رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

هل يستطيع أحدنا أن يؤكد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قد لقى مصرعه بالفعل؟.. هل رأى أحدكم جثته.. أو على الأقل يعرف مصيرها؟.. الإجابة: لا طبعاً.

الأمريكان هم الذين قالوا لنا: إنهم قتلوه عندما هاجمت قوة من «المارينز» مخبأه على الحدود بين باكستان وأفغانستان.. وتحديدا في منطقة أبوت آباد الباكستانية في مايو عام 2011.. ثم نقلوا جثته الى مطار سرى..ومنه إلى سفينة عسكرية في المحيط الهندي.. وتخلصوا من الجثة برميها في البحر.. وعندما سُئلوا بعد ذلك: لماذا تخلصتم من الجثة بهذه الطريقة ولم تدفنوها؟.. قالوا إنهم لا يريدون أن يكون له قبر أو مزار يجلب الناس إليه (!!).. طيب ولماذا قتلتموه ولم تعتقلوه؟.. قالوا: لأنه كان يحمل سلاحا عندما هاجمه المارينز.

 

< >

اختفى بن لادن الى الأبد.. واختفت جثته في ظروف غامضة.. مع أن الأمريكيين كانوا يستطيعون تصوير العملية كلها.. لتقديم دليل مادي حي على صدق ما يقولون.. لكنهم لم يفعلوا.. وهذا ما ألقى بالشكوك حول صدق الرواية برمتها حتى الآن.

ومن عجائب قصة قتل أسامة بن لادن أيضا.. والتي كشفها فيما بعد الأدميرال المتقاعد ويليام ماكرافين الذي كان قائدا للبحرية الأمريكية.. أنهم حتى بعد أن نقلوا الجثة الى المطار السري ثم الى السفينة لم يكن لديهم دليل مؤكد على أنها لـ «بن لادن».. وأن أوباما نفسه كانت لديه شكوك حول تحديد هوية الجثة.. ومصدر هذه الشكوك هو الطريقة البدائية «العجيبة» التي تعرفوا بها على صاحب الجثة.. والتي كشفها ماكرافين مؤكدا أنه انتقل الى المطار بناء على طلب أوباما لتحديد هوية الجثة.. وفي المطار السري رأى الجثة بداخل كيس مقفول.. وفتح الكيس ورآها.. لكنه شك فيها لأن طول اللحية كان مختلفا.. فسأل أحد الجنود عن طوله؟ فجاء أقل من طول بن لادن ببوصتين.. فأمره بأن ينام بجوار الجثة ليقيس طولها تحديدا.. وهو ما سخر منه أوباما وقال عبارته الشهيرة: «عندكم ميزانية 60 مليون دولار قيمة طائرة هليكوبتر ولا تقدرون على شراء شريط مقاييس قيمته 10 دولارات».. ليقيسوا به طول الجثة؟!.

تخيل؟!.. بهذه الطريقة الساذجة تعرفوا على جثة بن لادن؟!.. ثم قالوا لنا بعد ذلك إنهم أخذوا عينة من الحامض النووي وحللوها وتأكدوا من الهوية.. قالوا لنا..!!.

 

< >

هل يستطيع أحدكم أيضا تأكيد أن الذي يقولون إنه لقى مصرعه أمس في عملية خاصة للجيش الأمريكي في قرية باريشا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.. هو فعلا أبوبكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي؟.

الأمريكان قالوا لنا إن طائراتهم المروحية استهدفت مخبأ البغدادي.. وتم تفسير استخدام المروحيات التي كانت تحمل جنودا من القوات الخاصة.. بأنهم  كانوا يريدون اعتقال البغدادي حيا.. لكنه فجر نفسه بحزام ناسف بعد فشله في الهرب من الحصار.. ولكي تتفتت الجثة تختفي ملامحه ويصعب على قاتليه تحديد هويته.. لكن الأمريكان أيضا قالوا لنا إنهم حللوا الحمض النووي وتأكدوا من مقتل البغدادي (!!).

نفس السيناريو يتكرر.. «لعبة الجثة المفقودة».. حيث لا توجد جثة في النهاية.. الأول جثته التهمتها قروش المحيط.. والثاني تفتت جثته بالحزام الناسف.. وتلاشت.. ولا يوجد أي دليل على مقتلهما إلا ما يقوله لنا الأمريكان (!!). 

والنتيجة واحدة.. اختفاء «العفريت» الذي صنعه «أبناء الشيطان» بأيديهم.. ثم أخفوه بأيديهم أيضا.. وكلنا نعلم أن «القاعدة» و«بن لادن» ثم «داعش» و«البغدادي» ليسوا إلا صنيعة الأمريكان.. وإن اختلفت أدوارهم.

 

< ماذا="" يعني="">

بالنسبة لنا.. فإن قتل الأمريكان لزعيم «داعش».. مثلما كان قتلهم لزعيم «القاعدة» قبل ذلك.. يعني نهاية مرحلة وبداية مرحلة جديدة في «لعبة التفخيخ الإرهابي» الأمريكية لدول المنطقة.. ومثلما نشأ تنظيم داعش من رحم تنظيم القاعدة عندما ضعف ومزقته خلافات الزعامة.. فإن ضعف داعش الآن وتفككه نتيجة للهزائم الموجعة التي تلقاها في العراق وسوريا.. هو ما يمهد الطريق لتغيير جديد في خريطة تنظيمات الإرهاب بالمنطقة.. تغيير يحقق طموح وأهداف من يصنعون هذه التنظيمات ويحركونها.. وهذا التغيير حصره محللون سياسيون في 3 سيناريوهات يُحتمل حدوث أحدها.. الأول: أن يعزز تنظيم القاعدة صفوفه بأعضاء داعش المهزومين.. إما عن طريق استعادة عباءة ما يسمونه بالجهاد العالمي أو دفع أيديولوجيته الخاصة لتكون أقرب إلى أيديولوجية داعش.. والثاني: أن يتكسر داعش الى مجموعات أصغر.. والثالث: أن يتم الاندماج بين الخصمين من خلال تسوية الخلافات بين القادة وإيجاد أرضية مشتركة.

 

<>

هل يتحقق أحد هذه السناريوهات الثلاثة.. أم يكون هناك سيناريو رابع.. يتمثل في ظهور تنظيم جديد.. بزعيم جديد.. يصنعهما الأمريكان أيضا؟.