتصمد فى انتظار موعد قادم لا محالة مع بكاء وفرحة الانتصار!
أن تكون إنساناً لا يعنى إلا كل جميل يصنعك وكل طيّب تصنعه!.. أن تُحسن إلى الأشياء، وإلى كل ما هو مُسخَّر لخدمتك فى هذا الكون، وأن تصون وتحمى كل ما يعود بالنفع على الناس!
أن تكون إنساناً لا يعنى أن تصبح شريكاً فى فوضى طريق، لا يعنى أن تخصم من إنسانيتك لحسابك أنت!.. فالإنسانية هى الشيء الذى ينمو ويزدهر عندما تقتسمه مع الآخرين.. هى النهاية السعيدة لكل صناع حكايتها! أن تكون إنساناً يعنى أن تكون عطوفاً.. مسئولاً.. أن تعتنى بما هو جميل فى حياتك، والأهم أن تكون قادراً على تمييز الجمال وصنعه بأبسط الأشياء!
أطفال اليوم مستقبل الغد لا يحتاجون سوى أن نربى فيهم معنى الإنسانية لينتعشوا ويزدهروا فى مستقبل قد نتخيله ولكننا حتماً لا يمكننا أن نتوقعه!
فقط، كُنْ إنساناً والله يضاعف لمن يشاء!
نبدأ من الأول