عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله وللوطن

 

 

 

 

إلى أين تتجه مغامرة «لص أنقرة» أردوغان.. العسكرية العدوانية.. فى الأراضى السورية؟.. هل سيفلح فى تحقيق أهدافه؟.. وإذا نجح فماذا ستكون تداعيات ذلك فى المنطقة؟

السؤالان مهمان للغاية.. إذ تحمل إجابة السؤال الأول احتمالين لا ثالث لهما.. إما أن ينجح الرئيس التركى فى فرض الأمر الواقع بسيطرته الكاملة على أراضى شمال شرق سوريا.. وتغيير تركيبتها السكانية بطرد مقاتلى «قسد» الأكراد منها وإعادة توطين اللاجئين السوريين المتواجدين لديه.. فى هذه الأراضى ضمن حدود «المنطقة الآمنة» التى يسعى إلى إنشائها بحجة تأمين حدوده الجنوبية.. أو يضطر الى سحب جيشه.. وعوده الوضع إلى ما كان عليه.. وهذا لن يتحقق عملياً إلا إذا تطور الأمر إلى نشوب حرب واسعة ومتعددة الأطراف.. الداخلية والخارجية.

< فما="" الاحتمال="" الأقرب="">

من قراءة المشهد الحالى وتطوراته وردود فعل الأطراف المؤثرة فيه.. نجد أنه من غير الوارد حتى الآن أن يتطور الأمر فى اتجاه المواجهة أو الحرب الواسعة.. فالرئيس الأمريكى أمر قواته من بداية الغزو التركى بالانسحاب من الأراضى السورية التى كانوا يساندون فيها قوات سوريا الديمقراطية «قسد» فى مواجهة مقاتلى «داعش».. ثم أكمل الأمريكان انسحابهم حتى الآن.. ونقلوا قواتهم فى اتجاه العراق.. أيضًا القوات الكردية بدأت فى إخلاء مناطق واسعة كانت تسيطر عليها.. تنفيذًا للاتفاق الذى توصل إليه ترامب مع أردوغان.. والذى منح الأكراد مهلة للانسحاب تمهيدًا لإنشاء المنطقة التركية الآمنة.. أما قوات الجيش السورى فلم تتدخل بالشكل الجاد أو الكافى لمواجهة العدوان التركي.. واكتفت روسيا من جانبها بالتلويح إلى أنها لن تسمح للأتراك بالاحتفاظ بأى أراضٍ سورية قاموا بغزوها.. لكن القوات الروسية المتواجدة بالفعل فى الأراضى السورية لم تدخل بشكل مباشر على خط المواجهة مع القوات التركية.. ولم تبد موسكو أى اعتراض على إقامة «المنطقة الآمنة».. بل إن الروس أبدوا تفهمهم لما اعتبروه «حق الأتراك فى تأمين حدودهم».. وهم أيضًاـ أى الروس- يواصلون بيع السلاح للأتراك.. حتى أن الإعلام الروسى نشر أخبارًا خلال الأيام القليلة الماضية عن أن موسكو على وشك إمداد الجيش التركى بسلاح متفوق جدًا قد يجعل منه أكبر قوة عسكرية فى منطقة الشرق الأوسط!

< وحتى="" على="" المستوى="">

لم يبد أى من الأطراف الفاعلة رد فعل مؤثرًا.. يمكن أن يمنع الأتراك من مواصلة مغامرتهم العسكرية وتحقيق أهدافها.. أو يجبرهم على الانسحاب خارج الأراضى السورية.. الرئيس الأمريكى بعد أن هدد وتوعد بفرض عقوبات اقتصادية وتجارية موجعة على الأتراك.. ورغم أن هذه العقوبات تبدو ضعيفة وغير موجعة لأردوغان نفسه الذى سخر منها وهدد بالرد عليها بإجراءات مماثلة.. إلا أن ترامب عاد و«لحس» هذه التهديدات بعد إعلانه عن التوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار مع أنقرة.. والذى كان ضمن بنوده وقف العقوبات الأمريكية ضد تركيا.

المعسكر الغربى أيضًا.. ممثلًا فى الاتحاد الأوروبي.. لم يكن جادًا بالقدر الكافى فى الضغط على تركيا.. العضو الفاعل فى الناتو.. لوقف عدوانهم على سوريا.. فلم يوافق الاتحاد على فرض حظر على تصدير السلاح الى تركيا.. الاتحاد الأوروبى أيضًا لم يأخذ اقتراحات بعض الأعضاء بطرد تركيا من حلف «الناتو» مأخذ الجد.. وعمليا لن يحدث ذلك.. بل لن يتم طرحه أصلا.. أخذًا فى الاعتبار أن الجيش التركى يشكل ثانى أكبر قوة عسكرية داخل الحلف بعد الولايات المتحدة الأمريكية.. كما أن «الناتو» يتخذ من قاعدة إنجرليك العسكرية فى تركيا مركزًا لعملياته فى المنطقة.. وتحتفظ أمريكا فى هذه القاعدة بترسانة من صواريخها المجهزة برؤوس نووية.. وبالتالى ليس منطقيًا أن يضحى الحلف بكل ذلك إذا ما تم طرد تركيا من عضويته.. ومن أجل من؟.. سوريا؟!

إيران.. حليفة الرئيس السورى بشار وصديقة الروس.. هى أيضًا تخاذلت.. واقتصر موقفها على «انتقادها للعملية العسكرية التركية فى شمال سوريا، مع تفهمها لمخاوف تركيا، وتشديدها على ضرورة احترام السيادة السورية».. بل أنها أبدت استعدادها للوساطة بين البلدين ومحاولة إيجاد حل من خلال آليات سلمية».

أما عن موقف الدول العربية فحدث ولا حرج.. ولا تعول كثيرًا على أن يكون العرب طرفًا فاعلًا فى هذه المعادلة.. إذ لم يزد موقفهم على عبارات الشجب والاستنكار التقليدية المعهودة.. بينما فشلوا حتى فى طرح قضية عودة سوريا إلى مقعدها المجمد بجامعة الدول العربية خلال اجتماعهم الطارئ الذى استضافته الجامعة مؤخرًا بالقاهرة.

< ماذا="" يعنى="">

يعنى أن أردوغان ماضٍ فى مغامرته العسكرية.. وأنه يتجه بالفعل الى تحقيق هدفه.. وهذا هو مكمن الخطورة.. إذ إن انتصاره هذا سيغريه بالسعى الى تحقيق المزيد من تطلعاته.. وطموحاته التى حذرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بالأمس من أنها «أبعد من سوريا».. وأن أردوغان يريد تطوير أسلحة نووية بشكل سري، ولديه برامج من أجل ذلك.. وإذا ما تحقق له ذلك.. واستخدمه كورقة ضغط لتحقيق أطماعه فى الاستيلاء على نفط وغاز شرق البحر المتوسط.. فإنه سيضع المنطقة على حافة الانفجار.