رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

مات ياسر عرفات.. المحارب العنيد والقائد الفذ.. والرمز.. دون أن يجد حلًا لقضية وطنه المُغتصب.. بل إن وفاته.. ووصيته.. أضافتا حلمًا جديدًا مؤجلًا.. ويبدو أن مصير هذا الحلم هو الآخر سيكون التأجيل إلى الأبد.. تمامًا مثل غيره من باقى أحلام العرب المؤجلة.. إلى أجل غير مسمى.. بفعل فاعل معلوم وليس مجهولًا.. إنه حلم القبر الخرسانى المتنقل المزروع فى أرض رام الله.. انتظارًا لليوم الموعود.. الذى لن يأتى أبدًا.. حين ينتقل القبر إلى القدس عاصمة دولة فلسطين العربية المستقلة.. ذلك الحلم الذى يسير التاريخ فى عكس اتجاهه.. ويبدو مستحيل التنفيذ.. حتى لو أنبت ذلك القبر وطنا كل شعبه من الشهداء..!

•• نحن العرب

قوم كُتب علينا أن تكون كل أحلامنا المشروعة مكبوتة.. ومؤجلة.. نحلم بوطن حر.. ننعم فى بالخير والرخاء والسلام والعزة والاستقلال.. بينما نرى أنظمة غارقة فى غياهب الظلم والطغيان والاستبداد.. يزحفون على بطونهم.. ويلعقون أحذية جلاديهم ويبددون كرامة شعوبهم.. غير عابئين إلا بحماية عروشهم وبقاء سلطانهم.. ولو زالت الشعوب وسقطت الأوطان.

ولا ندري.. أية كرامة وأية عزة.. بينما جيوش الغرب والشرق تدنس أراضى المدن العربية.. وجثث الشهداء مسجاة فى طرقاتها.. ودماؤهم تسيل أنهارًا فى شوارعها.. تلك التى انتهكت حرماتها «بيادات» مرتزقة المستعمرين الجدد و«صنائعهم» من مغول العصر.

وللأسف.. كل بلاد العرب مرشحة لهذا المصر الأسود الموعود.. ومستهدفة به.. فى ظل ما ينخر فى أجسادها من سرطانات الصراعات الطائفية والعرقية.. وطواعين الاستقطاب والاقتتال والتفرق والتمزق والفتن والمؤامرات.

•• نحلم بفلسطين

الدولة المستقلة.. الحرة.. وعاصمتها القدس.. ونحلم بالسلام.. بينما لا تأتى الرياح إلا بما لا تشتهى سفننا.. فكلما اقتربت من مراسيها تقاذفتها أمواج المماطلة والمراوغة والخداع والتسويف.. ويتوالى ضياع الفرص بين أيدينا.. الفرصة تلو الأخرى.. وتتوالى التنازلات.. حتى ليبدو الأمر وكأن ما عاد هناك ما يمكن أن نتنازل عنه.. بينما يجنى أعداؤنا المكاسب.. ولا يكتفون.. بل يطمعون فى المزيد.

يفتحون لنا المزيد من جبهات القتال وبؤر الصراع.. فى العراق.. فى سوريا.. فى ليبيا.. فى اليمن.. فى السودان.. وفى لبنان.. لتضيع القضية.. ويتوه الحق.. وينتصر الباطل.

•• فى كل ذكرى

يكون السؤال دائمًا: وماذا بعد أن رحل ياسر عرفات؟

وللشاعر الكبير محمود درويش إجابة «مثالية» لهذا السؤال.. يقول فيها: «بعد عرفات لن نعثر على عرفاتية جديدة. لقد أَغلق الباب على مرحلة كاملة من مراحل حياتنا الداخلية. لكن الباب لن ينفتح، بغيابه، على قبول الشروط الإسرائيلية التعجيزية للتسوية. لم يبق للفلسطينيين ما يتنازلون عنه. هنا، تواصل العرفاتية فعلها. وهنا، لا يكون عرفات فردًا، بل تعبيرً عن روح شعب حيّ».

رحم الله عرفات الشهيد الحي.. وتحية لشعب فلسطين المكافح المقاوم البطل.