رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

لا شك أن المجتمع المصرى شهد تحولا كبيرا خلال العقدين الأخيرين، وبدت ظواهر اجتماعية لم تكن مألوفة سابقا بل نادرة، ولا يستسيغها العقل الجمعى العام, تتزايد حتى أصبحت من الروتين اليومى, منها على سبيل المثال حوادث الانتحار التى لا يخلو يوم من حدوث واقعة أو أكثر, مع تعدد وتنوع الأسباب، وهو أعلى مراتب اليأس من الحياة التى كان من الصعب بلوغها فى ظل الوعى الدينى والترابط الأسرى, وسهولة الحياة قديما, والتى أصبحت الآن أكثر مادية، وكلا يبحث عن جلب المال الذى أصبح مقدما على أى شىء, ومنها التراحم والعطف ومساندة الضعفاء والأقربين الذين هم أولى بالشفعة.

وبينما تكتظ محاكم الأحول الشخصية بآلاف دعاوى تنازع على الحضانة بين الآباء والأمهات المطلقات, أو حتى يتخلص كل منهما من ثمرة زواجهما, نجد فى واقعة جديدة أن كلا الأبوين قررا سويا التخلص مما حباهما الله من نعمة, والعودة لممارسة حياتهما الطبيعية, دون إحساس من تأنيب ضمير, لعدم قدرتهما الإنفاق عليهما.

فالأب طبيب أسنان «35 سنة»، تزوج من سيدة تبلغ من العمر «41 عاما»، منذ قرابة 6 سنوات وكان يقيم بمنزل أسرته بمحافظة كفر الشيخ قبل أن تطرده أسرته وزوجته لعدم رضائهم عن الزواج، فانتقل برفقة زوجته إلى شقة مفروشة بمنطقة روض الفرج, وقضيا 5 أعوام يحاولان الإنجاب وأجريا عملية حقن مجهرى تكلفت مئتى ألف جنيه، ليحصلا على الذرية, ونجحت العملية بإنجابهما طفلين توأمين. وبعد بلوغ الطفلين عاما ونصف، عانى من عدم قدرته الإنفاق عليهما وتحمل مصروفاتهما، مرددا: «أنا صرفت كل اللى حيلتى عشان أخلفهم، وفقروني» ثم طالب زوجته بالتخلص منهما بأى طريقة، وطاوعته الأم فى مسعاه دون أدنى عاطفة أمومة التى تتغلب دائما على أى عاطفة وبحثت عن حضانة للأطفال الرضع بمنطقة بشتيل بأوسيم، وترددت عليها عدة مرات، وارتدت نقابا حتى لا يتم التعرف عليها من كاميرات المراقبة.! وتوجهت بهما للحضانة مبدية رغبتها فى إلحاق ابنيها بها، وأخبرتهم أنها ستذهب لتصوير بطاقتها الشخصية، إلا أنها لم تعد تاركة الطفلين.

الأغرب أنه عندما تم القبض عليهما, لم ينكرا الواقعة بل رفض طبيب الأسنان وزوجته تسلم طفليهما التوأمين بحجة عدم قدرته على الإنفاق عليهما، وقال الأب إن دخله لا يزيد على (3500 جنيه)، وزوجته ربة منزل لا تعمل، وتأكدت النيابة من نسب الطفلين للوالدين المتهمين بالتخلى عنهما، بعد إجراء تحليل DNA للطفلين التوأمين، والتى أثبتت تتطابق العينة, ويرفضان مجددا تسلمهما مرددين «خدوهم انتوا ربوهم». ما كل هذا العبث الذى نحياه؟

اشتهيا الإنجاب طيله 5 سنوات وحينما رزقهما الله بتوأمين يتخلصان منهما بحجة ضيق ذات اليد, هل ارتددنا للجاهلية مرة أخرى؟ أم أن قسوة الحياة تُبلد المشاعر الفطرية فى الإنسان وتدفعه لفعل ما لا يخطر على بال, ورحم الله شاعرنا صلاح جاهين القائل: لا تجبر الإنسان ولا تخيّره.. يكفيه ما فيه من عقل بيحيّرهاللى النهارده بيطلبه ويشتهيه.. هو اللى بكره ح يشتهى يغيّره.. عجبى.

[email protected] com