عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

لم يكن 4 ديسمبر 2012 يوماً مشهوداً فقط للصحف المصرية التى احتجبت عن الصدور احتجاجاً على الإعلان الدستورى المكمل الذى ابتدعه «الإستبن» محمد مرسى.. ليوسع سلطاته.. ويتغول بها.. ويحصن قراراته وقرارات الجمعية التأسيسية التى شكلها من أعضاء العشيرة لصياغة دستور جديد بعيداً عن الرقابة القضائية.. ويشكل عدواناً صارخاً على السلطة القضائية وانتقاصاً من استقلال القضاء وإهداراً لحقوق الشعب وحرياته.. بل كان يوم مليونية «الفرصة الأخيرة» للحاكم الفاشى وطغمته المخادعة.. المتسترة بعباءة الدين.

< هذا="" اليوم="">

سبقته إرهاصات ثورية وحراك جماهيرى اشتعلت شرارته منذ يوم 27 نوفمبر 2012.. يوم أن انفجر غضب المصريين وخرجوا بالملايين فى ميادين وشوارع القاهرة وباقى المحافظات.. هاتفين بسقوط «الإعلان الدستورى».. ومرددين بأعلى أصواتهم: «الثورة رجعت تانى».. «يسقط يسقط حكم المرشد».. «أنا مش كافر أنا مش ملحد».. «الحرية الحرية».. وكتبوا على أسفلت الطرق «إنذار.. يا ترجع يا ترحل» فى دعوة للرجوع عن إقرار هذا الإعلان الذى أصدره فى 22 نوفمبر.. ثم اضطر لإلغائه تحت ضغط الشعب والقوى الوطنية فى 8 ديسمبر.

كان هذا اليوم بحق هو يوم سقوط قناع الإخوان.. ويوم انكشاف عوراتهم وخداعهم وتضليلهم للشعب بشعارات الديمقراطية والعدالة والحرية.. التى لا يؤمنون بها أصلاً، وإنما يستخدمونها على سبيل «التقية» لتحقيق غرضهم الخبيث.. وهو إسقاط الدولة المصرية بشكل كامل.. لتكون نواة لبناء دولة خلافتهم المزعومة.

فى ذلك اليوم.. خرجت «الوفد» بغلاف ملتهب يحمل صورة كبيرة للشباب الثائرين.. ومجموعة عناوين نارية تدعو الشعب إلى الخروج فى الميادين ضد الحاكم الديكتاتور.. ليقولوا: «لا.. للإعلان الدستورى الباطل ولانتهاك استقلال الدستور ولإعدام دولة القانون».. «لا.. للانقلاب على الشرعية وللاستحواذ الغاشم للسلطة ولسلب حقوق الشعب».. «لا.. لتحصين قرارات الحاكم ولعودة الطوارئ والأحكام العرفية».

وكل هذه العناوين مشتقة من البيان التحذيرى التاريخى الذى وجهته «القوى الوطنية الديمقراطية» للرئيس السابق.. حاملاً رسالة التحدى: «إن انقلبتم انقلبنا وإن عدتم عدنا والبادى أظلم».

< وفى="" سابقة="">

كانت الصفحة الأخيرة من «الوفد» فى ذلك اليوم.. قنبلة أخرى غير مسبوقة فى الصحافة المصرية.. إذ لم يحدث لأى صحيفة من قبل أن تحمل عنواناً ضخماً يدعو إلى محاكمة رئيس الدولة.. وهو ما زال فى منصبه.. وتتضمن صورة «بوستر» لمحمد مرسى رافعاً يديه وحاملاً فوقها جثتين لشهداء المظاهرات ضد الإخوان.. والعناوين تقول: «حاكموه».. «مبارك قتل ثوار 25 يناير ومرسى قتل جابر وإسلام».. و«الامتناع السلبى عن وقف أعمال العنف تهمة تلاحق الرئيسين الحالى والمخلوع».. و«رئيس الجمهورية أدخل مصر فى دوامة الدماء بإصداره الإعلان الدستورى ولم يتخذ قرارات لحماية المتظاهرين» الذين دخلوا فى اعتصام مفتوح بالميادين.. وأطلقوا الدعوة إلى «مظاهرات كبرى» بينما هددت «الجماعة» بتنظيم مظاهرات مضادة.. وهو ما ينذر بوقوع مجازر واشتعال حرب أهلية يتحمل مسئوليتها الرئيس مرسى وجماعته الذين فقدوا ابسط قواعد المسئولية السياسية.

< ما="" هذه="" القوة="">

الحقيقة.. إن ذلك لم يكن إلا تعبير عن مناخ عام استثنائى وتاريخى فى ذلك الوقت.. حيث خرجت ملايين الشعب المصرى لتسطر صفحة مضيئة فى تاريخ الوطن.. معبرين عن غضبهم ضد الرئيس مرسى وإدارته الذين تجاهلوا المطالب الشعبية بإلغاء الإعلان الدستورى المستبد.. وواجهوا المتظاهرين السلميين بالعنف والقمع المفرط والانحياز الأعمى للجماعة الإرهابية التى أرادت اختطاف ثورة الشعب والانحراف بها عن مسارها.

وفوق ذلك كله.. استمدت هذه الجماهير قوتها من الموقف التاريخى للقوى الوطنية الديمقراطية.. التى استطاعت أن توحد طريقها وكفاحها لتقود ثورة الشعب.. ولتطلق من داخل مقر حزب الوفد «البيان الأول لجبهة الإنقاذ الوطنى» معلنة إنشاء قيادة وطنية جماعية للجبهة.. ومعلنة أيضا رفضها الحوار مع مرسى رفضاً تاماً قبل قيامه بإسقاط الإعلان الدستورى.. ومؤكدة دعمها الحشد الثورى والاعتصام السلمى للشعب.. وكذلك دعمها القضاة ورجال القانون فى دفاعهم عن استقلال السلطة القضائية الذى يلغيه هذا «الإعلان».

< هذه="">

لا ينكرها إلا جاحد أو مغرض أو موتور.. ثورة 30 يونيه لم تنبع من فراغ.. بل هى تتويج لنضال الشعب المصرى وقيادات قواه الوطنية الذى انطلقت شرارته الأولى فى ذلك اليوم المشهود.. 27 نوفمبر 2012.. لتصل إلى أوج اشتعالها فى يوم 4 ديسمبر 2012.. يوم «عودة الثورة».. يوم «الفرصة الأخيرة» التى لم يستوعبها مرسى وعصبته.. واستهانوا بها، فكانت نهايتهم الموعودة فى 3 يوليو 2013.