عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد 36 سنة خبرة فى الصحافة القومیة، بدأتها بقسم التحقیقات والأخبار مع بدایة «الوفد» الغراء، بالإضافة للفن فى الكواكب والمصور، حتى رئاسة التحریر وعضویة المجلس الأعلى للصحافة، أكتب عن خسائر الصحافة القومیة، والكارثة الكبرى هى الفشل فى أداء الصحافة دورها، بالإضافة إلى عدم الوفاء بالتزاماتها المادیة تجاه العاملین بها بعد سنوات الخدمة الطویلة الشاقة، حیث استمرت القیادات الصحفیة فى عهد مبارك مدة ربع قرن، تراجعت خلاله الصحافة القومیة بشكل كبیر، وجاءت التغیرات الصحفیة بعدها ببعض الأقزام، وهكذا استمر تراجع الصحافة والإعلام، ثم تراجعت أكثر فى عهد الإخوان واستمر التراجع بقوة حتى جاءت الهیئة الوطنیة للصحافة؛ لتبدأ صفحة جدیدة ومتأخرة بعد ثورة 30 یونیه، لكن الریاح جاءت بما لا تشتهى السفن،

فاستمر التقدم إلى الخلف، والنجاح الوحید الذى حققته هو توحید مانشیتات الصحف، ومع احترامى الشدید للكاتب الصحفى الكبیر كرم جبر، رئیس الهیئة، وجمیع الأعضاء إلا أننى أختلف معه كثیراً فى حواره الأخیر بالأخبار الذى فتح فیه خزائن أسرار الوطنیة للصحافة، حیث اعترف بمعظم مشاكل الصحافة فى مصر، لكنه فى الوقت نفسه أكد أن الحلول موجودة، وتحتاج إلى سیاسة النفس الطویل!! وكأنه یرید أن یستمر فى موقعه مدة ربع قرن حتى یصلح هذه المشاكل، وكأنه لا یعرف أن العهد الحالى یختلف كثیراً عن عهد مبارك، ولم ولن یسمح بذلك، فعقارب الساعة لا ترجع للوراء.

أضاف رئیس الهیئة أنها بدأت فى الرقمنة التى سوف تبدأ بالمؤسسات الكبرى لملاحقة الثورة التكنولوجیة الرابعة، وأضاف أن إعادة الهیكلة والتصحیح المالى والإدارى هو المستوى الثانى للحل، لكنه لم یذكر لماذا لم یفعل ذلك طوال السنوات الماضیة؟!

وأضاف أن كلیهما لیس صعباً، لكننا نجد أن الهیئة لم تتخذ أى إجراء جاد لتحقیق ذلك، وكان من الأولى تغییر بعض رؤساء التحریر ورؤساء مجالس الإدارات كل ستة أشهر، طبقاً لضعف الأداء بدلاً من تركهم كل هذه المدة بلا حساب، ما أدى إلى تدهور الأداء المهنى والإدارى.

أضاف الكاتب الكبیر كرم جبر أن أهم المشاكل التى تواجه المؤسسات الصحفیة هى الفرق الكبیر بین الإیرادات والنفقات، وهو ما أدى إلى عجز المؤسسات عن تدبیر مرتبات العاملین بها، الذى یتراوح بین 70 و100%، فالفرق بین الإیرادات والنفقات بالمؤسسات الكبرى یتراوح بین ملیون جنیه وملیون ومائة ألف جنیه یومیاً، والهیئة لیس من مهامها توفیر الأموال للمؤسسات، وإنما السیر فى أكثر من مسار لتقلیل ذلك الفارق الكبیر من خلال سد عجز المرتبات، باعتبار أن لحقوق العاملین الأولویة، بالتوازى مع إطلاق استراتیجیة تطویر وتحدیث المؤسسات..

والحقیقة أننى أعتقد أن الهیئة لم تفعل اى شئ جاد تجاه ذلك لكنها تكیل بمكیالین، فالمؤسسات الكبرى -مؤسسات الشمال- تدفع لها الهیئة الوطنیة أكثر من 35 ملیون جنیه شهریاً للمرتبات ومبالغ أخرى ضخمة لشراء الورق والأحبار والصیانة، وفى الأخبار مثلا یتم التجدید بعد الستین لغالبیة الصحفیین، وتخصص لهم السیارات على عكس مؤسسات الجنوب، وهى الغالبیة مثل دار الهلال التى یعانى فیها الصحفیون والإداریون والعمال الذین یخرجون على المعاش، ولم یتم صرف أى مبالغ من مكافأة نهایة الخدمة لهؤلاء منذ نوفمبر 2018 حتى دیسمبر 2019 إلا للبعض الذین حصلوا على ألفى جنیه فقط، بینما لم یدفع صندوق التكافل مستحقات من خرجوا على المعاش منذ ینایر 2019، حتى دیسمبر 2019، بینما لم تدفع الهیئة للصندوق أى مبالغ، فهى لا تدفع لدار الهلال سوى ملیونى جنیه شهریاً، ولذلك توقفت المؤسسة عن دفع مبالغ صندوق التكافل للمعاشات فى سابقة تحدث لأول مرة منذ إنشاء صنادیق التكافل بالمؤسسات الصحفیة منذ ١٩٩٧، وفى إذلال واضح للصحفیین والإداریین والعاملین بالمؤسسات الصحفیة رغم أن الرئیس عبدالفتاح السیسى قد وجه الهیئة الوطنیة للصحافة بالإسراع فى التعامل مع أزمات المؤسسات الصحفیة.

كان رئیس الهیئة قد سبق أن أكد عدم دمج مؤسسات الجنوب مع مؤسسات الشمال، حیث إن الدمج السابق فى نهایة عهد مبارك قد سبب مشاكل كثیرة، لكنه لم یذكر هذه المشاكل، وأعتقد أن هذا الدمج وضع حداً للخسائر وقتها، فالعاملون فى هذه المؤسسات نقلوا إلى المؤسسات الكبرى لتوفیر النفقات، ولكن الإخفاق كان لعدم الاستفادة من أصول تلك المؤسسات التى تحتل الهیئة الوطنیة للصحافة أحدها كمقر لها بدلاً من مقرها الذى هدم على النیل فى مبنى الحزب الوطنى، ففى عهد الصحافة الرقمیة لا حاجة لأن تزدحم المؤسسات بعدد كبیر من الصحفیین والعاملین، فمثلا یمكن ان یتحول مبنى مؤسسة دار المعارف على كورنیش النیل فى ماسبیرو إلى فندق 7 نجوم بعقد لمدة 50 عاماً باسم شركة عالمیة فى الفنادق عن طریق مزاد لیصبح اسمه هیلتون او شیراتون دار المعارف، بینما تصدر صحیفة أكتوبر بنفس الاسم من مؤسسة أخبار الیوم مثلاً التى تنضم إلیها وتطبع فى مطابعها مع كل كتب دار المعارف، وكذلك یمكن تحویل مبنى مؤسسة دار الهلال الضخم فى المبتدیان لمستشفى لنقابة الصحفیین لعلاج الصحفیین وأسرهم بالمجان مع تقدیم علاج استثمارى لأكثر من نصف المستشفى، حیث یمكن أن یكون اسم المستشفى دار الهلال، وتصدر مطبوعات دار الهلال باسمها من الأهرام، ویتم بیع ماكینات الطباعة فى دار الهلال وأكتوبر وروز الیوسف التى یمكن أن تنضم مثلاً لمؤسسة دار التحریر، ویتم تأجیر مبنى وقصر روز الیوسف بقصر العینى فى مشروع آخر باسمها أیضاً، وهكذا یتم وقف نزیف الأموال على صحافة لا تسمن ولا تشفى من جوع، ولا تقوم بدورها المنوط بها لخدمة الشعب والوطن.

كما یمكن استمرار معظم إصدارات المؤسسات القومیة الصغرى كمطبوعات ورقیة شهریة فقط على أن تكون متاحة على الإنترنت، فمثلاً المصور یمكن أن تصدر أسبوعیاً، ومعها كل أسبوع ملحق مختلف من بین الكواكب وحواء وسمیر وطبیبك الخاص، فهذه الإصدارات یكفى أن تظهر مطبوعة شهریة، كما تلغى جمیع

المطبوعات المسائیة بشكل كامل حیث لم تعد مناسبة بعد الثورة التكنولوجیة، حیث

یتابع المواطن الأخبار عبر الموبایل.

وبینما نحن على بعد أشهر قلیلة من إكمال الهیئة الوطنیة للصحافة عامها الثالث نجدها قد عجزت تماماً عن وضع خطة للخروج من أزمات الصحافة القومیة بشقیها المالى والإدارى، وبصراحة إن هذا الإیقاع لا یتماشى إطلاقاً مع سیاسة الدولة الآن التى تتصف بالإنجاز والابتكار.