رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤية:

- الجالية العربية الوحيدة التى لا تعرف الحب بينها وبين بعضها هى الجالية المصرية فى أى بلد خارج الحدود، تراهم يبتعدون عن بعضهم ويوم أن يكون أحدهم فى كارثة مادية، يتهربون وكأنهم مفلسون فى الغربة.. أما الجالية اللبنانية فهم مترابطون، لا يمكن أن يتركوا لبنانياً مثلهم فى الغربة بدون عمل، وترى الأيادى ممدودة له إلى أن يتسلم العمل.. هذا هو الفرق بيننا وبينهم، ولن أعطى الفرصة لأحد فى أن يزايدنى لأننى كنت شاهد عيان على المصريين فى السعودية وأوروبا، لذلك كنت كلما التقيت بصديق مصرى فى الغربة لا أسأله عن تليفونه أو عنوانه حتى لا يفهمنى بالغلط.

- أذكر فى السبعينيات وعلى وجه التحديد عام ١٩٧٥ عندما اشتعلت الحرب الأهلية فى لبنان، وكان اللبنانيون «يقوصون» بعضهم البعض بالسلاح وهم داخل لبنان، واذا رأيتهم فى الغربة تراهم شكلا آخر على طريقة المثل الذى يقول «أنا وأخويا على ابن عمى، وأنا وابن عمى على الغريب»، فقد كنت مذهولا كلما أزور السعودية وأرى الألوف تنزح إليها من اللبنانيين بحثا عن عمل، فكان القدامى منهم الذين سبقوهم فى الإقامة هم الذين يوفرون لهم الأعمال بدون مقابل لمجرد أنه يحمل الجنسية اللبنانية، أما المصريون الذين افترشوا المقاهى بحثا عن فرص عمل، فكانوا يتعرضون للترحيل بسبب تواجدهم على أرض المملكة تواجدا غير شرعى، دخلوا البلاد بتأشيرات عمرة وتخلفوا عن العودة شهورا، فمنهم من كان يلتقط رزقه من العمل على أرصفة الميناء أو فى سوق الخضار، ولم أسمع أن مصرياً من المصريين العاملين وفر فرصة عمل لمصرى مثله، بل كان الأقارب يتهربون من بعضهم، مع أن الذى يوفر فرصة عيش يأخذ ثوابها لأن الرازق الذى دبر له فرصة العمل دبر له راتبا معها، لكن تقول للمصريين إيه؟ّ!.

- قد تكون الأحداث التى تعرض لها لبنان سنوات، أيام ما كانت لبنان فى قبضة السوريين، من هنا حدث تعاطف بين اللبنانيين وبعضهم لأن الذى يحكمهم داخل اراضيهم غريب عن بلادهم، فكنت أركب سيارة مع لبنانى ووردية سورية تتولى تفتيشنا، وإما تسمح لنا بالمرور أو تأمر بإعادتنا، هذا هو حال لبنان أيام الحرب الأهلية وسيطرة السوريين على نواحى الحياة فيها.

- اللبنانيون نجحوا فى الغربة ومنهم من أصبح يملك توكيلا تجاريا عالميا فى الأزياء أو الساعات أو العطور إلا إحنا المصريين نموت عشقا فى البحث عن الوظائف الإدارية، مفيش واحد من عندنا يحمل توكيلا عالميا ويصبح فى شهرة القزاز الذى يتمتع بتوكيلات العطور الفرنسية وله عدة معارض يديرها مصريون لأن أمه مصرية، ويعلم الله بالعائد الشهرى لكنهم مستورون.

- يسألنى سائل وماذا أقصد من طرح هذه القضية فى هذا التوقيت، أقول لأن لبنان الآن يتعرض لمؤامرة إسرائيلية، فبعد أن استرد عافيته وأصبح جاذبا للسياحة العربية والأوروبية تآمروا عليه من أيام، فأشعلوا النيران فى الجبال السياحية التى كانت تدر عليهم أموالا هائلة من السياحة، وخرج الأهالى إلى الشوارع يطالبون بإسقاط الحكومة التى عجزت عن مواجهة هذه المؤامرة، واستعدت أسر بأكملها للهجرة إلى أوروبا وأسر اختارت مصر على اعتبار أنها البلد الوحيد الذى يتمتع بالأمن لأى مقيم فيها..

- مصر استضافت السوريين وفتحت لهم أسواق البيزنيس، ومن بين العائلات السورية عائلات لبنانية بسبب المصاهرة وقد يكون هؤلاء سببا فى قدوم العائلات اللبنانية إلى مصر، يعنى نحن نرحب بأى عربى قادم إلى أراضينا حتى ولو أدار محلا للحلاقة، مصر تفتح أبوابها لكل من جاءها عن حب، بدليل أن أسواقا كاملة أقيمت على الأراضى المصرية باسم السوريين، ويا ليتنا تعلمنا منهم كيفية استغلال الفرص، يعنى هناك سوريون فتحوا سلسلة من المطاعم وأصبحوا متخصصين فى طبق الشاورما والطعمية السورى مع أن وظائفهم الأصلية لم تكن لها علاقة بما يعملون فيه، لكن الخبرة علموها لبعضهم كجالية واحدة، لكن مشكلتنا إحنا يا مصريين فى عدم الكشف عن «النوهاو» لمن يتدرب من أولادنا الشبان.

- وعن تصورى لمستقبل المنطقة العربية بعد أحداث لبنان، هجرة اللبنانيين هى التى ستحدد مستقبل المنطقة، إذا كانت هناك نية بالفعل إلى التهجير معناه أن الأحداث ستطول، وساعتها تحتاج المنطقة كلها بما فيها مصر إلى إعادة النظر وتقييم للموقف، المهم أن نتماسك ونكون يدا واحدة على قلب رجل واحد، فالبلد بلدنا ونحن نعيش فى وضع أفضل من غيرنا، والأمن والأمان هو عنواننا، ويكفى أن يأتينا السائح وهو آمن على نفسه، مصر بخير والحمد لله المهم أن نعترف أننا فى نعمة، نصلى لله أن تبقى وتزيد بحسن نوايانا وحبنا للوطن.. المهم أن نحب بعضنا ونعرف جيدا أن الرازق هو الله ولا يتوه رزق عن صاحبه.

[email protected]