رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

أغرب طلب لرئيس أمريكي يخضع لمساءلة، هو الطلب الذي أبداه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فالرجل يوشك هذه الأيام أن يلحق بريتشارد نيكسون.. والأخير خضع لمساءلة عام ١٩٧٤ أدت الى عزله والمجيء بالرئيس جيرالد فورد في مكانه!

ولا أحد يستطيع التأكيد على أن ترامب سوف يلحق فعلاً بنيكسون، ولكن الطلب الغريب الذي راح يلح عليه مؤخراً يشير الى أنه يشعر بأنه في خطر، وأن مستقبله في البيت الأبيض ليس مضموناً على طول المسافة من هنا الى نوفمبر من العام المقبل حين ينطلق السباق الرئاسي الجديد!

والمساءلة تتم حالياً بالفعل في مجلس النواب، وقد دعت نانسي بيلوسي، رئيسة المجلس، الى أن تكون جلسات المساءلة علنية فاستجابوا لدعوتها.. ولا تزال الجلسات مستمرة.

ولأن الحزب الديمقراطي يهيمن على مجلس النواب ويملك غالبية فيه، ولأنه يعارض الرئيس ويقف له على الواحدة، ولأن الديمقراطيين يرغبون في إزاحة الحزب الجمهوري الذي يحكم ترامب باسمه، فأنباء المساءلة تملأ الأرجاء، والصحف في أنحاء العالم تضعها في المانشيتات، والرئيس الأمريكي يفقد المزيد من صوابه، كلما اقترب موعد التصويت النهائي على العزل.

وفي مرحلة من مراحل فقدان الصواب، راح يهاجم نانسي بعنف وقسوة ويصفها بأنها امرأة مجنونة، وأنها لا تدري ماذا بالضبط تفعل.

ولذلك جاء الطلب الغريب العجيب.. إنه يطلب مساءلته أمام مجلس الشيوخ، وليس أمام مجلس النواب.. وكأنه متهم في قضية يطلب قاضياً محدداً لمحاكمته، ويحدد اسمه وعنوانه، ويكاد يختار الحكم!

وهو بالطبع يبدي هذا الطلب، لأنه يعرف أن حزبه الجمهوري صاحب أغلبية في الشيوخ، وبالتالي فهو يتوقع أن تقف هذه الغالبية إلى جواره ضد الديمقراطيين في المجلس فلا تخذله، وأن تستميت في الدفاع عن وجوده في البيت الأبيض على مدى العام المقبل!

وهو أيضاً يعرف أن مساءلته في الشيوخ ستتم فعلاً ولكن في موعدها، وسوف يأتي موعدها عندما ينتهي مجلس النواب مما يفعله، وعندها سوف تنتقل المساءلة تلقائياً إلى الشيوخ حيث يريد ويستعجل!

ولكنه يستعجل لأنه يخشى أن يصوت عدد من أقليته في مجلس النواب، في اتجاه إدانته وعزله، ولو حدث هذا فمن المحتمل أن يتأثر يقين أغلبيته في الشيوخ، ولذلك، يرغب في القفز فوق مرحلة النواب، لعل قفزة كهذه تنقذه من مصير ينتظره!

وما يطلبه ليس سهلاً، ولا في الإمكان، والديمقراطيون يحاصرونه كل يوم ويضعونه في خانة اليك، وهو يبحث عن طوق نجاه على أي شاطئ!