عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خارج السطر

ليس أخطر على المجتمع من العدوان على المرأة باسم الإسلام. ليس أحقر من تحميل النساء قبائح النفوس، واعتبارهن باب الشيطان ونوافذه للدخول إلى قلوبنا الطاهرة!

لا شك أن النساء فى الخطاب الإسلامى محل ازدراء. وعندما أكتب (الخطاب الإسلامى) فإننى بالطبع لا أعنى الإسلام كدين، وإنما أعنى الأقوال والأطروحات والأفكار التى يطلقها مختطفو الإسلام كل يوم متصورين أنهم موكلون بالحديث باسمه.

إن متابعة سريعة لما ينشر من آراء وفتاوى ودعوات بين مواقع السلفية الإلكترونية المحتكرة للفتوى والخطاب تكشف بوضوح حجم التجنى والانحطاط فى النظرة إلى المرأة عند المتأسلمين.

فى المجمل فإن المرأة فى تصور هؤلاء ليست سوى أداة متعة وخدمة، وليس لها مهمة سوى إسعاد الرجل وإرضائه، وهى محكوم عليها بالمكوث فى بيتها فلا تبرحه إلا إلى القبر، وهى بالضرورة بلا رأى، ومَن يأخذ به خاسر وخائب ولا يفلح أبداً.

لقد زوّر فكر البداوة نظرة الإسلام إلى المرأة، سلبها حقوقها، وحولها إلى كائن درجة ثانية مسئول ومحمل بواجبات دون حقوق، ممنوع دوماً من القيادة، بل ومحروم من الظهور فى المجتمع حتى لا يفتن الناس.

لا أبالغ ولا أهول فى الأمر، لأن من يطلع على كتاب «الفقه على المذاهب الأربعة» وهو من الكتب الرائجة يفاجأ بكلام ما زال مكتوباً ومتداولاً فى أروقة المساجد بأن الزوج ليس عليه تحمل أجر طبيب أو نفقة علاج لزوجته حال مرضها لأن أصل العلاقة بينهما هى التلذذ وهو ما لا يتحقق خلال مرضها.

تصوروا أن فى فقه الإمام مالك، وابن حنبل نجد أن الزوج غير مسئول عن شراء كفن لزوجته المتوفاة ولو كانت فقيرة.

وتخيلوا أيضاً أن ينقل لنا البعض من فقه الإمام أبى حنيفة أنه يجوز للرجل منع زوجته من إرضاع وليدها من زواج آخر، لأن عملية الإرضاع تؤثر على جمالها، والمفترض أن يحتكر هو التمتع بهذا الجمال.

إن خطاب تحقير النساء السائد فى المجتمع جزء لا يتجزأ من خطاب دينى مُتطرف ينطلق وينتشر عبر المساجد وبين أصحاب اللحى وجماعات السلفية كل يوم. لا مجال لفصل ذلك عن فكر داعش، ولا مجال لتصور أى أمل فى النهضة أو الإصلاح ما دامت تلك الأفكار تقدم للشباب والناس باعتبارها الدين، ومراد الله.

كيف نقف أمام ردة المجتمع الذى أطل فيه قبل أكثر من قرن أفذاذ أنقياء مثل محمد عبده، قاسم أمين، وطه حسين؟ كيف نمسح الغبش المطبوع على فهمنا للدين ونعيد له ألقه وجماله؟

بالطبع نحن فى حاجة إلى فقه جديد، وخطاب جديد، وتصور جديد. وكما كتبت الأسبوع الماضى أكرر بأن الإصلاح الدينى ضرورة لازمة، وإلا فلا حاضر أو مستقبل، وسيحاسبنا الله على ما فرطنا فى فرص الإصلاح: حكاماً ومحكومين وعلماء ومفكرين، وساسة ومسيسين.

والله أعلم.

[email protected]