رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلالم

ليس لدينا شركات عملاقة، عابرة للقارات، مخترقة للأسواق، توازي ميزانياتها موازنات دول. ليس لدينا في بلادنا تويوتا مصرية. لأننا لا نعترف بالأفكار القائمة عليها تويوتا. لكن تعالوا نتعلم.

كتاب أسطورة تويوتا كتاب جذاب، متميز، يثير قرون الاستشعار، ويفتح نوافذ البحث والتطوير والسعى الدؤوب لتنمية القدرات، ويبني جسورًا دائمة بين أصحاب الأعمال والعمال.

الكتاب كتبه جيفرى ليكر بالتعاون مع إدارة الشركة العالمية وقدمه إلى قادة الصناعة والأعمال فى مختلف دول العالم ليُصبح دليلا لتنمية أعمالهم.

يحاول الكتاب تفسير قصة نجاح تويوتا مستقرئا الأسس والمبادىء والأفكار التي قامت عليها الشركة، ومازالت مستمرة.

هناك أساسيات فى تويوتا غريبة عن المنطق السائد فى جميع الشركات مثل التوظيف مدى الحياة فموظف الشركة  لا يترك العمل إلا بناء على رغبته هو وعندما لا يصبح قادرا على مواصلة العمل وهو منطق يخالف الأعراف السائدة فى الشركات الكبرى عن العاملين  «تحقيق التفوق فى العمل أو الاستغناء عن خدماتهم».

ويذكر الكتاب أن رئيس الشركة سنة 1950 واسمه  كييتشيرو تويودا هو الذي أرسى هذا المبدأ، فقد كانت تويوتا فى ذلك الوقت على وشك الافلاس والانهيار وطلب البنك كشرط لتمويل الشركة أن يتم  تسريح 1500 عامل وموظف وهم ما يمثلون  25% من القوة العاملة ولم يكن هناك طريق آخر لانقاذ الشركة. ووقتها وقف كييتشيرو وقال والدموع تغمره «رغم أننى ضد تسريح العمال إلا أنه لن يكون للشركة أى فرصة للبقاء وإننى شخصيا أتحمل مسؤولية ذلك بتركى منصبى» وعندما تنحى مؤسس الشركة ورئيسها، تعهد مديرو تويوتا الا يضطر موظفوها أبدا أن يتحملوا من جديد تلك المصاعب.

ومنذ ذلك الحين والشركة تعمل بمبدأ الالتزام بالتوظيف طويل الأجل ورغم الأزمات الاقتصادية التى مرت بها تويوتا الا أنها لم تستغن عن أى موظف أو عامل حتى الآن ويكفى أن نعلم أن عدد موظفى الشركة عبر العالم يبلغ 300 ألف موظف.

وفى حالة الفشل أو الخطأ تختلف تويوتا عن بقية الشركات، فمن أهم شعارات الشركة « فلنجرب هذا الشىء..ولا تخافوا من ارتكاب الأخطاء».. فمن ثقافة الشركة أن المشكلات والهفوات والأخطاء ستستمر دوما وهى تعتنق فكرة « كل بنى آدم خطاء»ومن الطبيعى أن يرتكب الانسان خطأ.

وترى الشركة أن أفضل طريقة لمواجهة أوجه القصور تتمثل فى تشجيع الموظفين على تحرى الصدق فيما يتعلق بأخطائهم ونقاط ضعفهم.

ومن الأفكار الملهمة أيضا أن كل انسان يمكن أن تكون له مساهمة اذا ما اتيحت له الفرصة..فتويوتا تعمل جاهدة فى غرس قدرات معينة فى موظفيها اهمها على الاطلاق القدرة على التفكير المستقل، فهي تدعو العمال لاستخدام رؤوسهم بجانب أيديهم على خط الانتاج. توصيهم بالتفكير بالكيفية التى يمكن أن تتم بها الأمور على نحو يخفض النفقات ويحسن الجودة ويضاعف الأمان.

 لقد تمكن مؤلفو الكتاب من تحديد ستة اتجاهات متناقضة فى تويوتا تكشف سر خصوصية هذا النجاح وهي: التقدم ببطء والقفز قفزات هائلة، الاقتصاد فى الانفاق وانفاق مبالغ كبيرة، التشغيل بفاعلية مع اتخاذ اجراءات زائدة عن الاحتياجات الفعلية،تشجيع الاستقرار وطريقة التفكير القائمة على فقدان الثقة بالآخرين، احترام النظام الادارى المتسلسل والسماح بحرية الاعتراض، الاحتفاظ بأسلوب تواصل يجمع بين البساطة والتعقيد.

تلك دروس مهمة أتصور أننا بحاجة إلى قراءتها بعناية والتعلم منها.

[email protected]