رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

هذا خبر سعيد.. أظهر تقرير مؤشر الإرهاب العالمى خروج مصر من قائمة الدول العشر الأكثر تأثرًا بالإرهاب.. لتحتل المركز 11 الأقرب مباشرة للقائمة.. بعد أن كانت تصنف فى المركز التاسع عام 2017.. وأرجع التقرير ذلك الى إحراز الدولة المصرية تقدمًا ملحوظًا فى مكافحة الإرهاب بفضل جهود الجيش والشرطة المصريين فى مواجهة هذه الظاهرة.. إذ نجحا فى خفض عدد ضحايا الإرهاب العام الماضى بنسبة وصلت الى 90% مقارنة بعام 2017.

علينا أن نفرح بهذا الخبر.. وواجبنا أن نفخر بجيشنا وشرطتنا اللذين حققا هذا النجاح المشهود.. لكننا لن ننسى فى غمرة الاحتفال أن المعركة مازالت طويلة.. ولم تنته بعد.

•• يحضرنا هنا

ونتذكر سؤالا يحلو للبعض أن يطرحه دائما.. وهو: لماذا لم يتحقق الحسم الكامل حتى الآن فى المعركة التى تخوضها القوات المسلحة والشرطة منذ 6 سنوات ضد عصابات الإرهاب على أرض شمال سيناء..؟.

إن من يطرحون هذا السؤال لا يدركون الحجم الحقيقى لتلك الحرب.. ولا يدركون أيضا طبيعة وأهداف هذه العصابات الإجرامية.. ومن يقفون خلفها بالتخطيط والتمويل بالمال والسلاح.. فهم ليسوا مجرد خلايا متشرذمة من المسلحين.. لكنهم يشكلون جيشًا حقيقيًا منظمًا وتابعًا لقيادة واحدة تدير شئونه وتنظيماته وعملياته.   

السؤال هو: مَن هؤلاء الذين نحاربهم فى سيناء؟.

منذ أن بدأت معركتنا الطويلة هذه ونحن نحرص ـ كإعلام ـ على عدم تسمية هؤلاء السفاحين بما ينسبهم الى تنظيم «داعش» .. ربما يكون ذلك بدافع معنوى لعدم إثارة فزع العامة والبسطاء من أبناء الوطن الذين يروعهم ما حدث لأشقائنا فى سوريا والعراق وليبيا من أهوال على أيدى هذه العصابات الآثمة.

وقد يكون هذا المسمى هو الأكثر دقة من الناحية «التعريفية» .. ذلك أنه من المعلوم أن «داعش» هى اختصار لمسمى «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» .. وأنها فرع لتنظيم عالمى أكبر وأشمل يعمل على إعلان «دولة الخلافة الكبرى» وفقًا لما يُصدِّره لنا إعلام وساسة الغرب الذين لا تخلو أيديهم من التلوث بجريمة صنع وزرع هذا «السرطان المستفحل» فى جسد أمة الإسلام.

•• عمليًا

لم نعرف حتى الآن لذلك «التنظيم العالمى الأكبر» اسمًا غير «داعش» .. وهو الاسم الذى اختير مؤقتًا لهذا التنظيم ليكون نواة لوهم «الخلافة» الذى خططوا لتمدده انطلاقا من العراق والشام بعد أن يكتمل لهم السيطرة عليهما .. وبات واضحًا ـ من وجهة نظرنا ـ أننا بالفعل نحارب «داعش» على أرض سيناء .. وتحديدًا أرض مثلث رفح والعريش والشيخ زويد فى «شمال سيناء» .. خاصة بعد أن أعلنت «عصابات الجرذان» المسلحة التى تتخذ من هذا المثلث مسرحًا لجرائمها مبايعتها لـ «داعش».

محللون يقولون: «إن آخر معارك داعش بقيادة قطر هى معركة سيناء .. وسوف يتم القضاء عليهم وينتهى معهم مشروع التفتيت الصهيونى للدول العربية الموكل به حمد بن جاسم وزمرته».

هذا الكلام نراه الأقرب إلى الواقع والحقيقة .. خاصة بعد ما لحق بالدواعش من هزائم ساحقة فى العراق وسوريا وليبيا .. وأيضًا مع تحقيق الجيش المصري  انتصارات ميدانية كبيرة فى شمال سيناء .. وبعد نجاح الدولة المصرية فى بناء تفاهمات مع «حماس» تقوم بموجبها الحركة بإغلاق الحدود من جانبها أمام عناصر داعش الذين يتسربون عبر الأنفاق حاملين الى أتباعهم السلاح والعتاد والأموال القطرية والتركية.

•• الطبيعى

أن وضع مصر .. الجغرافى والسياسى .. يشكل عنصر جذب كبيرًا لفلول الدواعش الهاربين من العراق والشام وليبيا .. خاصة فى ظل استمرار وجود بعض الثغرات الأمنية على الحدود المصرية .. من الجانبين الفلسطينى والليبى .. والتى تسمح بتسلل بعض العناصر الإرهابية الى الأراضى المصرية للانضمام الى عصابات شمال سيناء .. وأيضا فى ظل إدراك «شيوخ منصر» التنظيم الدولى  وأيضا شياطين الإمبريالية العالمية ومخططى التقسيم العنصرى الطائفى المذهبى للشرق الأوسط الجديد ـ أن مصر هى حائط الصد المنيع والصخرة الصلبة التى انهارت أمامها كل أوهامهم ومغامراتهم الطائشة ومساعيهم الدنيئة.

•• وهذا يعنى أننا ـ بالفعل ـ فى مصر نخوض معركة كبرى .. وصعبة.. حيث تجتمع علينا كل قوى الغدر والشر والعدوان .. هى معركة مصير .. وحرب فاصلة سيكون لنا النصر فيها بإذن الله لأننا نخوضها بقوة وبوعى وصدق وإيمان .. وبتماسك جبهتنا الداخلية والتفافها حول قيادتها وجيشها.. وحتما ستكون نهايتها الانتصار.