رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

دونالد ترامب.. واحد من أكثر الرؤساء الأمريكيين إثارة للجدل.. تصريحاته وأفعاله وسياساته الغريبة أصبحت محل انتقاد وسخرية واسعين بين الأمريكيين المنقسمين الآن بين مؤيد ومعارض لعزله.. وربما ينتهى به الأمر إلى مصير سلفه بيل كلينتون الذى واجه فى عام 1998 إجراءات العزل من قبل الكونجرس.. بسبب فضيحته الجنسية الشهيرة مع موظفة البيت الأبيض مونيكا لوينسكى.. وانتهت هذه الإجراءات بموافقة مجلس النواب على عزله بالفعل.. لكن مجلس الشيوخ الذى كان تحت سيطرة أغلبية ديمقراطية فى ذلك الوقت نجح فى إنقاذه من العزل.

هذا السيناريو هو نفسه المتوقع حدوثه الآن مع ترامب إذا تم إجراء تصويت رسمى على عزله داخل مجلس النواب.. حيث سيكون فى استطاعة مجلس الشيوخ الذى يسيطر عليه الجمهوريون إنقاذه من العزل أيضاً مثلما تم إنقاذ كلينتون من قبل.

< من="" فعل="" ذلك="" بـ="">

منذ بداية تنصيبه رئيساً.. قيل: إن الرئيس الأمريكى دونالد ترمب هو «عدو نفسه».. لأن أفعاله ومواقفه وتصريحاته.. كلها ترسم صورة سلبية مرعبة له.. ولحجم الكارثة التى يمكن أن يقود إليها الولايات المتحدة.. بل والعالم كله.. لو استمر فيما يقوله ويفعله.

الديمقراطيون.. أنصار منافسته فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة هيلارى كلينتون.. حذروا كثيرا من عنصرية ترامب.. وكرهه المعلن للمسلمين والمهاجرين.. والنساء.. ولأصحاب البشرة السمراء.. أنصاره أيضاً عنصريون.. وكانوا يحملون فى مسيراتهم لتأييده لافتات ذات شعارات عنصرية.. مثل المطالبة بعودة «أمريكا البيضاء».. وبالمناسبة «هيلاري» أيضاً كانت تواجه اتهامات بالعنصرية.. لأن هناك شهودًا سمعوها تصف مدير حملة زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بأنه «يهودى خائن ولعين».. يعنى «لا تعايرنى ولا أعايرك.. الهم طايلنى وطايلك».. كلهم عنصريون.

<>

إن ترامب له سجل حافل بالمواقف والتصريحات العنصرية.. قبل أن يصبح رئيساً.. وكان يجهر بعدائه للمسلمين.. ويدعو علناً لوقف الهجرة الإسلامية إلى أمريكا ومنع المسلمين من الدخول إلى البلاد.. وله تصريح شهير يقول فيه: «إن المسلمين يحقدون على الأمريكان».. كما زعم ترامب رؤيته المسلمين يرقصون فى الشوارع الأمريكية بعد تفجير برج التجارة العالمى فى 11 سبتمبر 2011.

موقفه العنصرى أيضاً من قضية اللاجئين ليس جديداً.. وسبق له أن أعلن رفضه دخول اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة.. كما كان يصرح فى دعايته الانتخابية بأنه فى حالة فوزه بالرئاسة سيقوم ببناء سور للفصل بين أمريكا والمكسيك.. حتى يمكن وقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين من دول أمريكا اللاتينية الى داخل الولايات المتحدة عبر المكسيك.

< ولأنه="" عدو="" نفسه="">

ارتكب ترمب خطأ فادحاً.. عندما بدأ ولايته بصدام عنيف مع الإعلاميين والصحفيين.. وصل إلى حد اتهامهم بالكذب والتضليل وعدم المهنية.. ووصفهم بأنهم «يمثلون جزءًا من الكائنات الأقل أمانة على سطح الأرض».. متأثراً فى ذلك بالهجوم المنظم الذى شنه ضده الإعلام الأمريكى خلال حملته الانتخابية.. بسبب تصريحاته التى وصفها الإعلاميون بـ«العنصرية»، وحذروا من أنها تعد تهديداً لقيم الولايات المتحدة.

وطوال مدة رئاسته الممتدة حتى الآن أوقع ترامب نفسه فى هذا الفخ مع الآلة الإعلامية الأمريكية الرهيبة.. والمتوحشة.. التى أسقطت أنظمة وصنعت أنظمة.. وخربت دولاً وأقامت أخرى.. ولن يفلح - بملياراته - فى اتقاء انتقام الإعلام منه.

•• الإعلام

هو الذى أشعل موجات الرفض الجماهيرى لسياسات ترامب العنصرية.. سواء من الداخل الأمريكى الذى يشكل فيه المهاجرون اللاتينيون كتلة كبيرة.. يضاف إليها نخبة جماهيرية من الأمريكيين الرافضين لترامب نفسه.. أو فى خارج حدود الولايات المتحدة.. حيث تعالت الأصوات الرافضة لربط ترامب بين فشل الإدارة فى استيعاب المسلمين.. وبين الإرهاب.. والذين يرون أن المجتمعات الليبرالية لا ينبغى أن تدين الناس لمجرد اتفاقهم فى الخلفية الثقافية - أو الدينية - مع الإرهابيين.

ظل ترامب هدفاً لـ «النبش الإعلامي» والبحث المحموم عن خطأ يمكن اتخاذه ذريعة لعزلة.. وأخيراً وجدوا ضالتهم فى قصة قد تبدو غير مقنعة للبعض.. وهى أنه استخدم أسلوبا غير قانونى لتعليق صرف مساعدات مالية كان الكونجرس قد خصصها لدولة أوكرانيا.. ثم هدد الأوكرانيين من خلال مكالمة تليفونية أجراها مع الرئيس الأوكراني.. وهو ما اعتبره خصومه جريمة تستوجب اتخاذ إجراءات عزله.

< وأياً="" كانت="" نتيجة="" هذه="" الإجراءات..="" فما="" نريد="" قوله="" هو:="" إن="" ترامب..="" وليس="" أحدًا="" غيره..="" هو="" الذى="" فعل="" ذلك="" بنفسه..="" وإن="" كان="" يواجه="" الآن="" مصير="" احتمال="" العزل="" الذى="" ينهى="" مسيرته="" السياسية="" الى="" الأبد..="" إذا="" حدث..="" فإن="" ذلك="" ليس="" فقط="" بسبب="" أن="" أعداءه="" كثيرون..="" ولكن="" أيضاً="" لأنه="" «عدو="" نفسه»="">

 

مجدى سرحان