رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

تتواتر الأنباء.. وآخرها ورد على لسان وزير الخارجية القطري.. حول اقتراب بلده من تسوية أزمتها مع دول الخليج المشاركة لمصر فى «الرباعية العربية» التى تفرض إجراءات عقابية اقتصادية صارمة على نظام الدوحة الداعم للإرهاب.. يتحدثون عن مصالحة قادمة فى الطريق تقود الوساطة فيها دولة الكويت.. بمناسبة انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجى قريبا فى الرياض.. ويقولون: إن هذه القمة ستكون محطة «مهمة للغاية» فى المصالحة.

•• هذا الحديث

ليس الأول من نوعه.. وربما لن يكون الأخير.. فدولة الكويت لم تتوقف منذ بداية الأزمة عن بذل الجهود من أجل محاولة التوفيق بين أطرافها.. وللكويت فى ذلك دوافع نتفهمها جيدا ونقدرها.. وتنطلق من سياستها المعهودة ودورها الدبلوماسى الدؤوب من أجل إذابة أى خلافات تطرأ بين الأشقاء داخل إطارى مجلس التعاون الخليجى والجامعة العربية.. إلا أنها كانت دائما تتحطم فوق صخور المماطلة القطرية ومحاولات الالتفاف حول بنود اتفاق الرياض الـ 13 التى وضعتها «دول الرباعية» شرطا لاستئناف علاقاتها مع الدوحة.. وهذه المماطلة وهذا الالتفاف هما ما تواصل قطر فعله الآن.. ولا نتوقع للجهود الكويتية نجاحا فى هذه المرة أيضا.   

ومع كامل احترامنا لهذه الجهود.. حتى لو نجحت.. فإن هذه المصالحة لا تخصنا.. لأننا فى مصر اخترنا طريقنا.. بعد صبر طويل على تجاوزات وخطايا وجرائم ارتكبها النظام القطرى فى حقنا .. ودفعنا لها ثمنا باهظا من الدماء والأرواح والمال .. وخضنا معركة شرسة نراها قد حققت هدفا كبيرا .. وهى معركة الحشد العربى والدولى لفضح الدور الدنئ الذى يمارسه حكام هذه الإمارة فى صنع ودعم وتمويل الإرهاب وعصاباته ومؤامراته.

•• ومن الخطأ

أن يتصور بعض البسطاء أن ما بين مصر وقطر «خناقة شوارع» يمكن أن تنهيها «جلسة صلح» أو وساطة يقوم بها «أولاد الحلال».. وبعدها تعود المياه الى مجاريها و«عفا الله عما سلف»..!!

الرئيس عبد الفتاح السيسي.. قالها حاسمة حازمة: إن مصر لن تتسامح  «مع من يمول الإرهاب بمليارات الدولارات، فيتسبب فى مقتل مواطنينا، بينما يتشدق فى ذات الوقت بحقوق الأخوة والجيرة.. ولهؤلاء نقول: إن دماء الأبرياء غالية، وما تفعلونه لن يمر دون حساب».. وإن مصر «ستظل عصية على الرضوخ لتهديدات الإرهاب ومن يقفون وراءه».

وهذا أبلغ رد على من يتصور أن مصر يمكن أن تضعف أو تخضع أو تتراجع فى معركتها من أجل انتزاع حقوق أبنائها ضحايا الإرهاب .. بعد أن نجحت فى فضح مموليه وداعميه ورعاته أمام العالم كله .. بما يعطيها الحق الآن فى اتخاذ كل ما تكفله لها القوانين والاتفاقات والمعاهدات والأعراف الدولية من إجراءات لإنزال العقاب والحساب بأعدائها.. وهو ما بدأت التحرك لتفعيله بدعوتها مجلس الأمن الدولى إلى تنفيذ قراراته المتعلقة بمكافحة الإرهاب بشكل كامل وسريع.. وإلى حتمية وجود محاسبة من جانب المجلس للدول التى لا تخضع أو تنفذ هذه القرارات.

•• أيضا

هذا ما أكده ممثل مصر أمام محكمة العدل الدولية منذ أيام فى مرافعته فى الدعوة التى تقيمها قطر.. موضحا أن قرار مصر بقطع العلاقات مع الدوحة جاء بسبب إصرار النظام القطرى على تبنى موقف معاد تجاهها واستمرار دعمها للمنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان.. كما اتهم ممثل مصر القيادة القطرية بتوفير ملاذ آمن لتنظيم الإخوان الإرهابى وترويج عقيدة القاعدة وتنظيم داعش ودعم العمليات الإرهابية فى سيناء.. مشيرًا إلى أن القاهرة أوضحت مرارًا إصرار قطر على التدخل بالشؤون الداخلية بمصر ودول المنطقة بطريقة تهدد الأمن القومى العربي.. فلم تسلم أية دولة عربية من هذا السلوك القطرى الشاذ.

•• قلناها من قبل

وسنظل نقولها ونرددها: إن مصر لن تقبل بتخفيض سقف مطالبها .. وفى مقدمتها وجوب أن يدفع النظام القطرى ثمن أخطائه .. وأن نقتص لضحاياه من الشهداء والمصابين الذين سقطوا غدرا فى جرائم الإرهاب الممولة من الدوحة .. سنمضى فى طريقنا .. ولو فرادى .. لانتزاع حقوقنا..وليتصالح من يتصالح.. وليفرط من يفرط.