رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مراجعات

 

أى أمة تكتسب واجهاتها الحضارية من خلال رموزها الوطنية، سواء أكانت «سياسية، فكرية، دينية، ثقافية، علمية، رياضية، فنية.. أو غيرها»، وكل من يحقق الرمزية بقيمها المعروفة فى بلاده، إنما يصنع وجهًا جديدًا ومشرقًا من وجوه التألق، تتخطى حدود الجغرافيا إلى كل الدنيا.

ربما نكون أحوج الناس لوجود تلك الرموز والمحافظة عليها، بعد أن نالها ظلم كبير، حيث يحاول البعض بزعم الرأى الآخر أو الحُر أو حتى من باب الحرية الشخصية الطعن والتشكيك فى تشويه رموز مازلنا نفتخر ونفاخر بها، أو مصادرة حقنا فى أن يكون من بيننا مبدعون فى مجالات شتى، كما كل الأمم!

إذن، يبقى لكل زمان رجاله ورموزه الذين لهم سلطان على الأرواح، فيخضع لهم عامة الناس، إما رغبةً أو خضوعًا فطريًا، لكن للأسف هناك من يحاول النَّيل منهم وإسقاطهم، ولذلك نجد بين فترة وأخرى بعض «السفهاء»، الذين يتطاولون على رموزٍ وقامات، خصوصًا الدينية منها، سواء أكانوا «أحياء أم أمواتًا»!

هؤلاء «الغوغائيون» لا يدخرون جهدًا عمدًا أو جهلًا فى السعى للنَّيل من علماء، مشهود لها بالاستقامة والإخلاص، فيلجأون للخوض فى نزاهتهم، والادعاء عليهم بما ليس فيهم، ونعتهم بأنهم لا يفقهون، أو أنهم دعاة رجعية وتخلف، بل الأخطر من ذلك وصمهم بالمتطرفين الظلاميين!

لعل حديثنا يقتصر فقط على العلماء الربانيين، دون سواهم، وبالطبع نحن موقنون بأنه لا قداسة لأحد من البشر، سوى المعصوم محمد «صلى الله عليه وآله وسلم»، لكن النقد العلمى والبنَّاء مكفول لأصحاب العلم والمتخصصين، لا من أهل الجهالة ممن لم يُعرف بعلم ولا يفقه منه شيئًا!

إن الفكر الدينى له حقائق علمية وعقائدية، ومهما حاول البعض اللجوء للتشويه أو التزوير أو التدليس، وكذلك التفسير والتأويلات بما يتناسب مع الأهواء، فى محاولة بائسة لسلب القوة المعنوية لشخصيات ورموز دينية، أو على أقل تقدير إسقاطهم من أعين الناس، فلن يستطيعوا ذلك!

نتصور أن هيبَة العالِم، أو الرمز الديني، أمر مهم، لكن لا أحد فوق النقد، ولا يخافه إلا من يرى نفسه فوق الناس، أو الحقيقة، لكن المؤسف أن البعض لا يعى ما يقوله، ولا يشغلهم سوى الإساءة فقط لرموز معتبَرة، ولذلك لا يستطيع أحد من أولئك الجسورين الشجعان أن يتناول بشيء من النقد، أو حتى «عتاب المحبين»، لأيٍ من الرموز السياسية، لكن ما نلحظه أن كل شيء مباح، إذا كان الأمر يتعلق بالدين أو رموزه!

لا شك أن كثيرًا من الناس ينطلقون على أساس تبعية الشخص بطريقة عاطفية، بعيدًا عن الموضوعية، والحقيقة أنه لا يوجد «إنسان» فوق النقد، الذى هو حق مكفول، لكن ليس للجميع، فقط للمتخصصين وأصحاب الفكر الحقيقيين، ولذلك قبل توجيه أى انتقاد، يجب علينا أن ندرس هذه الرموز بشكل معمق، سواء أكان من خلال خلفياتها والتزاماتها وحركيتها ومواقعها.

أخيرًا.. قد لا نتعاطف مع الذين يعارضون انتقاد سلطة ما، أو رمز هنا أو هناك، لأن الشخص الذى يكون فى موقع سلطة أو مسئولية، هو فى النهاية بشر، يخطئ ويصيب، ويستقيم وينحرف، كما أن قداسة المكانة، لا تفرض بالضرورة قداسة الشخص الذى يجلس فيها، أما أن نضع رجال الدين تحت مقصلة النقد المباح، ونتغافل عن السياسيين باعتبارهم فوق النقد، فهو أمر معيب!

[email protected]