رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

كأن هذا العالم قد خلا إلا من هذه البنت السويدية، التى بالكاد بلغت السادسة عشرة من عمرها، ومع ذلك فعلت وتفعل ما لم يفعله زعماء كبار فى عواصم كبرى!

البنت نعرفها جميعًا، ونعرف أن اسمها جريتا تونبرج، وأنها نذرت حياتها فى هذه السن الصغيرة من أجل قضية تعتبرها قضية عمرها!.. ونعرف أيضًا أنها كانت ولا تزال صادقة فى كل جهد تبذله من أجل قضيتها، التى هى قضية كل إنسان لديه ضمير حى فى هذا العالم!

نعرف كذلك أن صدقها فى الاهتمام بالقضية قد منحها شهرة واسعة فى سنها الصغيرة، وأن شهرتها قد جرى ضربها فى اثنين هذا الأسبوع، عندما اختارتها مجلة تايم الأمريكية، ووضعت صورتها على الغلاف، باعتبارها شخصية العام!

أما القضية فهى قضية كل إنسان، لأنها تتصل بملف المناخ فى عالمنا هذا، الذى نعيشه ونعانى عواقب مناخاته الطقسية المتقلبة.. إنها مناخات لا تميز بين إنسان وإنسان، وتصيب الجميع دون تفرقة، وتدعو أصحاب الضمائر ممن يتولون المسئولية فى كل بلد إلى أن يفعلوا شيئًا!

ولكن العالم الذى اجتمع قادته المختصون فى مدريد الأحد الماضى، ضمن القمة الخامسة والعشرين للمناخ، قد أثبت أن جريتا ذات الستة عشر ربيعًا أقوى من قادته المجتمعين!.. فهؤلاء القادة الذين جاءوا من كل بلد تقريبًا، لم يفعلوا أى شيء، من أجل مناخ أفضل، يتيح ظروفًا صحية أنسب لسكان العالم!.. لم يفعلوا أى شيء.. وكل ما فعلوه أنهم أصدروا بيانًا فى ختام القمة، كان ممتلئًا بالأسئلة أكثر مما قدم الأجوبة!

وكانت صحافة العالم على حق عندما وصفت البيان بأنه بيان ضعيف، وأنه دون مستوى الطموح، وأنه ليس الذى انتظرناه!

وكان موقف أنطونيو جويتريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أضعف من البيان نفسه، وكان كل ما استطاع الرجل أن يفعله أنه قال فى بيان صادر عن مكتبه، إنه يشعر بخيبة الأمل فى قمة كان كثيرون على وجه الأرض يراهنون عليها، ويتوقعون منها أن تكون أكثر فاعلية، وأكثر قدرة على وقف هذا التدهو المتسارع فى مناخ الكوكب!

وإذا كان هذا هو حال الخواجة أنطونيو من حيث العجز عن فعل شيء، فى وقت يجلس فيه على رأس المنظمة الدولية الأم فى العالم، فكيف يكون حال الذين لا يملكون منظمات، ولا يتولون مسئوليات، ولا يتوفرون على قرارات فى أياديهم؟!

المجد للسويدية جريتا.. فهى بمائة مسئول ومسئول!