رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

ليست صدفة.. أن يتزامن الإعلان عن الاتفاقية المشبوهة الخبيثة بين «سرَّاج» ليبيا رئيس الحكومة الإخوانى مع نظام لص أنقرة «أردوغان» لـ«التعاون الأمنى ومجالات المناطق البحرية».. مع كشف إريتريا عن مخطط تخريبى إرهابى قطرى بالتعاون مع عناصر تنظيم الإخوان الإرهابى فى هذه الدولة الإفريقية ذات الموقع الاستراتيجى بالغ الأهمية.. على مضيق باب المندب المدخل الجنوبى للبحر الأحمر.. وبعد أيام من اتهام رئيسها أسياسى أفورقى المخابرات الأمريكية «سى أى إيه» والإسرائيلية «الموساد» بالتخطيط لمحاولة قلب نظام الحكم فى بلاده.

•• تحالف «أردوغان - السراج»

هو فى حقيقته محاولة جديدة من الرئيس التركى لكسب ورقة جديدة فى صراعه المفتعل مع مصر وحليفيها قبرص واليونان على حقول غاز شرق البحر المتوسط.. والذى يهدد باشتعال حرب عسكرية فى هذه المنطقة.. من أجل ذلك يركز «لص أنقرة» على التعاون مع رئيس الحكومة الإخوانى فى ليبيا على التعاون فى مجالات «المناطق البحرية».. هو يقصد تحديدا المناطق الاقتصادية البحرية حيث توجد ثروات البترول والغاز.. وهى مناطق تتشارك فى حدودها مع المناطق البحرية المصرية بحكم الجوار.. أى أنه يمارس ابتزازا جديدا ضد القاهرة.

هكذا يتصور.. متجاهلا أن مثل هذا الاتفاق لن يفيده عمليا.. ولن يدخل حيز التنفيذ أصلا.. وأن هذا «السراج» لا يقوى على حماية أى اتفاق يبرمه مع أردوغان أو غيره.. بل لا يملك حق عقد الاتفاق من الأساس.. وهذا ما أكده البرلمان الليبى نفسه.. الذى رفض الاتفاق كاشفا مخالفته للإعلان الدستورى.. حيث تحدد المادة الثامنة من اتفاق «الصخيرات» السياسى بشأن ليبيا.. الذى ارتضاه الليبيون.. الاختصاصات المخولة لمجلس رئاسة الوزراء.. وتنص صراحة على أن مجلس رئاسة الوزراء ككل – وليس رئيس المجلس منفردًا – هو من يملك صلاحية عقد الاتفاقات دولية.

كما رفضت مصر هذه الاتفاق المشبوه.. واعتبرته «كأن لم يكن» باعتبار أنه اتفاق غير شرعى ولا يلزم ولا يؤثر على مصالح وحقوق أية أطراف ثالثة.

•• أما مؤامرة تخريب إريتريا

فتأتى أيضًا بعد بضعة أشهر من الزيارتين المهمتين اللتين قام بهما الرئيس أفورقى إلى كل من القاهرة والخرطوم.. وتصريحاته التى تتعارض مع مصالح إسرائيل وتركيا وتابعتهما قطر.. وهى التصريحات التى حددت الهدف من تقاربه مع مصر والسودان.. وهو تعزيز التعاون الإقليمى من منظور شامل يحقق مصلحة الجميع.. والتأكيد على محورية الدور المصرى فى منطقة القرن الإفريقى وفى أمن البحر الأحمر.

باختصار.. فإن واشنطن ومعها إسرائيل وتابعتهما قطر أصبحوا ينظرون إلى أفورقى باعتباره «آخر ديناصورات المنطقة».. ويريدون رحيله.. وهذا هو هدف المؤامرة التخريبية القطرية التى تشمل وفق ما أعلنته وزارة الإعلام الإريترية «إعادة تجميع قادة المعارضة السياسية فى إريتريا وتوحيد جماعاتهم وتقديم الدعم اللازم لها، والتركيز بشكل خاص على شباب إريتريا، وتوحيد جماعاتهم وتحريضهم على المشاركة فى أعمال التمرد ضد حكومة إريتريا، بالإضافة إلى زرع التطرف الدينى بين المعارضة الإسلامية فى إريتريا، زرع بذور الانقسام العرقى والكراهية بين شعب إريتريا، وإطلاق جهود لإثارة احتجاجات ومظاهرات فى المدن ضد الحكومة، وتقديم التدريب العسكرى لعناصر المعارضة من جماعة الإخوان المسلمين على زرع الألغام ونصب كمائن واغتيال مسئولين بارزين فى الحكومة، مع الإسهام فى تسللهم إلى إريتريا لتنفيذ هذه العمليات، بالإضافة إلى اغتيال قادة إريتريين متمتعين بالنفوذ، وتنفيذ أعمال لتقويض اقتصاد إريتريا».

•• لماذا هذا العبث؟

هناك تقارير دولية رصدت سلسلة من التحركات القطرية الداعمة لجماعات الإرهاب.. والهادفة لإثارة الفوضى والاضطرابات السياسية والأمنية فى مجموعة من دول إفريقيا.. تستطيع بنظرة واحدة إلى خريطة القارة السمراء اكتشاف أن هذه الدول يربطها ببعضها علاقة وثيقة وذات دلالة «جيو سياسية» عميقة.. وهى أنها تشكل حزاما ممتدا من أقصى الشرق حيث مضيق باب المندب إلى أقصى الغرب بالقرب من مضيق جبل طارق.. جنوبى دول شمال إفريقيا العربية.. مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب تحديدا.

وهذا الحزام الإفريقى يشمل بشكل محدد إريتريا وجيبوتى والسودان والصومال على الساحل الغربى للبحر الأحمر جنوب مصر.. ثم يتجه غربا مرورا بتشاد والنيجر ومالى ونيجيريا.. وصولا إلى الساحل الغربى على المحيط الأطلنطى.. وتحديدا فى موريتانيا والسنغال.

•• بالتأكيد لا يتحرك حاكم الدوحة فى هذا المخطط التآمرى بمفرده.. إذ إن قطر كما هو معلوم ليست دولة كبرى تبحث عن مصالح استراتيجية أو تحركها أهداف توسعية استعمارية.. أو لها مساع للسيطرة على مصادر النفط والماء والثروات.. إنما تحركها قوة عالمية أكبر.. ذات مصالح مباشرة فى تفجير هذا الحزام الإفريقى الاستراتيجى وإشعال الصراع فى البحر الأحمر.. وكذلك تركيا تحركها نفس هذه القوة العالمية من أجل إشعال الصراع فى منطقة شرق البحر المتوسط.. فمن تكون هذه القوة «الشريرة» غير الولايات المتحدة وذيولها الصهاينة؟!