رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

الزحام شديد، حتى أنه لا موطئ لقدم.. وقفت الفتاة فى الطابور لتسجيل الحضور وسداد رسوم الدخول.. وبدأت الرحلة فى مركز دروس خصوصية فى حى شعبى بمدينة السادس من أكتوبر!

تقدمت الفتاة التى تدرس بالصف الأول الثانوى إلى الأمام قليلاً قاصدة طاولة خشبية متهالكة على بعد خطوات من مدخل القاعة.. الطاولة تشبه طاولة معلمتها الأصلية فى مدرستها.. وقفت الفتاة فى طابور آخر بانتظار دورها فى تصحيح الواجبات المنزلية.. ثم دخلت إلى القاعة برفقة صديقتها!

القاعة ممتلئة إلا من زاوية أسفل عمود على اليمين.. قدم مربع فقط يكفى للحضور ولو من الوضع واقفاً، لكن يبدو أن الفتاة كانت محظوظة هذه المرة، لأنها تمكنت من الجلوس أسفل العمود.. شاشة تليفزيونية أمامها.. مكبر صوت تخترق أذنيها بأصوات غير مفهومة للشخص الذى يقف خلفها فى آخر القاعة، ليلقنها والطالبات خلاصة إبداعاته فى تدريس فى علم الرياضيات!

زحام القاعة، التى يبدو أنها مخصصة لحفلات الزفاف، يحول دون الاندماج فى الدرس، لتبدأ الفتاة فى اختبار مهاراتها فى علم الرياضيات.. وكان الحوار التالي:

الفتاة: «تتوقعى الأستاذ المسكين ده بيكسب كم فى الساعة؟».

صديقتها: 40 جنيهاً X 150 طالبًا = 6000 جنيه.

الفتاة: وفى اليوم؟

صديقتها: 6000X 6 ساعات عمل فى المتوسط = 36000 جنيه

الفتاة: وفى الشهر؟

صديقتها: 36000 جنيه X 26 يوم عمل فى المتوسط = 936000 جنيه

الفتاة: وكده يكون صافى الأرباح كم؟

صديقتها: هناك مساعدان اثنان لأعمال التصحيح، و3 أشخاص آخرون لمهام إدارة القاعة المستأجرة.. أتوقع مصروفات بحوالى 136 ألف جنيه شهري، ليكون صافى الأرباح شهرياً حوالى 800 ألف جنيه!

الخلاصة: القصة ليست فى 800 ألف جنيه يربحها هذا الشخص من وجهة نظر الفتاة، لكنها فى مستقبل نخسره جميعاً مع سبق الإصرار والترصد!.. مراكز الدروس الخصوصية أصبحت «مدارس بديلة»، على الرغم من إتاحة المحتوى التعليمى عبر شبكة الإنترنت أكثر أى وقت مضى.. على الرغم من ثورة التكنولوجيا التى أصبحت متوفرة ومتاحة لمعظم الأطفال فى مرحلة الروضة.. ويبقى السؤال: أيهما سنختار فى رحلة العبور إلى المستقبل.. المدرسة أم السنتر؟!

 

نبدأ من الأول

[email protected]