رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

- لايمكنك تجاهل حالة الناس فى الشوارع اليوم! كلمات مثل الفوضى والبذاءة وما شابهها لم تعد تكفى للتعبير عن الحالة المزرية التى بلغناها. حالة مشينة، ومما يؤسف له أنك مهما كنت تتصرف باحترام، فإنه يمكن أن تأتيك لحظة تتماهى فيها مع ما يجرى، بل وأن ترتكب نفس الخطايا!

- فمثلًا أنا أضع فى سيارتى كيس بلاستيك مخصصًا لجمع البقايا اليومية العادية، ومع هذا، فإننى من فرط اعتيادى على مشاهدة الناس وهم يلقون بمخلفاتهم البشعة فى عرض الطريق العام، تبلدت ذات لحظة قبح وألقيت علبة كانز فى الشارع!

- أجرمت وتحامقت، وداهمنى شعور شديد بالاستياء أظنه مازال يلازمنى، حتى كدت أن أعود أدراجى لألتقط «الكانزاية» لولا أن الطريق (هاى واى)! لايمكنك أن تفعل ذلك فى دولة خليجية، خوفًا من عقاب المجتمع قبل عقاب القانون!

- نشر زميلى الكاتب الكبير نبيل عمر واقعة محزنة، بطلها المخرج وليد سيف، وقال إنه كاد ان يتعرض للذبح فى الشارع على يد أحد الباعة، لمجرد انه تجرأ وقام بخفض صوت الراديو الذى كان يبث القرآن الكريم بصوت عالٍ جدًا يخرق الآذان! انتفض البائع وكاد يفتك بالمخرج لأنه تجرأ على خفض الصوت.. وقال له: «قرآن ربنا مايطيفيهوش مخلوق» مهددًا بذبحه لولا تدخل الناس؟!

- هذا الشروع فى قتل روح بريئة لم يستجلب نقمة الناس على البائع بحيث يطلبون له البوليس، وإنما تدخلوا فقط لإنقاذ المخرج من براثن البائع، ولسان حالهم يقول له: «خليك فى حالك، إنت هتصلح الكون»، وربما استسمحوا «الدباح» إياه عفوًا وصفحًا! المهم لدى الناس فض الاشتباك وليس الردع وتحرى الحقيقة! ليس مهمًا لديهم مواجهة صاحب المذياع بأن عليه أن يحترم حياة البشر فلا يهددهم، وألا يؤذى الناس بالصوت العالى ولو كان صوت قارئ قرآن، فليس من أساسيات الإيمان إذاعة القرآن فى الشارع بصوت عالٍ يزعج الأسماع، ويضايق الناس المشغولين بمعاركهم اليومية مع شوارع الغضب، التى تئن تحت وطأة الزحام واختناق المرور، وممارسة أعمال البيع والشراء فى قلبها.

لعلى أتذكر هنا نموذجًا صارخًا لها هو شارع بورسعيد بكل ما فيه من عدوان يومى على حق الناس حيث يصعب السير فيه، فيما السيارات تسير بسرعة السلحفاة، بسبب احتلال المحال لثلثى الشارع. جحيم لا يطاق وضوضاء بشعه تخنق الناس وتوتر الجميع ولكن لا أحد يملك حولا ولا قوة، فكل بائع ومحل وراكب توكتوك وتروسيكل وعربية بحصان أو بحمار وكل صاحب نقل بات يعتبر الشارع والطريق ملكًا له وحده يفعل فيه ما يشاء. يقف للتحميل ويسد الشارع يضيق عليك حتى يعبر عبورًا مجنونًا ليسبقك، يتلوى كثعبان يمينًا ويسارًا مصيبًا إياك بالفزع الشديد خوفًا من الاصطدام به أو بالسيارات أو إجبارك على دهس المارة بالخطأ، ولا يوجد رادع أو معاقب!

- حسنًا فعلت أجهزة المرور بتركيب استيكرات معدنية تحتوى على كل مخالفات السيارات وقادتها، وأتساءل ألا يمكنهم تركيب صناديق سوداء كما فى الطائرات، ترصد التصرفات المرفوضة، وتقدم معلومات كاملة عن ممارسات المواطنين فى الشوارع، بحيث يمكن مخالفتهم عنها ربما يكون فى ذلك رادعًا لهم؟.