رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله وللوطن

بين عشية وضحاها.. تحول «لص أنقرة» المدعو أردوغان فى نظر الرئيس الأمريكى ترامب.. من «رجل غبى وعنيد وأحمق» إلى «قائد عظيم شديد البأس حقق شيئاً عظيماً»!

الوصف الأول كان قبل «صفقة وقف إطلاق النار».. والثانى بعد هذه الصفقة التى وصفها كل من رئيسة مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى وزعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ تشاك شومر بأنها «صفقة العار».. لأن بموجبها يقدم ترامب إلى أردوغان «كل شىء» بينما لم يتنازل الأخير عن أى شىء!

•• ما معنى هذه الصفقة؟

معناها أن الرئيس الأمريكى كان متآمراً مع اللص التركى من البداية.. منذ أن باع له حلفاءه الأكراد.. بلا ثمن.. وسحب قواته من شمال سوريا.. وترك الأكراد يواجهون وحدهم الغزو التركى للأراضى السورية.. ومعنى هذه الصفقة أيضاً أن كل ما فعله ترامب منذ بداية هذا الغزو وما نطق به من تهديد ووعيد وتحذير وتلويح بفرض عقوبات على الأتراك.. لم يكن إلا «أفلام أمريكانى» واستهلاكاً للوقت من أجل منح المدرعات التركية الوقت الكافى لتثبيت وجودها على الأرض.. وتنفيذ هدفها بطرد قوات سوريا الديمقراطية «الكردية» من المنطقة وفرض مشروع المنطقة الآمنة بالقوة.

والدليل على ذلك هو ما نص عليه الاتفاق التركى - الأمريكى نفسه فى بنوده الـ13.. أهمها الاتفاق على «تعليق العمليات العسكرية» لمدة 120 ساعة.. وأن تبقى المنطقة الآمنة فى الشمال السورى تحت سيطرة الجيش التركى.. ويرفع الأمريكان العقوبات عن أنقرة.. ويستمر استهداف «العناصر الإرهابية» - من وجهة نظر الأتراك طبعاً - أى المقاتلين الأكراد.

•• من أجل ذلك

وصف «شومر» و«بيلوسى» هذا الاتفاق بـ«العار».. عار على الدولة الأمريكية نفسها.. لأنه من وجهة نظرهم - وهذا حقيقى - «يقوِّض بشكل خطير مصداقية السياسة الخارجية الأمريكية ويبعث برسالة خطيرة لحلفاء الولايات المتحدة وأعدائها.. على حد سواء.. بأنه لا يمكن الوثوق فى الإدارة الأمريكية.. وكلامها».

ثم زاد ترامب الطين بلة.. بحديثه المستهتر والمستفز الذى أدلى به عقب الاتفاق.. مشبهاً العدوان التركى على سوريا وتصدى القوات الكردية له بأنه يشبه العراك بين الأطفال (!!).. وبمقولته السخيفة: «أحيانًا عليك أن تسمح لهم بالقتال، مثل طفلين، تسمح لهم بالقتال من ثم تفصل بينهم.. وبدون القليل من الحب القاسى، ما كان لهم أن يعقدوا هذه الصفقة أبدًا».. هل هذا كلام يصح أن يصدر من رئيس دولة تزعم أنها تقود النظام الدولى الجديد؟!

•• إذن

خطورة هذه الصفقة تكمن فى أنها تعد انتصاراً سياسياً ومعنويا لأردوغان بمباركة الولايات المتحدة وفى حمايتها.. ولو اضطر السوريون لقبولها فسيتحقق لأردوغان انتصار عسكرى سوف يفتح بالتأكيد شهيته لارتكاب المزيد من الحماقات والمغامرات العسكرية التى يمكن أن تقود كل دول المنطقة إلى صراع واسع.. وحرب مباشرة.. وربما سيظن أن الطريق صار مفتوحاً أمام جيشه ليشن عدواناً مماثلاً على أراضى الشمال العراقى.. وأيضاً لجر مصر وقبرص واليونان إلى مواجهة عسكرية مع قواته التى تواصل العربدة فى مياه شرق البحر المتوسط لحماية أعمال النهب التى يحاول القيام بها للثروات النفطية فى مياه الحدود الاقتصادية للدول الثلاث.

ويحدث كل ذلك.. بينما لم يزد رد الفعل العربى على هذا البيان الهزيل الصادر عن جامعة الدول العربية.. متضمناً عبارات الرفض والشجب والاستنكار.. بينما فشلوا فى اتخاذ أهم خطوة يجب عليهم سرعة إقرارها.. وهى عودة سوريا فوراً ودون شروط أو مماطلات أو «تلكؤات» إلى مقعدها الطبيعى فى الجامعة.. لأنه بغير ذلك ستظل سوريا «مستضعفة» ومستهدفة بمؤامرات أردوغان وترامب وغيرهما.. وسيظل شعبها طريداً شريداً.. وأرضها وعرضها نهباً لكل كلاب الأرض.

•• فهل يعى العرب ذلك؟

وهل يفيقون من غفوتهم وتستيقظ ضمائرهم ويتحملون مسئوليتهم فى الوقت المناسب لإنقاذ شعب سوريا.. وشعوبهم أيضاً من مؤامرات الهدم والتخريب والتقسيم؟!.. وهل يدركون أن انتصار «لص أنقرة» أردوغان فى سوريا الذى.. لا يجب أن يتحقق أبداً.. هو فى حقيقته هزيمة لهم جميعاً.. ستتبعها هزائم أخرى وانكسارات؟