رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

زار الرئيس عبدالفتاح السيسى أكاديمية الشرطة- صباح السبت 9 نوفمبر 2019- وتابع اختبارات كشف الهيئة للطلبة المتقدمين، وناقش عددًا منهم فى بعض القضايا المطروحة، وشدد الرئيس على ضرورة تطبيق المعايير الموضوعية المجردة والحيادية التامة فى الاختيار لإعداد جيل قادر على مواجهة التحديات والقيام بأداء رسالته على أفضل ما يكون الأداء.

وكان الرئيس السيسى قد قام بزيارة مماثلة للكلية الحربية- الأحد 20 أكتوبر- لمتابعة اختبار الهيئة للطلبة المتقدمين للالتحاق بالكليات والمعاهد العسكرية، وأكد أن القوات المسلحة تنتقى رجالها من بين الآلاف من أبناء الشعب المصرى بكل نزاهة وحيادية، مشددًا على أن الأفضلية لمن يجتاز الاختبارات الطبية والنفسية والرياضية والعملية المقررة دون النظر لأى اعتبارات أخرى.

متابعة الرئيس لكشف الهيئة بالذات ذات مغزى مهم، ففضلًا عن أنها توفر ضمانة قوية لأن يلتحق بجهازى الجيش والشرطة أفضل العناصر، خاصة أن الرئيس حرص على مناقشة الطلبة فى العديد من القضايا بما يضمن التحاق جيل واعٍ مثقف مدرك لطبيعة رسالته والتحديات التى تواجه بلده.. أقول إنه، بالإضافة لذلك فإن متابعة الرئيس خلقت حالة من «الاطمئنان المجتمعى» لدى الطلاب وأسرهم بأن أحدًا لن يحصل على ما ليس حقه استنادًا لمعرفة أو صلة بمسئول حالى أو سابق.. والشعور بالعدل أمر فى منتهى الأهمية.. ومتابعة الرئيس بنفسه للاختبارات ضمانة قوية يحترمها الجميع.. من تم اختياره.. ومن لم يقع عليه الاختيار.. الرئيس هو الفيصل والحكم الذى يثق الجميع فى ضمانته..

وقد يسأل سائل: ولكن هل يتسع وقت الرئيس ليتابع مراحل الاختبار لكل الطلاب، خاصة أن الرئيس حضر جانبًا من المقابلات التى من المؤكد قد بدأت قبل حضوره لمقر الكلية، وتستمر بعد انصرافه؟

والإجابة: طبيعى أن جدول الرئيس يتسع ليشمل الكثير من المهام، وليس منطقيًا أن يترك الرئيس كل شواغل الدولة ليمضى الوقت كله لمتابعة اختبار كل طالب.. ولكن مجرد متابعة الرئيس لجانب من هذه المقابلات يوجه رسالة فى منتهى القوة للقائمين عليها بأن «الرئيس يضع عينه» عليها، ومن الوارد أن تتكرر المفاجأة، أو يطلب الرئيس كشوف الطلبة فى نهاية الاختبارات ليراجعها ويفحص بعض العينات منها.. الرئيس يتابع بنفسه.. ولا أعتقد أن مسئولًا فى الدولة أيًا كان موقعه يمكن أن يُغامر بالمجاملة فى ظل هذه الأجواء.

الرئيس عبدالفتاح السيسى يسعى لبناء دولة جديدة تسودها قيم العدل والشفافية وتكافؤ الفرص.. ولم تكن هى المرة الأولى التى يظهر فيها الرئيس اهتمامه بهذا الأمر، فقد سبق أن تحدث عن ضرورة تحييد العنصر البشرى عند أى اختيار.. قالها الرئيس بوضوح فى المؤتمر الوطنى السابع للشباب الذى عُقد بالعاصمة الإدارية يوليو 2019، والجديد هنا أن الرئيس تحرك بنفسه ليتابع ويراجع..

ولعل ما يقوم به الرئيس السيسى يشجعنى لأن أطالب بأن تخضع عملية الاختيارات الصحفية لنفس المعايير التى يحرص الرئيس على إرسائها، فالإعلام جزء أصيل من منظومة الأمن القومى، وسلاح فعال تستخدمه الدول فى حروبها إلى جانب جيوشها.. مصر لديها حاليًا 8 مؤسسات صحفية قومية تصدر 55 إصدارًا ما بين صحف يومية وأسبوعية وشهرية.. وإذا أضفنا إلى هؤلاء 8 رؤساء مجالس إدارة.. يكون عدد كل القيادات الصحفية القومية 63 شخصًا، وهو رقم ليس كبيرًا.. أتمنى أن تجرى الاختيارات القادمة وفق أسس موضوعية تنتهى فيها لعبة العلاقات والمجاملات التى دفعت صحافتنا ثمنها غاليًا، وأن يتقدم من يرى فى نفسه القدرة على تولى مسئولية صحيفة أو مؤسسة بملف يحتوى على: سيرته الذاتية، ونموذج لأعماله، بالإضافة إلى خطته لتطوير الموقع المتقدم له، وأن تُعقد اختبارات ومقابلات لمناقشة هؤلاء فيما تقدموا به، وسيكون أمرًا مبهرًا لو جرت هذه المقابلات تحت إشراف الرئيس أو «بضمان الرئيس».

[email protected]