رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

 

لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. ولا سلام ولا مصالحة مع قتلة المصلين ..ما زلنا نقولها فى ذكرى مرور عامين على مجزرة مسجد الروضة فى بئر العبد بشمال سيناء.. أكثر الجرائم الإرهابية دموية فى تاريخ مصر.. والتى ارتكبها سفاحون محسوبون على الإسلام.. ضد مسلمين موحدين ساجدين راكعين أثناء صلاة الجمعة.. وأسفرت عن سقوط 305 شهداء و128 مصاباً من هؤلاء المصلين.

 

<>

هذه المذبحة علامة فارقة.. سقطت معها كل أقنعة المتسترين بالدين وبفريضة نشر الدعوة.. الذين يتخذون من هذه الأقنعة رخصة للقتل والحرق والتخريب وسفك الدماء.. حتى إنهم أحلوا لأنفسهم قتل مسلمين موحدين وهم يقفون بين يدى الله مصلين.. فى يوم هو عند الله عيد فى الأرض وعيد فى السماء.. بينما ترك السفاحون صلاة الجمعة التى أمرهم بها الله أمراً قدسياً لا يقبل مراوغة أو تأويلاً.. ووقفوا رافعين راياتهم السوداء ليمطروا صدور هؤلاء المصلين برصاص الموت.. ليس ليقتلوهم فقط ولكن ليقتلوا معهم الدين نفسه.. ويغتالوا فيه روح السماحة والطيبة والسلام وقيم العدل والخير والوسطية والاعتدال.

جريمة مسجد الروضة.. هى رسالة كاشفة ـ لا تقبل المزايدة أو المساومة ـ لفكر وأهداف ونوايا هؤلاء القتلة الإرهابيين المتاجرين بالدين.. جريمة كاشفة لما يمكن أن يؤول إليه حال الوطن من خراب وتدمير واقتتال وفوضى وسفك للدماء وإزهاق لأرواح الأبرياء.. إذا ما تمكن منه هؤلاء السفاحون التكفيريون.. وإن كان ذلك لا يحتاج دليلا أو إثباتا.. وقد رأيناه وخبرناه فى سوريا والعراق وليبيا وغيرها.. وعشناه أيضا فى مصر على مدار عام كامل أسود حكمنا فيه الإخوان.

وهى أيضًا رسالة مفحمة للمتنطعين والمضللين الذين يشيعون زورا وبهتانا، أن ما يحدث فوق أرض مصر هو صراع على السلطة تطور الى مواجهة مسلحة بين المؤسسة العسكرية وقوى مدنية ممثلة فى تنظيم الإخوان المسلمين وروافده من الجماعات المتأسلمة المتطرفة.. وإن حسم هذا الصراع لن يتم بالقوة وبالسلاح.. ولكن بالحوار والمشاركة والاحتواء وغير ذلك مما يروج له هؤلاء من أوهام وخيالات.

 

< الرسالة="">

إن هؤلاء المرتزقة الكاذبين لا يحاربون انتصارا للدين ولا يحملون السلاح من أجل وجه الله والوطن.. وإن معركتهم الحقيقية ليست مع الجيش أو الشرطة أو نظام الحكم بشكل عام.. وليست ثأرا أو انتقاما لقتلاهم فى «رابعة والنهضة» مثلما يشيعون.. بل هى حرب حقيقية من أجل إسقاط الدولة كلها وصهرها فى دولة خلافتهم المزعومة.

فها هم يقدمون على ارتكاب مجزرة لم يسبقهم لها إلا الهمج والتتار والجاهليون.. ويقتلون المسلمين المصلين داخل بيت من بيوت الله وهم راكعون ساجدون آمنون.. بعد أن حكموا عليهم بالكفر والتشيع، وفقًا لبيانهم المجنون الذى وصفوا فيه جريمتهم بأنها انتصار للإسلام على «الصوفيين الشيعيين الكفرة المتعاونين مع جيش وشرطة الدولة الكافرة».. فهم يروننا جميعا كفارا.. جيشا وشرطة ودولة وشعبا.. وهم فقط المسلمون.. رجال الله وحراس الدين!!

 

< بعض="">

يرون فى جريمة «مسجد الروضة» رسالة بأن الإرهاب لا دين له.. وأنه لا يميز بين مسلم أو مسيحى أو يهودي.. وأننا فى نظر هؤلاء الإرهابيين لسنا إلا «قرابين» ينحرونها وقتما شاءوا طمعا فى رضا الله والفوز بجنته.. وللأسف فإن هذه الرؤية رغم ما يبدو فيها من منطق وقبول.. إلا أنها لا تعكس حقيقة نظرة غير المسلمين لما يفعله المسلمون ـ أو المحسوبون على الإسلام ـ بأنفسهم وبدينهم.. فها هو الرئيس الأمريكى ترامب قد علق على مجزرة العريش قائلا: «يجب الابتعاد عن المسلمين بأكبر قدر ممكن».. ولم يقل: «الابتعاد عن المتطرفين».. بل يقول: «الابتعاد عن المسلمين» جميعهم.. وها هى أيضاً أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية تصم كل المسلمين بالعار.. وتقول: «إن عدد سكان الهند والصين يتجاوز المليارين و500 مليون نسمة.. لديهم 150 رباً و800 عقيدة مختلفة.. ويعيشون مع بعضهم البعض بسلام.. بينما المسلمون لديهم رب واحد ونبى واحد وكتاب واحد.. وشوارع مدنهم مصبوغة بالدماء.. القاتل يصرخ (الله أكبر) والمقتول يصرخ (الله أكبر) أيضا».

هكذا يروننا.. ويرون أن الإرهاب له دين واحد.. هو الإسلام.. هذا هو ما فعلناه بأنفسنا.. بل ما فعله بنا هؤلاء السفهاء الذين ينحرون الرقاب تحت رايات التوحيد!!.

 

< بعد="" ذلك="" اليوم="">

لم يعد مقبولاً أى حديث عن حوار أو تفاوض أو مصالحة أو سلام.. أو كلام.. مع هؤلاء الفجرة السفاحين.. فلا سبيل معهم إلا الزجر والبتر. والمواجهة بـ «القوة الغاشمة».. بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ.. تلك القوة التى لن تكون رادعة ونافذة إلا لأنها تستمد شرعيتها وصلابتها من إرادة الشعب وتفويضه ومشاركته وثقته والتفافه حول قيادته وقوته المسلحة.. وستظل المعركة الفاصلة مستمرة.. بين الحق والباطل.. بين الرشاد والضلال.. وفى هذه المعركة كلنا جنود.. مقاتلون حتى يأتى الانتصار.