رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

كيف يستخدم المصريون مواقع التواصل الاجتماعى؟

وما الضوابط التى تضمن الاستفادة مما تتيحه تقنيات التواصل الحديثة من مزايا وتجنب ما يترتب على سوء استخدامها من أضرار؟

هذه التساؤلات كانت محور بحث عميق فى صالون «الجراح» الثقافى بمكتبة مصر الجديدة مساء السبت الماضى برئاسة الدكتور جمال مصطفى سعيد الجراج العالمى، والدكتور نبيل حلمى عميد كلية الحقوق الأسبق، وشارك فى بحثها نخبة من الشخصيات.. كل فى مجال تخصصه..

تحدثت الدكتور هالة صلاح الدين عميدة طب قصر العينى وأوضحت أن البطالة سبب رئيسى للإفراط فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، لأن من يعمل لن يكون أمامه وقت للجلوس على هذه المواقع ونشر ومشاركة الأخبار غير الدقيقة.

وكشف السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق عن أن كل الدول حريصة على تحسين صورتها بالخارج، ولأجل ذلك لم يعد يقتصر استخدام مواقع التواصل على المواطنين، بل يهتم بها الرؤساء أيضًا، ويخاطبون الرأى العالمى من خلالها كما يفعل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتدويناته الشهير على «تويتر»، التى يتابعها العالم باهتمام، ويستخدمها ترامب لتوجيه أعضاء إدارته.

وتحدث المهندس موسى مصطفى موسى المرشح الرئاسى السابق ورئيس حزب الغد عن ضرورة استخدام مواقع التواصل للترويج للمشروعات التنموية التى يتم تنفيذها بمصر، وشدد على ضرورة ألا نكتفى بدور المتلقى، بل نسعى لامتلاك زمام المبادرة فى توجيه ما ينشر بها.

وعندما حان دورى للحديث وسط هذا النقاش الثرى، آثرت أن أتناول القضية من منظورها الثقافى، وأوضحت أن تراجع إعلام الدولة أحد الأسباب التى جعلت هذه المواقع تنشط كمصدر للشائعات والأخبار غير الموثقة، وهذا مؤشر خطير، ففى أعتى الأنظمة الرأسمالية تحتفظ الدولة بأعلامها ولا تعامله بمنطق المكسب والخسارة بالمنظور المادى الضيق، بل تستخدمه لتنفيذ أهدافها القومية، وقد تقف خلفه أجهزة مخابراتها، وضربت مثالًا بهيئة الإذاعة البريطانية، وقناة «فرنسا 24» وغيرها من المنابر التى تطلقها الدول وتحافظ عليها.. وهو ما يجب أن نحرص عليه فى إعلامنا القومى.. وتساءلت: كم مواطن يستقى معلوماته من الصحيفة؟ وكم شخص يعتمد على الكتاب كمصدر للثقافة؟ وأوضحت أن الثقافة والإعلام قضية أمن قومى مثل رغيف الخبز تمامًا.. والدولة كما تدعم الرغيف، يجب أن تدعم الكتاب والصحيفة لأنهما الأساس فى بناء الوعى الحقيقى وحمايته من التلاعب.. ونفس الحال يسرى على الإنتاج الفنى والدرامى الذى كان أحد عناصر قوة مصر الناعمة خلال السنوات الماضية، ولا أبالغ إن قلت إن «العامية المصرية» انتشرت وأخذت شهرتها فى البلدان العربية بفضل الفن المصرى.. إن أفضل وأقوى الأعمال الدرامية خرجت من ستوديوهات شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، وقطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون.. أعمال درامية قدمت مصر بحضارتها وثقافتها وصورتها الجميلة أمام العالم.. أين هذا الإنتاج الدرامى الآن؟ أين قطاع الإنتاج؟ وأين شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات؟

القضية فى الأساس هى الثقافة.. مطلوب أن ندعم ونشجع عادات القراءة لدى الناس.. يجب أن نُعيد القارئ للكتاب، ونُعيد الكتاب إلى القارئ.. مطلوب أن يعود أولادنا لقراءة مجلات الأطفال التى تربينا فكريًا وثقافيًا عليها بعد أن يتم تطويرها لمواكبة متغيرات العصر، فما يهتم به ابنى اليوم يختلف عما كنت أنا عليه قبل أربعين عامًا..

نخطئ فى حق وطننا إذا تعاملنا مع قضية الثقافة والإعلام باعتبارها قضية هامشية أو نوعًا من الرفاهية.. إنها قضية أمن قومى، وقضية بناء وعى فى دولة صاعدة، وعى المواطن فيها هو حجر الزاوية فى مسيرتها والحفاظ عليها.

[email protected]