رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

كان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، يرحمه الله، هو الذي أطلق عبارته الشهيرة في مواجهة المتظاهرين الذين ملأوا شوارع بلاده في يناير ٢٠١١!

وكانت العبارة هي : الآن فهمتكم!

ولكن المشكلة وقتها أن الفهم من جانب زين العابدين للشارع التونسي قد جاء متأخراً بعض الشيء، وربما تأخر كل الشيء، لا بعضه فقط.. فليس من المعقول أن يتولى الرجل السلطة خلال عام ١٩٨٧، ثم يفهم الناس في عام ٢٠١١!

ولكن هذا ما حدث.. كما أن الفهم المتأخر لم يكن مفيداً، ولا كان مجدياً.. ولم يكن أمام الرجل سوى أن يغادر البلاد إلى حيث عاش حتى مات!

وأخشى أن يكون السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله في لبنان، قد راح يكرر هذه الأيام، ما وقع فيه زين العابدين قبل نحو ثمانية أعوام!

ففي مواجهة المظاهرات التي ملأت شوارع وميادين بيروت، وغيرها من مدن لبنان، خرج نصرالله يتحدث الى المتظاهرين فقال : وصلت رسالتكم!

وهو بالطبع لم يذكر ما هي الرسالة، ولا كيف وصلته، ولا قال شيئاً عما سيفعله بعد أن تابع الحشود في شوارع العاصمة اللبنانية، وبعد أن اعترف بأن رسالتها قد وصلته.. لم يذكر.. ولكن ما نتمناه أن تكون الرسالة قد وصلته على وجهها الصحيح، وأن يكون قد أدرك أن هذه الجماهير اللبنانية الغاضبة، قد تكون قد خرجت ترفض الفساد، وغلاء المعيشة، وسوء الأحوال على كل مستوى.. قد تكون قد خرجت لهذه الأسباب كلها.. بل هي خرجت لهذه الأسباب فعلاً!

ولكن هناك أسباباً أخرى بالقطع لم تذكرها الجماهير صراحةً،على اللافتات المرفوعة في عرض الشوارع وطولها.. هذه الأسباب هي رفضها أن يكون القرار اللبناني رهين إرادة الحزب، في الوقت الذي لا يُخفي الحزب نفسه حقيقة علاقته بإيران.. فالرفض ليس للحزب كحزب، ولكنه رفض لعلاقته بطهران، وكذلك رفض لأن تكون هذه العلاقة لها انعكاسها السلبي جداً على الداخل في لبنان!

تقديري أن كل لبناني قد ضج من عواقب هذه العلاقة على حياته اليومية في كل ميدان، وتقديري أن على الحزب أن يجيد التقاط « الرسالة » التي بعثت بها الجماهير الغاضبة، لأنه لا يكفي أن تصل الرسالة، ولأن الأهم من وصولها هو العمل بها من جانب الطرف الذي كان عليه أن يتلقاها!

ليت السيد حسن نصرالله يتلقى الرسالة التي بعثت بها إليه لبنان، فيتصرف في المستقبل بما يشير الى أنه تلقاها، وفهمها، واستوعبها، وترجمها في سياساته وأوراقه!