رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

خلال يناير الماضي، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى «انتفاضة» غير مسبوقة، بسبب تحدى «10 years challenge»، الذى جاء امتدادًا لما سبقه من «تقليعات» غربية «سخيفة»، مثل تحدى «دلو الثلج»، و«أحمر الشفاه».. و«رقصة كيكي»!

لكننا أخيرًا، تابعنا تحديًا غريبًا ومثيرًا للاهتمام.. هذه المرة بطلته جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلاندا، وأصغر زعيمة فى حزب العمل النيوزيلاندى الحاكم، التى ظهرت فى تحدٍ من نوع جديد، مع أعضاء حكومتها!

طُلب من «جاسيندا» أن تذكر فى دقيقتين فقط إنجازات حكومتها خلال عامين، وبالطبع لم تَكفِ الدقيقتان لسرد كافة الإنجازات التى تحققت.. لكن اللافت أنها قبلت التحدي، وقامت بنشر مقطع فيديو، يثير «الغِبطة» و«حرقة الدم»!

ولأن الوقت فى عالمنا العربى يعتبره كثيرون عديم القيمة أو الفائدة، لذا توقعنا أن الدقيقتين غير كافيتين لسرد ما تحقق من إنجازات، وهو ما حدث بالفعل، حيث لم تستطع رئيسة الحكومة أن تلتزم بهما، فتجاوزتهما بـ«56 ثانية»!

تحدثت «جاسيندا» فى وقت قصير للغاية عن توفير 92 ألف وظيفة، بناء أكثر من 2200 منزل حكومي، مشروع قانون صفر كربون، طرق سريعة أكثر أمانًا، تقليل عدد السجناء، زراعة 140 مليون شجرة، توفير رعاية فائقة لمرضى السرطان.

وبتلخيص تُحسد عليه، أشارت رئيسة الوزراء إلى تخفيض زيارات الأطباء لأكثر من نصف مليون شخص، ورفع الحد الأدنى للأجور، وبناء فصول دراسية جديدة تتسع لمئة ألف طالب، ووصول معدلات البطالة إلى أدنى مستوى فى 11 عامًا.. كل ذلك سردته فى أول ثلاثين ثانية فقط!

أقل من ثلاث دقائق فقط، استطاعت «جاسيندا» أن تأسر القلوب والعقول حول العالم، لأنها ببساطة وفَّرت لمواطنيها رفاهية مطلقة فى مجالات التعليم والصحة والإسكان والعمل والزراعة والبيئة والأمن.. وغيرها، من خلال أرقام حقيقية وإنجازات على أرض الواقع، دون اللجوء إلى الخطب الحنجورية واستثارة العطف، أو اجترار المشاعر!

يمكن القول إن تلك المرأة، التى لم تتجاوز الثامنة والثلاثين من عمرها، تحولت منذ مارس الماضى إلى شخصية أبهرت العالم، عندما اتخذت موقفًا نبيلًا حيال المجزرة التى قام بها «معتوه» إسترالى فى مسجدين بمنطقة كرايستشيرش، حيث سارعت إلى وضع القوانين لحماية المسلمين فى بلادها، وترأست الصلوات من أجلهم، لتعطى دروسًا تاريخية «مجانية» فى تحمل المسئولية.

فى هذه الحادثة الإرهابية المفجعة التى أدمت القلوب، منعت «جاسيندا» نشر صور القاتل فى كافة وسائل الإعلام، مبررة ذلك بأن هذا النوع من المرضى يرتكب تلك الفظاعات الكبرى طلبًا للشهرة أو الدعاية له ولجماعته الفاشية التى ينتمى إليها، ولذلك سوف تحرمه الدولة مما يصبو إليه.

أخيرًا.. هناك قصة متداولة عن جاسيندا أرديرن، بطلها رجل نيوزيلندى تعطلت سيارته فى أحد شوارع العاصمة، فترجل منها، وخرج إلى أقرب منزل يقرع بابه، وإذ بسيدة حامل تفتح له الباب.

سألها الرجل: «هل أستطيع أن أستخدم هاتفكم من أجل طلب النجدة؟»، فأجابته: «ما الأمر؟»، فشرح لها أن سيارته تعطلت، ولا يعرف سببًا لذلك.. ارتدت السيدة معطفها، وخرجت معه قائلة: إن «لى بعض الخبرة فى السيارات، دعنا نجرب، لعلنا نصلحها».

حاولت السيدة الحامل، ولم تنجح، فعادت إلى المنزل مرة أخرى تطلب الطوارئ.. شكرها الرجل بامتنان شديد، قائلًا: «لن أنسى لكِ هذه الخدمة فى حياتي، ولكن هل لى أن أتشرف بمعرفة اسمك؟»، ضحكت قائلة: «هل يُعقل أنك لا تعرف رئيسة الوزراء فى بلادك؟».

[email protected]