رؤية
- شيء يفرح أن تتصارع بنوك الدولة على المراكز الأولى فى تحقيق المليارات فى أرباحها، مع أن لغة المليارات حتى عام ٢٠١٢ لم تكن معروفة.. فقد كانت تعاملاتنا بلغة الأرانب.. والى وقت قريب كانوا يطلقون على المليون جنيه أرنب، إلى أن خرج علينا طارق عامر عام ٢٠١٣ وقت أن كان رئيسا للبنك الأهلى المصرى وأعلن عن ميزانية البنك لعام ٢٠١٢ وفاجأنا بأنه حقق أرباحًا قيمتها ٦مليارات وباستبعاد الضرائب يصبح صافى الارباح ثلاثة مليارات وهى المرة الأولى لبنك حكومى يحقق هذا الرقم، فى حين أن بقية البنوك الحكومية أو الأجنبية العاملة فى مصر لم تلامس المليار فى أرباحها.
- وبعد مليارات طارق عامر فاجأنا الرجل بتقديم استقالته لعدم رغبته الاستمرار فى العمل فى ظل النظام الإخوانى وكأنه أراد أن يختم رحلته فى البنوك المصرية بهذه الذكرى ، صحيح ذكرى ستبقى تحمل اسمه فى جميع ميزانيات البنوك وستضع مسئولية جديدة فى رقبة من يخلفه ..
- من جانبى حاولت أقنع طارق عن العدول عن الاستقالة لكنه أكد لى أنه يترك العمل وهو فى قمة حيويته وراحته النفسية ، وإن كان قراره على حد تعبيره أسعد ابنه الذى كان يعتبر العمل الحكومى سببا فى إبعاده عن أبيه عشر سنوات، المقربون من طارق عامر يعرفون بالغصة التى كانت فى صدره من حكم الإخوان ولأنه صعيدى ومقاتل مثل عمه المرحوم المشير عبد الحكيم عامر الذى ترك بصمة مشرفة على صدر أبطالنا فى القوات المسلحة، عاش الرجل بكرامته ومات بكرامته، فابن أخيه طارق عامر مثله فى الكرامة لم يقبل العمل تحت سيطرة الإخوان ففضل أن يلقى لهم باستقالته.. كلمة أخيرة سمعتها من طارق عامر وهو فى بيته أنه يرفض جميع العروض التى جاءته من بنوك عالمية لأن لديه إحساسا بالعودة الى حبه وعشقه فى العمل بمصر .. وتمضى الأيام وتكرمه القيادة السياسية المصرية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعيينه محافظا للبنك المركزى لكفاءته ووطنيته.
- لا ينكر إلا جاحد أن البنك الأهلى المصرى أصبح الآن فى مقدمة البنوك بعد ترأس هشام عكاشة البنك ليكشف عن جدارته حتى أصبح متخصصا فى تحقيق المليارت فى الأرباح بعد عامر.. هذا العام بلغت أرباح الأهلى المصرى ١٧مليارجنيه خصص منها أكبر ميزانية فى المسئولية الاجتماعية والتى تمثلت فى تبنى ثلاثة محاور هى الصحة والتعليم وتطوير العشوائيات ومكافحة الفقر، وهنا تقول نيرمين شهاب الدين رئيس قطاع العلاقات والمسئولية الاجتماعية بالبنك أن تبرعات البنك فى هذه المحاور أصبحت تقترب من المليار جنيه مصري.
- الذى لا يعرفه كثيرون أن طارق عامر هو السبب فى وجود المسئولية الاجتماعية فى بنوكنا بعد أن أصبحت بديلة لبند «هدايا رأس السنة».. فقد تسلم عامر رئاسة البنك الأهلى وفى أول عام ميلاد جاءوا له بمبلغ 13 مليونا وقالوا له هذه هى ميزانيتنا فى هدايا رأس السنة.. سألهم ماذا تريدون مني.. قالوا سوف نشترى ثلاجات وغسالات وساعات قيمه سنقوم بتوزيعها على عدد من الشخصيات فى الدولة ضمن هدايا العام الجديد.. أمسك طارق عامر بالمذكرة وكتب: هناك حالات حرجة أهم من الهدايا.. ولذلك يلغى بند الهدايا ويخصص للحالات الحرجة فى مستشفى قصر العيني.. ويومها طلب مدير مستشفى قصر العينى وطلب منه أن يقدم له قائمة بالمعدات الطبية التى يحتاج إليها فى تطوير مستشفى الطوارئ.. وكلف لجنة بشراء هذه المعدات وتسليمها للمستشفى.
- لا تتصوروا كيف استقبل مستشفى قصر العينى هذه الهدية، وكيف تم تجهيز أول عيادة طبية للطوارئ لاستقبال الحالات الحرجة ومن يومها أصبح البنك الأهلى يستخدم بند الهدايا فى عمل الخير.
- اتحاد البنوك المصرية أرسل تقديرا خاصا لطارق عامر على هذا الفكر، ودعا البنوك العاملة فى مصر أن تلغى بند الهدايا وتحذو حذو طارق عامر.. من هنا أصبحت المسئولية المجتمعية بند أساسى فى أرباح البنوك.. والفضل هنا لطارق عامر.. وهو رئيس للبنك الأهلي.. ومحافظ للبنك المركزي.
- الرئيس عبد الفتاح السيسى هو أول من أشاد بالمسئولية الاجتماعية ومشاركة البنوك فى عمل الخير.
- وللعلم أن الأرباح التى تحققت ليست على حساب الخدمات التى تقدمها بنوكنا للعملاء، بدليل زيادة ثقة العملاء فى بنوكنا المصرية، وهنا يقول يحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلى «كسابقة أولى فى تاريخ الجهاز المصرفى أن ودائع العملاء فى يونيه الماضى قد تخطت التريليون جنيه.