عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

- فى لحظة تعجل اشتريت ثلاجة صغيرة من أحد الأسواق المعروفة. سنوات طويلة مضت لم أشتر فيها سلعًا معمرة من داخل الأسواق المصرية. معظم المنتجات المعروضة كانت تركية، وبعضها المصرى الصنع لم يلائم احتياجاتى. أسرعت بالشراء وكل ذرة فى كيانى ترفض ما أقدمت عليه. بدوت لعينى فى تلك اللحظة التى أبتاع فيها المنتج التركى «مجرمًا». كأننى أشترى منتجًا إسرائيليًا!

- لا يزعجنى من أسماء الشوارع المصرية اسم أكثر من «سليم الأول» الموجود فى منطقة الزيتون. وكم تمنيت لو أن مجلس محلى المحافظة التابع له الشارع اجتمع وقرر شطب اسمه. يزعجنى أيضاً هذا التمجيد الذى يحظى به رجل كصلاح سالم الذى ينطق اسمه الملايين -مصريون وغير مصريين- صباحًا ومساءً، فى حين أن جمال عبدالناصر لا يحظى بهذا الشرف، فلا يوجد طريق مماثل فى الأهمية لصلاح سالم يحمل اسم عبدالناصر! مهزلة حقيقية أن يردد الملايين اسم هذا الرجل الساذج الذى طالب عبدالناصر بتسليم نفسه للسفارة البريطانية بالقاهرة، لوقف العدوان الثلاثى على مصر عام 56!

- لا أكره شعبًا بعينه من الشعوب، حتى الشعب اليهودى، لكنى أكره سماتٍ وخصالًا معينة فى شعوب بعينها، مثل «الفرس» -الإيرانيين- بسبب الشعوبية الفارسية، أو بمعنى آخر العنصرية الشديدة. كما أكره الغلظة والعنف عند الشعب العراقى الشقيق، ولا ننسى أبدًا مصرع العشرات من العاملين المصريين فى العراق والذين كانوا يأتون إلينا جثامين مغدورة بطلقة رصاص وكانت هذه الصحيفة (الوفد) هى الوحيدة التى تنشر الأسماء وتحصى الأعداد وطبيعة الإصابات!

- هذا البلد -مصر- تعرض لاحتلال بشع على أيدى قوميات كثيرة، من بينها الاحتلال التركى الذى استمر لنحو أربعة عقود، نهبوا خلالها مصر نهبا متواليًا، وظلوا يمارسون بشاعتهم وقبحهم حتى بعد اضمحلال دولتهم وذيوع خيبتهم ووصفهم فى نهاية المطاف بالرجل المريض!

- مواردنا البشرية والطبيعية نقلت قسرا وجبرا إلى الآستانة حيث يقبع السلطان العثمانى الذى كان يعتبر خليفة المسلمين! كل شىء سُلب حتى العمال المهرة حملوا حملا إلى الآستانة ليعمروها!

هذا وحده سبب كاف جدًا لكى نكره الأتراك -السلاطين والحكام وليس الشعب- ونحتقرهم جزاء وفاقا لما كانوا يفعلون. وحينما يأتى حاكم عثمانللى جديد ونراه يفعل مثل أسلافه، ويحاول استعادة مجد الخلافة العثمانية المزعومة، فإنه لا مفر أمامنا -أمامى على الأقل- من كراهيته والتنديد بممارساته. فهذا الحاكم التركى الحالى يتشدق بالحريات والديمقراطية فى بلاده وهو يسجن آلاف الصحفيين وغيرهم. وينكل بكل خصومه ويذهب إلى كل العالم مستعديًا عليهم سلطات الدول التى تؤويهم، معتبرًا أن هذا حق له، بينما هو نفسه يؤوى مجموعة من الإخوان ويمولها ويغدق عليها لينال من القيادة المصرية! يحتل الحاكم التركى أراضى فى العراق ويغزو سوريا ويستبيح أرضها كما تفعل إسرائيل بالضبط. ما الذى لديه ليدافع عنه فى ليبيا سوى غرس أشواك الإرهاب فى الخاصرة المصرية، تمامًا كما تحاصرنا إسرائيل. يطمع فى الغاز ولذلك يناصب اليونان وقبرص العداء بسبب اتفاقيات ترسيم الحدود البحرية بين مصر وهذه الدول، بما ينهى أحلام حاكم تركيا.

- رجل يناصبنا كل هذا العداء ثم نساهم فى اذرهار اقتصاده بشراء منتجاته التى أغرقت أسواقنا؟ كيف نسمح له بذلك؟!

- أما من حملة شعبية لمقاطعة المنتجات التركية؟ أما من منافسة مصرية تزيح منتجات تركيا عن صدورنا؟

[email protected]