رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

ليست المرة الأولى التى يتحدث فيها الرئيس السيسى عن مرض الشك الذى أصاب بعض الناس.. وخصوصًا الشباب.. بالأمس حذر الرئيس من انتشار آفة التشكيك فى المجتمع منذ زمن طويل.. التشكيك فى كل شىء.. وأى شىء.. بلا منطق وبلا وعي.. ومن قبل قال الرئيس إن حالة التشكيك التى أصبحت جزءًا من المجتمع بدأت منذ عشرات السنين.. ومن قبل «السوشيال ميديا».. دائمًا هناك من يشككون فى كل شىء.. ولا يثقون فى أى شيء.. إلا أنفسهم.. بل أصبح هناك من يميلون إلى «جلد النفس» بشكل مَرَضي.

 

لماذا انتشر الشك؟

تلك هى المسألة.. علماء النفس يعرِّفون الشك بأنه وهم صادر عن عقل مريض ونفس متعبة.. تنبت بذوره دائمًا من أفعال بسيطة عابرة.. قد تبدو غير ذات قيمة وقت وقوعها.. لكنها عندما تُترك وتُهمل.. تنمو وتتضخم.. وتتحول إلى حالة مرضية مزمنة من انعدام الثقة فى كل شىء.

يقولون إن منبع الشك هو طريقة التفكير الخاطئ.. أو الشعور بالنقص لأسباب نفسية واجتماعية.. وقد ينتج الشك عن تفسير مغلوط ومعيب أو متسرع لما يواجهه الفرد من مواقف ومشكلات.. فيؤدى ذلك إلى رفض غير منطقى لمواقف الآخرين.. بل ورفضهم أنفسهم.. وقد تكون الشخصية «الشكاكة» هى فى الأصل شخصية مضطربة أو «ناقصة» فشلت فى تحقيق بعض مما تريده.. فنشأ لديها إحساس بأنها غير جديرة بالنجاح.. وأن الآخرين ينظرون لها نظرة سلبية.. فتتجه إلى الشك فى كل نواياهم.. وتدمن الإساءة لهم.

 

< ولا="">

أن حالة الشك المنتشرة فى مجتمعنا قد تطورت وانتشرت بشكل وبائى خلال الـ 8 سنوات الماضية.. بدءًا من 2011.. عندما غابت الحقائق وسط أمواج متلاطمة من الأوهام والأكاذيب والزيف والزور والافتراء والبهتان.. عندما فقد الناس إحساسهم بالطمأنينة والأمان.. فأصبحوا يشكون فى كل شىء.. وفقدوا الثقة فى الجميع.

حدث ذلك عندما تحولت منابر الإعلام إلى بؤر فساد وتدمير وتخريب.. يديرها الموتورون والمغرضون وتجار السياسة ومنعدمو المواهب والضمائر والشرف.. وأصبحت معاقل العلم والثقافة والوعى والمعرفة منصات لإطلاق الشائعات والأكاذيب والأباطيل وبث سموم الحقد والبغض والكراهية.. وعندما سيق الناس كقطيع دليله أعمى داخل فضاء «السوشيال ميديا» والحياة الافتراضية التى هى فى واقعها سلسلة لا متناهية من حلقات الكذب والتضليل والتغييب والاستغلال السياسي.. بل وساحة للإرهاب الفكرى والنفسى والاجتماعي.

 

< وانتشرت="" الشكوك="">

عندما تحولت ساحات المساجد إلى أوكار وخلايا للإرهاب والتطرف والتكفير والاستقطاب وزعزعة العقائد.. وانقلبت منابرها إلى أبواق للتحريض على القتل والتدمير والتخريب وسفك دماء وإزهاق أرواح الأبرياء تحت عباءة «فريضة الجهاد».. وانقلب الدين من غذاء للأرواح ونهج للتعايش وأداة لنشر العدل والخير والسلام والرحمة والمحبة.. إلى وبال وشقاق وشقاء وابتلاء وعناء.

وعندما تخاذل الرجال خوفًا أو جبنًا أو استسلامًا.. وعندما جرى التغييب العمدى والإقصاء والاغتيال النفسى والاجتماعى للشرفاء والعلماء والخبراء والصفوة.. أو عندما توارى هؤلاء «اختياريًا» وتقاعسوا عن تحمل مسئولياتهم تجاه الوطن والمجتمع.. وذل الحرص أعناقهم.. فتركوا ساحات العمل للغوغاء والرعاع والسفهاء.. ليتكلم التافهون فى أمر العامة.. وتعلو أصواتهم وتسود أفكارهم.

 

< وكيف="" نهزم="">

بإعادة بناء جسور الثقة.. بالمصارحة وبتحقيق العدالة.. بالاحترام.. احترامنا لأنفسنا أولًا.. وبقدر احترامنا للآخرين كذلك نكتسب ثقتهم.. ونتجنب شكوكهم.

«الذى يحيا بالثقة تُحييه الثقة».. قالها مصطفى صادق الرافعى الكاتب والمفكر والشاعر الذى لقبوه بمعجزة الأدب العربي.

انظر روعة المعنى (!!).. الثقة حياة وهناء.. والشك موت وشقاء.