رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

3 ديسمبر عام 2012.. وقبل 7 سنوات بالتمام والكمال من اليوم.. كان يوماً تاريخياً مشهوداً يستحق أن يكون عيداً سنوياً للصحافة المصرية.

•• فى ذلك اليوم

صدرت 8 صحف مصرية مستقلة وحزبية بصفحة أولى سوداء.. وشعار واحد: «لا للديكتاتورية.. لا لدستور يلغى الحقوق ويكبل الحريات».. معلنة احتجابها فى اليوم التالى الموافق الثلاثاء 4 ديسمبر 2012.. اعتراضاً على الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس الإخوانى «الإستبن» محمد مرسى.. واحتجاجاً على العدوان الغاشم على الصحافة والإعلام فى الدستور الجديد الذى كان مقرراً طرحه للاستفتاء الشعبى يوم 15 من نفس الشهر.

احتجبت 8 صحف عن الصدور.. هى: «الوفد» و«اليوم السابع» و«المصرى اليوم» و«الأحرار» و«الشروق» و«الوطن» و«الفجر».. بينما صدرت الصحف القومية وحدها بعد أن فرض نظام الإخوان البائد سيطرته عليها.. لكن كان جميع الزملاء الصحفيين الشرفاء فى هذه الصحف متعاطفين ومؤيدين تماماً، وداعمين لقرار الاحتجاب.. الذى تزامن مع «مليونية الإنذار الأخير» التى شهدها ميدان التحرير وباقى ميادين الثورة.

كان ذلك تنفيذا لقرار مجلس نقابة الصحفيين باحتجاب الصحف.. كخطوة أولى فى مواجهة استمرار تجاهل الجمعية التأسيسية للدستور مطالب الصحفيين.. على أن تتبعها خطوات تصعيدية أخرى.. كما قررت 3 قنوات فضائية تسويد شاشاتها فترة زمنية تصعيداً للاحتجاجات.. وهو ما أقره رؤساء التحرير وممثلو الفضائيات فى الاجتماع الذى دعت إليه «اللجنة الوطنية للدفاع عن حرية الرأى والتعبير».. وحضرناه بمقر جريدة «الوطن»، وتم التصويت على القرار بالإجماع رفضاً للإعلان الدستورى باعتباره انقلاباً على أهداف الثورة.. كما قرر المجتمعون عدم الاعتراف بالدستور المطروح للاستفتاء.. وإعلان التضامن مع القضاة الذين أصدر مجلسهم الأعلى بياناً أكد فيه أن هذا «الإعلان الدستورى» يتضمن اعتداءً غير مسبوق على استقلال القضاء وأحكامه.

•• الحقيقة

إن إصدار مرسى هذا الإعلان الدستورى فى 23 نوفمبر 2012 كان هو المسمار الأخير الذى دقه نظام الإخوان الفاشى فى نعشه.. وهو ما يمكننا اعتباره الشرارة التى أشعلت نيران ثورة 30 يونيه 2013.. بعد أن اجتمعت كل القوى المدنية والشعبية.. وقررت ضرورة التخلص من حكم الإخوان وإنقاذ البلاد من الاختطاف على أيدى التنظيم الإرهابى.. حيث افتضح أمر الإخوان أمام الجميع.. وانكشف مخططهم الخبيث لتقويض الدولة المدنية.. وانقلابهم على جميع القوى السياسية والشعبية والثورية.. ووضعوا الوطن على فوهة بركان وسط حالة استقطاب كبرى وصلت إلى انقسام الشارع بين معارضين يمثلون معظم أطياف القوى المدنية ويتظاهرون غضباً فى ميدان التحرير.. ومناصرين للقرار يمثلون تيار الإسلام السياسى ويتظاهرون تأييداً له أما القصر الرئاسى «الاتحادية».

وكان مرسى قد وضع فى إعلانه الدستورى الديكتاتورى والجائر عدة قرارات «انقلابية» على أهداف الثورة ومطالب الشعب.. وعلى رأسها جعل قراراته نهائية وغير قابلة للطعن عليه من أى جهة أخرى بما فى ذلك المحكمة الدستورية العليا.. وتعيين النائب العام من بين أعضاء السلطة القضائية بقرار من رئيس الجمهورية لمدة أربع سنوات تبدأ من تاريخ شغل المنصب.. وهو ما يترتب عليه إقالة النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود الذى حاول مرسى قبلها تنحيته عن منصبه بتعيينه سفيرا لمصر فى الفاتيكان.. وهو إجراء غير قانونى ومخالف للدستور.. كما تضمن الإعلان تحصين مجلس الشورى واللجنة التأسيسية للدستور.. بحيث لا يمكن حل أى منهما مثلما حدث مع مجلس الشعب.. وفوق ذلك قرر مرسى إعادة التحقيقات والمحاكمات للمتهمين فى القضايا المتعلقة بقتل وإصابة وإرهاب المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير.

•• وسط هذا المشهد المضطرب

اتخذت القوى السياسية وقيادات الصحف والإعلام قرارها التاريخى بتصعيد الرفض والاحتجاج لممارسات الإخوان الديكتاتورية.. وصدرت صحيفة «الوفد» تحمل مجموعة من العناوين النارية شأنها شأن جميع الأعداد التى أصدرتها طوال عام كامل من الكفاح والنضال ضد مرسى وعشيرته.. ومن هذه العناوين: «اليوم الأسود: إغلاق المحكمة الدستورية.. وبلطجة العشيرة.. وصمت مرسى».. و«نعم للشرعية.. ولا للاستبداد باسم الدين».. و«لا للديكتاتورية.. لا لدستور يلغى الحقوق ويكبل الحريات».

لقد كان ذلك تعبيراً صادقاً عن حراك شعبى كبير قادم فى الطريق.. ورسالة واضحة بأن مصر على وشك الدخول فى مرحلة تاريخية خطيرة تهددها بالتفتت والانهيار.. وأنها مقبلة على دولة ديكتاتورية تتوغل على سلطة القضاء وتضرب بأحكامه عرض الحائط.. وتفرض المزيد من القيود على الحريات العامة.. وتقمع قوى المعارضة.. وتزرع بذور الفتنة بين قطبى الوطن.. المسلمين والمسيحيين.. خاصة بعد أن تعرضت عدة كنائس للاعتداء والحرق.. كما جرى التنكيل ببعض الرموز الدينية المسيحية وسط حالة صمت من النظام تدل على رضائه على هذا الانتهاكات.

•• واليوم نقول: ما أحوجنا دائماً أن نتذكر مثل هذه الأحداث التاريخية التى مر بها الوطن فى تلك المرحلة التى مازالت الكثير من صفحاتها مطوية.. لم تتكشف أسرارها.. وما أحوجنا إلى أن نتفكر ونتمعن فى هذه الأحداث ونستوعب دلالاتها.