رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

كل ما فات على مصر من خبرات وتاريخ مع الأحوال الجوية وتغيرات المناخ «حمادة». . وهذا الإعصار الذى حبسنا فى بيوتنا 48 ساعة بأمر الحكومة «حمادة تانى خالص».

المسألة ببساطة. . هى أن الإعصار طلع «حمادة». . وهذا هو الاسم الذى أطلقته عليه هيئة الأرصاد الجوية المصرية. . لأسباب لا نعلمها. . بينما أسمته الوكالة الوطنية الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء «ناسا» باسم «مديكان». . وهو اسم مشتق من كلمتين: «ميديترنيان» أى البحر المتوسط و«هوريكان» أى الإعصار. . فتكون الترجمة الحرفية لاسمه هى «إعصار البحر المتوسط». . وهناك اسم ثالث شائع له. . وهو «عصمت». . مين عصمت دى؟. . لا أحد يعلم. . !!.

•• شر البلية ما يُضحِك !!

فبعد أن بثت «ناسا» صورها الفضائية المرعبة للإعصار القادم الى مصر وفلسطين. . وتحذيراتها المتتالية من أن هذا الإعصار «نادر الحدوث» سيضرب السواحل الشمالية المصرية برياح عاتية وأمطار غزيرة وعواصف رعدية. . وبعد البيانات المتتالية التى صدرت عن جهات حكومية لتحذير المواطنين ومطالبتهم بالبقاء فى بيوتهم. . وأن يهجروا الشوارع ولا يخرجوا إلا فى حالة الضرورة. . ومنحت أبناءهم إجازة من المدارس والجامعات. . وجلسنا جميعاً ننتظر «الساعة الموعودة». . وبعضنا تفرغ للصلاة والعبادة والدعاء باللطف فى المقادير. . وإذ فجأةً خرج علينا مسئولو هيئة الأرصاد ببيان «حمادة» المضحك والمذهل هذا. . قالوا لنا ما معناه «لا تصدقوا حمير ناسا». . !!.

رئيس هيئة الأرصاد ذات نفسه. . ظهر فى مداخلة تليفزيونية وقال: «إنه مجرد منخفض جوى وليس إعصاراً». . وسخر من «حمير ناسا» قائلاً: إن ما ورد فى تقارير ناسا عما يسمى إعصار ميديكين هو نوع من أنواع الخيال العلمى تطلقه «ناسا» ليس أكثر. . وإننا فى الأرصاد الجوية سمينا المنخفض حمادة». . وزاد على ذلك أنه: من رابع المستحيلات أن يتكون إعصار فى البحر المتوسط لأنه بحر مغلق وليس محيطاً. . بينما توجد الأعاصير فى مناطق المحيطات أو المناطق المدارية.

•• يا راااااجل !!

يعنى «حمير ناسا» ليس لديهم فكرة عن نظرية «رابع المستحيلات هذه». . ؟!.

ويعنى كانوا «بيهجصوا علينا» عندما أخبرونا بأن هناك ظاهرة فعلية اسمها أعاصير البحر المتوسط «ميديكان». . تحدث عادة فى فصلى الشتاء والخريف. . عندما تغمر كتلة هوائية باردة من الشمال المياه الدافئة فى البحر. . ومع مرور الوقت تقوى وتبدأ فى اتخاذ خصائص العواصف الاستوائية ؟!.

طيب. . إذا كانت «حمادة» فعلاً وليست «ميديكان» وإذا صحت نظريتكم «رابع المستحيلات». . فبماذا تسمون ما تعرضت له سواحل غرب تركيا وإيطاليا واليونان فى سبتمبر من العام الماضى 2018؟. .  وبماذا أيضاً تسمون ما حدث فى نوفمبر 2017 عندما اجتاحت اليونان فيضانات عارمة تسببت فى خسائر مالية قدرها 100 مليون دولار بالإضافة إلى مقتل نحو 21 شخصاً وإصابة 37 آخرين ؟. . هل كان «حمادة» أيضاً؟!.

•• وفوق هذا وذاك

إذا كان الأمر فعلاً ليس أكثر من «حمادة» وخيال علمى. . فعلى أى أساس اتخذت الحكومة ممثلة فى وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى وبعض المحافظين قرارها بتعطيل الدراسة فى المدارس والجامعات؟. . وعلى أى أساس أصدروا تحذيراتهم وتعليماتهم لنا بتحويل بيوتنا الى ملاجئ نحتمى بداخلها من الكارثة المناخية القادمة. . وقالوا لنا تارة إنها ستبلغ ذروتها فجر الجمعة. . ثم عادوا وقالوا إن الذروة ستكون فجر السبت. . ؟!.

هل يمكن أن تتخذ الحكومة قراراتها فى مثل هذا الظرف الطارئ الاستثنائى دون التنسيق مع هيئة الأرصاد. . باعتبارها الجهة أو المؤسسة العلمية الرسمية المختصة بهذا الشأن؟. . أم أن غرفة عمليات طوارئ الحكومة فى واد وهيئة الأرصاد فى واد آخر ؟!.

وإذا لم يكن الأمر كذلك. . فلماذا لم تخطر هيئة الأرصاد الحكومة منذ البداية بأن الأمر ليس خطيراً مثلما صورته «ناسا». . لتقوم الحكومة بدورها بإصدار بيان توضيحى للناس. . تدعوهم فيه إلى عدم المبالغة. . والتصرف بشكل طبيعى. . بدلاً من أن تبث فى نفوسهم الرعب وتطالبهم بالاختباء داخل منازلهم. . ؟!.

•• الخلاصة:

إن ما حدث خلال الثلاثة أيام الماضية من تخبط وفوضى قد أكد أننا ما زلنا نفتقد الخبرة والأدوات الكافية لإدارة أبسط أزماتنا. . ليس فقط فى قصة «الإعصار حمادة» وتوابعه. . ولكن أيضاً فى مواجهة موجة الأمطار التى أغرقت عاصمتنا «فى شبر مية» يوم الثلاثاء الماضى. . وتحولت الى مادة سخرية و«هبد» و«قلش» على مواقع التواصل الاجتماعى. . ثم كشفت عن عورتنا ومصيبتنا الكبرى التى ألقى بها ممثل الحكومة فى وجوهنا. . وهو يؤكد أننا فى مصر لا نمتلك رفاهية إنشاء شبكة لتصريف مياه الأمطار. . لأنها تتكلف مليارات الجنيهات. . بينما صرفنا هذه المليارات على شبكة طرق. . لا ننكر أهميتها. . لكن بعضها انهار مع أول اختبار أمطار بسيط. . وانكشف معه «المستور». . !!.