رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحم الله زعيم الأمة مصطفى باشا النحاس، فيوما بعد يوم تؤكد لنا الاحداث أنه زعيم وطنى كان يمتلك رؤية بعيدة المدى. فيوم قال قولته المشهورة تقطع يدى ولا تفصل مصر عن السودان، وكان ذلك اثناء محاولة بريطانيا فصلهما عن بعضهما، نعم توفيق الله أولا للنحاس فى نضاله الطويل ضد الاحتلال البريطانى، وضد انتهاك الدستور والحريات جعل منه زعيما لم يتكرر حتى الآن.. زعيم كان يدرك أن السودان هى حدود للأمن القومى لكيان مصر والسودان فى وحدتهما لا يجوز انفصالهما.. فانفصالهما يؤدى الى تدخل الطامعين.. ويجعل منهما هدفا لكل معتد أثيم.. يظن يوما أنه قادر على منع طبيعة خلقها وصنعها الله سبحانه وتعالى... كان يدرك بحسه الوطنى ورؤيته البعيدة أن وحدة مصر والسودان أدت لعدم تجرؤ أية دولة على تهديد حق الشقيقين فى أمنهما المائى.. وأن أية محاولة لذلك تجعل من السودان جبهة لحماية المياه... جبهة يشارك فيها جندى لا تعرفه مصرى أو سودانى.. فأية سدود على نهر النيل تهدد الشقيقين المصرى أو السودانى بالفناء غرقا او عطشا.. كان النحاس يعلم تماما أن وحدة مصر والسودان عمقها الاستراتيجى هى الوحدة الوطنية.. ومن هنا لم تكن قضية الوفد وسعد والنحاس وسراج الدين وإيمانهم بالوحدة الوطنية من فراغ.. ولم تمض سنوات إلا وقد ذهب احد ضباط يوليو وهو صلاح سالم إلى السودان ليعود بضربة قاضية لمستقبلى الشقيقين.. وينفصل السودان عن مصر... ولم تمض سنوات إلا وقد حل على رأس السودان بانقلاب بشع فى 30 يونيو 1989 عمر البشير ليستكمل الجزء الثانى وهو تقسيم السودان ما بين شمال وجنوب..وما هى إلا سنوات وقد قالت إثيوبيا على لسان رئيس وزرائها أبى أحمد  بأنه مستعد لحشد مليون مقاتل.

وإذا كانت إثيوبيا غير مؤمنة بأن ما خلقه وصنعه الله من طبيعة لنهر النيل لن يوقفه مخلوق.. وغير مؤمنة بأن النيل عند المصريين اغلى من الدم.. هكذا كان ايمان المصريين من الفراعة حتى الآن.

أبى أحمد..

نحن المصريين تجمعنا وتوحدنا جبهات الحروب... يختلط فيها دم المعارض بدم المؤيد.. ودم المسلم بدم القبطى.. خاصة انك تريد أن تقف ضد طبيعة من خلق وصنع الله.. ألم يعلموك أن نهر النيل خلق قبل أن تخلق البشرية جمعاء..إن الله الخالق والواهب ماء الحياة لن يقبل بفناء خلقه.. من مخلوق مهما كان.. وعندنا يستوى الموت.. ولكن نفضل موت الكرامة عن موت الخنوع عطشا او غرقا بفعل مخلوق.

ورحم الله النحاس. الذى يمتلك رؤية وطنية فى وحدة مصر والسودان وأمنهما القومى فى وحدتهما.