رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

أرسل لى ابن محافظة كفر الشيخ الصديق أ. د. يحيى محمود المؤرخ بجامعة الإمارات العربية قصة (مبروكة خفاجي) فلاحة بسيطة من إحدى قرى محافظة كفر الشيخ .. تزوجت (إبراهيم عطا) فلاحًا كان يعمل بالأجرة وبسبب ضيق الحال طلقها، رغم أنها كانت حاملًا فى الشهور الأخيرة.. انتقلت مبروكة مع والدتها وأخيها إلى الإسكندرية وأنجبت ابنها (على إبراهيم) وقررت أن تفعل كل ما بوسعها لتربيته وتعليمه على أحسن وجه، كان عندها مائة سبب وسبب لتندب حظها.. وتسرح ابنها يبيع مناديل فى الشوارع، لكنها عملت بائعة جبنة فى شوارع الإسكندرية وأدخلت على مدرسة رأس التين الأميرية، وبعد أن حصل على الابتدائية ذهب والده ليأخذه ويوظفه بالشهادة الابتدائية، ولكن مبروكة كان حلمها أكبر بكثير فقامت بتهريبه من سطح بيتها إلى سطح البيت المجاور وهربت به إلى القاهرة وأدخلته المدرسة الخديوية فى درب الجماميز، وعملت لدى أسرة السمالوطى لتستطيع أن تنفق على تعليمه. تفّوق على فى دراسته واستطاع دخول مدرسة الطب عام 1897 وتخرج فيها عام 1901. بعد 15 عامًا مرض السلطان حسين كامل بالسرطان واحتار الأطباء فى مرضه. حتى اقترح عالم البيولوجى الدكتور عثمان غالب على السلطان اسم الدكتور على إبراهيم فاستطاع علاجه وأجرى له جراحة خطيرة وناجحة فعيّنه السلطان جراحًا استشاريًا للحضرة العليا السلطانية وطبيبًا خاصًا للسلطان ومنحه رتبة البكاوية. فى عام 1922 منحه الملك فؤاد الأول رتبة الباشاوية.. فى عام 1929 تم انتخاب الدكتور على باشا إبراهيم أول عميد مصرى لكلية الطب بجامعة فؤاد الأول.. فى عام 1940 تم تعيينه وزيرًا للصحة وفى نفس العام أسس على باشا إبراهيم نقابة الأطباء وأصبح نقيب الأطباء الأول فى تاريخها.. يعنى من الآخر إن أمّ أول نقيب للأطباء فى مصر فلاحة بسيطة أُمّية..

هذه القصة عظيمة بكل المقاييس لا نرى فيها سوى تفوق ونبوغ الابن وننسى البعد النفسى والاجتماعى والمرأة المكافحة وراء الكواليس إنها تستحق أن تًرفع فوق الرأس، عندما يكون لديك امرأة تملك هدفاً وتسعى خلفه» .

بينما كنت أقرأ هذه القصة تذكرت ما كتبه الأستاذ أحمد حنفى عن طفل محطة مترو جامعة القاهرة، فقد نشر على صفحته «طفل زى القمر اسمه معاذ يقعد عند سلم مترو جامعة القاهرة، فنان بمعنى الكلمة، شفته اليوم وقعدت معه، عمره 11 سنة رايح 6 ابتدائى أبوه وأمه منفصلان وقاعد مع أخته عند جدته، هو يصرف عليهم ويشتغل برسوماته ويصرف عليهم؛ يرسم أى صورة بـ15 جنيهًا، بجد قعدت معه، طفل بسن11 سنة ويفكر فى أكل جدته وأخته، وداخل جمعية بـ10 جنيهات فى اليوم لجهاز أخته، ياريت اللى يقدر يساعده يروح، هو قاعد عند مترو الجامعة ولو برسمة يرسمها لك تفّرحه وتحسسه إنه راجل بجد ..ربنا يحميه.. رجل بجد».

هل بين القصتين رابط، ربما، من يدرى ربما يتحول معاذ إلى فنان نابغة كالطبيب النابغة على إبراهيم.. مصر ولاّدة ياناس.

•  خاتمة الكلام:

قال الشاعر:

ترقّ لهم عينى وهُمْ فى سوادها

ويشتاقهم قلبى وهم بين أضلعى

 

[email protected]