عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ع الهامش

مضت ذكرى وعد بلفور المشئوم «2نوفمبر 1917» والذى أيدت خلاله بريطانيا تأسيس «وطن قومى للشعب اليهودى» فى فلسطين، والذى يعد النواة الأولى لإقامة إسرائيل لاحقا عام «1948»، دون أن نشهد أى فعاليات سياسية تطالب بحقوق الشعب الفلسطينى أو حتى خطابات حنجورية فى أى من البلاد العربية كما فى السابق، حيث طغت الخلافات بين الفصائل الفلسطينية على السلطة. . ! وسيطرت المشكلات الداخلية على اهتمامات الرأى العام لباقى الشعوب العربية، وهو ما يعد مسح ذاكرة للأجيال الجديدة لنسيان قضية أن فلسطين محتلة. لكن التاريخ يذكر لنا أنه كانت هناك أكثر من محاولة لإقامة دولة تجمع اليهود ما قبل قيام إسرائيل، إحداهما كانت فى أمريكا قام بها شخص يدعى مردخاى مانويل نواه حيث أقام ما أُطلق عليه دولة «أرارات» فى بافالو فى ولاية نيويورك عام «1825».

نواه، الذى وُلد فى فيلادلفيا عام 1785، وعمل فى الشرطة والجيش والصحافة والكتابة للمسرح والدبلوماسية. عينه الرئيس الأمريكى حينئذ جيمس مونرو قنصلا فى تونس. وكانت مهمته الرئيسية العمل على إطلاق سراح رهائن أمريكيين أسرهم قراصنة فى المنطقة، إلا أنه قام بدفع فدية كبيرة لتحقيق ذلك، وهو الأمر الذى اعترض عليه رؤساؤه. وعندما سألوه عن سبب لجوئه لهذا الحل، أجاب: أن عقيدته اليهودية تنص على «فداء الأسرى». وقد تسبب ذلك فى انهاء عمله فى السلك الدبلوماسى. وفى عام «1820»، بدأ نواه فى التفكير فى إقامة مدينة تكون بمثابة ملاذ آمن لليهود من كل أنحاء العالم فى الأراضى الأمريكية، فعمل على شراء أراضٍ قرب شلالات نياجرا، كما وجه الدعوة للهنود الحمر للانتقال إلى مدينته. . ! حيث كان يعتقد أنهم من نسل قبائل بنى إسرائيل المفقودة. وبعد خمس سنوات، أطلق نواه على المدينة اسم «دولة أرارات»، نسبة إلى جبل أرارات الذى رست عليه سفينة نوح بحسب العهد القديم. وأرسل نواه حاخامات ومندوبين إلى أوروبا للترويج لفكرته ودعوة اليهود للهجرة إلى مدينته، غير أن دعوته لم تلق اهتماما وفشلت.

المحاولة الأخرى كانت فى زمن الاتحاد السوفيتى فى منطقة بيروبيجان بين الحدود الروسية – الصينية وتعتبر أول أرض تجـمع فيـها اليهود مـن جميع أنحاء العالم فى عـام «1928م» أى قبل إسرائيل بنحو 20 عاما، والتى أقامها رئيس الاتحاد السوفيتى «جوزيف ستالين» كأول وطن رسمى لليهود وكان يهدف لإبعادهم عن مراكز اتخاذ القرار، والتخلص منهم وتقليص نفوذهم، وسمح لهم باستخدام اللغة الخاصة بهم «اليديشية». وفى عام 1939 وصل عدد اليهود فى المنطقة إلى نحو 18 ألفا، لكن بعد عشر سنوات من إقامتها، بدأ ستالين فى قمع الثقافة اليهودية، فأعدم رئيس حكومة المنطقة، وأحرقت الكتب المكتوبة باليديشية، وأغلقت المعابد اليهودية، وعقب انهيار الاتحاد السوفيتى فى أوائل التسعينيات، غادر آلاف اليهود هذه المنطقة متجهين إلى إسرائيل، بالاضافة الى نحو مليون آخرين من دول الاتحاد المنهار «والتى وصفها إسحاق شامير رئيس وزراء إسرائيل وقتها بالمعجزة الثانية»، وهو يعنيب المعجزة الأولى قيام دولة إسرائيل. بينما لم يهاجر أثرياء يهود أمريكا وشكلوا اللوبى الاسرائيلى الصهيونى «أيباك» والذى يعمل على توجيه السياسية الخارجية الأمريكية بما يحقق مصالح دولة إسرائيل.

[email protected] com