رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

لا تصدقوا ما يصدر عن بعض العواصم الغربية من بيانات شجب أو استهجان للبلطجة التركية فى سوريا.. ولا تتوقعوا من هذا العواصم خيرا تجاه العربدة التركية فى مياه شرق البحر المتوسط.. وحالة التربص و«جر الشكل» اللذين يمارسهما الإرهابى الإخوانى أردوغان الجالس على عرش الرئاسة التركية تجاه مصر وكرهه الصريح لقيادتها.. كل تصريحاته تشى بهذا الكره.. وهو كره نابع من إدراكه أن القيادة المصرية هى القوة الإقليمية الحقيقية التى تعيق نجاح مشروعه السياسى «الإخواني» الحالم بإعادة إحياء«دولة الخلافة العثمانية المزعومة».. كما أن مصر تسير بخطوات ثابتة نحو التحول إلى أكبر مركز لتجارة الغاز فى المنطقة.. وهو ما يثير غيرة وحقد أردوغان.. ويتعارض أيضا مع مصالح دول الغرب التى تغض البصر عن ممارساته العدوانية.

•• القيادة المصرية

هى التى أفشلت مخطط «التنظيم الدولي» االتآمرى الذى ينتمى إليه أردوغان.. والذى كان يهدف إلى كسر الدولة المصرية وإخراجها من معادلة الصراع الإقليمى فى المنطقة الأكثر سخونة فى العالم الآن.. وهى المنطقة الممتدة من الخليج العربى شرقا حتى البحر الأحمر غربا.. ومن العراق وسوريا شمالا حتى بحر العرب وخليج عدن جنوبا.. بما تحتويها من بحار وخلجان ومضايق استراتيجية.

تلك المنطقة التى أصبحت تعج بالتواجد العسكرى الأجنبي.. سواء فى صورة قوات نظامية تخوض حروبا قائمة ضمن تحالفات دولية وإقليمية.. أو فى شكل قواعد عسكرية تنتشر على طول سواحل بحار هذا الإقليم الذى تسعى كل القوى الإقليمية إلى إيجاد موطئ قدم لها فيه.. استعدادا لحدث عظيم.. أو انفجار قادم.. لا محالة.  

وليس خافيًا

أن دول العالم.. وخاصة الدول الغربية.. تمارس سياسات الصمت أو الكذب والتدليس تجاه «البلطجة التركية» فى منطقة الشرق الأوسط.. وليس فى سوريا وحدها.. مما يؤكد أن هذه الدول راضية تمام الرضا عن هذا الدور القذر الذى تمارسه أنقرة تجاه كل الملفات الخاصة بالمنطقة.. وبشكل خاص الملفات الأمنية والاقتصادية.. بل لا نكون مبالغين إذا قلنا إن هذه الدول «الكاذبة» هى نفسها التى صنعت «البلطجى التركى».. وأطلقته يعيث فسادًا وتخريبًا وإشعالًا للحرائق فى المنطقة.. تنفيذًا لمخططاتها التآمرية الاستعمارية الكبرى.. واستغلالًا لحالة «الشبق» التى تداعب أحلام أردوغان باستعادة أمجاد «الخلافة العثمانية»، والجلوس فوق عرشها بأى ثمن.. حتى ولو وضعوا فوق رأسه «سلطانية» من الخزف!!

•• ما زالت

قطع البحرية الحربية التركية تتجول فى مياه منطقة شرق البحر المتوسط.. وتنتهك المياه الإقليمية لدول هذه المنطقة.. وخاصة دولة قبرص التى ترتبط باتفاقيات تعاون عسكرى دفاعى وسياسى واقتصادى مع مصر واليونان.. وتعترض سفنها وسفنًا غربية أخرى.. وتمنعها من ممارسة أعمالها المتعلقة باستخدام منشآتها النفطية الواقعة فى عمق منطقة مياهها التجارية.. بل وتهددها صراحة بالتصعيد العسكرى ضدها.. وتعلن فى بجاحة متناهية وتحدٍ واضح عدم اعترافها باتفاقيات ترسيم الحدود بين مصر وقبرص واليونان.. بما يضع الدول الثلاث أمام خيار الاستعداد والاستنفار العسكرى تحسبًا لحرب حقيقية قد تنشب فى المنطقة.

ومع ذلك لم يصدر أى رد فعل.. ولو من باب ذر الرماد فى العيون.. من أى من دول العالم الغربى.. أو من جانب تجمعاته الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبى الذى يجمعه بتركيا علاقة شراكة تحدوها الرغبة العارمة من جانب أنقرة فى أن تتحول هذه العلاقة إلى عضوية كاملة فى الاتحاد.. وكذلك مثل حلف شمال الأطلسى «ناتو» الذى يقوم فيه الجيش التركى بدور فاعل ومؤثر.

•• أيضًا

تمارس دول العالم.. سياسة التخاذل والموالسة والتدليس.. تجاه المجازر التى ترتكبها القوات التركية.. ضد أكراد سوريا.. ولم تقم أى من هذه الدول بأى تحرك جاد أو فعال تجاه حرب الإبادة التى تشنها تركيا ضد أكراد سوريا.. ولم تحاول المنظمات الدولية أيضًا إبداء أى تحرك إيجابى للتحقيق فيما أعلنه الأكراد من استخدام القوات التركية أسلحة محرمة ضدهم.

•• هذه صورة فاضحة من صور الازدواجية المقيتة التى يمارسها الغرب.. والتخاذل المشين تجاه قضايانا الإقليمية.. وهى الصورة التى أصبحت بكل أسف جزءًا لا يتجزأ من النظام الدولى الجديد.