رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

أجد أكثر من ملاحظة على نبأ فصل طلاب مدرسة، فى مدينة فوة فى كفر الشيخ ١٥ يومًا، وخصم ١٥ يومًا من راتب مدير المدرسة، ونقل إحدى المدرسات إلى مدرسة أخرى!

سبب الفصل والخصم والنقل، أن ڤيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، يظهر فيه الطلاب المفصولون وهُم يرقصون داخل الفصل الدراسى على أغنيات أحد المهرجانات!

أما الملاحظة الأهم فهى أن النبأ منشور فى جريدة الأخبار أمس الأول، وفى مساحة ضيقة على صفحتها الثالثة، ولا يكاد يوجد فى صحيفة أخرى، أو أن هذا على الأقل هو ما لاحظته عندما رحت أبحث عنه فى باقى الصحف الصادرة فى ذات اليوم!

وقد كنت تمنى لو أن الخبر وجد طريقه إلى النشر فى كل الصحف، وفى صدر صفحاتها الأولى، وبعناوين بارزة، لعل الذى فاته من بين القراء أن يطالعه فى إحدى الصحف هنا، يجده متاحًا أمامه وبالبنط العريض فى صحيفة أخرى هناك!

وتمنيت أيضًا لو أن الخبر بعد نشره على أوسع نطاق ممكن، قد ذكر أن الدكتورة بثينة كشك، وكيلة الوزارة فى المحافظة، التى اتخذت قرار الفصل والخصم والنقل، إنما هى وكيلة لوزارة التربية والتعليم، مع وضع كلمة التربية فى مسمى الوزارة بين قوسين، أو بين هلالين كما يقول إخواتنا فى الشام!

لقد عشنا نعرف أن الوزارة اسمها وزارة التربية والتعليم، وعشنا نلاحظ طول الوقت أن كلمة التربية سابقة دائمًا على كلمة التعليم، وعشنا نعرف أن أسبقية الكلمة كانت مقصودة عندما تغير اسم الوزارة من وزارة المعارف زمان، إلى وزارة التربية والتعليم فى الوقت الحالى!

ولا بد أن أسبقية كلمة التربية فى مسمى الوزارة لها معنى، كما لا بد أن أسبقيتها لها حكمة، وليست أسبقية عشوائية، ولا هى عفو الخاطر، ولا هى أسبقية سائبة بلا معنى ولا حكمة!

لها معنى بالتأكيد، وفيه حكمة على سبيل القطع، لأن المدرسة إذا لم تكن سوف تسهم بنصيبها فى إرساء مبادئ التربية، قبل تحقيق وظيفة التعليم، فليس أقل من أن تحافظ بين تلاميذها على الحد الأدنى من التزام هذه المبادئ أثناء وجودهم فى المدرسة.. وإلا.. فلا قيمة لتعليم فى حقيقة الأمر، ما لم يكن الطالب على قدر معقول من التربية فى حياته الدراسية!

وقد فهمت بعد نشر النبأ فى جريدة الأخبار، لماذا يتمسك اليابانيون فى مدارسهم بتدريس مادة الأخلاق لعدة سنوات فى المرحلة الابتدائية بالذات، مع التركيز عليها تحديدًا دون سواها من باقى المواد!

فإن لم يتشرب الطالب فى مرحلة مبكرة من حياته، مبادئ التربية على أصولها، فلا فائدة له ولا للمجتمع، من تعليمه، مهما علا وارتقى.. وهذا هو المعنى الذى تمنيت لو أنه ترسخ فى ذهن كل مواطن من النبأ المنشور، لأن المدارس ليست للرقص فى كل الأحوال!