رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

منذ أن ظهر اليهودى المرابى «شيلوك» فى مسرحية شكسبير «تاجر البندقية».. صارت هذه الشخصية رمزا للجشع والطمع والانتهازية.. حيث كان شيلوك يريد أن يحصل على رطل من لحم «أنطونيو» وفاء لدينه المالى الذى عجز الأخير عن سداده.. وما كان ذلك إلا انتهازا لفرصة ضعف أنطونيو ليحقق هذا اليهودى أطماعه ويطفئ نيران حقده على أهل المدينة من غير اليهود.

والمرة الثالثة التى ظهرت فيها شخصية «شيلوك» الانتهازى.. كانت فى مسرحية على أحمد باكثير «شيلوك الجديد».. والتى كان بطلها أيضا الصهيونى شيلوك الذى برع فى اقتناص الفرص من أجل الاستيلاء على أرض فلسطين بأى ثمن.. حتى لو دفع «الشرف» نفسه ثمنا لذلك..!!.

•• ويبدو الآن

أن «شيلوك» يعود للمرة الثالثة.. متجسدا فى المشهد السورى.. لكنه فى هذه المرة ذلك الأمريكى الذى يطل علينا بتصريح متبجح.. يقول فيه: «إن عدم تورط الولايات المتحدة فى القتال العنيف على طول الحدود التركية غاية فى الحكمة».. وأن «هناك من يدفع لانخراط واشنطن فى حروب الشرق الأوسط»..!!.

يقول ذلك بينما يعلم العالم كله أنه هو الذى مهد الطريق لـ «لص أنقرة» وجحافل جيشه لغزو أراضى الشمال السورى وارتكاب مذابح التطهير العرقى ضد سكانها الأكراد.. بقراره سحب القوات الأمريكية التى ساندتهم وتعهدت لهم بالحماية.. فى حرب دامت نحو 5 سنوات فوق نفس الأراضى.. حرب ساهمت الولايات المتحدة نفسها فى إشعال فتيلها بشكل كبير.. مثلها مثل كل حروب الشرق الأوسط التى صنعها الأمريكان.. ويزعم «شيلوك الأمريكي» أن هناك من يحاول دفع بلاده للتورط فيها (!!).

هنا.. يرتدى «شيلوك» وشاح الحكمة الكاذب.. ويزعم أنه يرفض ما فعله أسلافه بموافقتهم على إرسال القوات الأمريكية إلى الشرق الأوسط.. لتوريطها فى «حروب غبية لا تنتهي» على حد تعبيره.. بينما يتغافل أنه كان قبل عدة ساعات من تصريحاته هذه قد اتخذ قرارا آخر بإرسال 3 آلاف جندى إضافى من جيشه إلى منطقة الخليج التى يبذل مساع محمومة من أجل إشعال فتيل حرب واسعة بين دولها وجارتهم إيران.. ليجنى منهم المزيد من الأموال والأرباح مقابل «الحماية» والأسلحة التى يبيعها لهم ويمتص بها ثرواتهم..!!.

•• بالأمس

نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية مقالا لكاتبها الشهير المتخصص فى شؤون الشرق الأوسط روبرت فيسك.. يفضح فيه حماقة وانتهازية الرئيس الأمريكى ترامب بكلمات ربما تكون هى أبلغ ما يقال عن موقف الإدارة الأمريكية المخزى من العدوان التركى على الأراضى السورية.. إذ يقول فيسك إنه «ليس هناك كلمات فى اللغة الإنجليزية يمكنها أن تصف حجم الخيانة التى تعرض لها الأكراد حلفاء الغرب مرة أخرى، فترامب مثل كيسنغر، وهاهم الأتراك يتقدمون ثانية ليلعبوا لعبة الحدود متظاهرين بأنهم يقاتلون ضد الإرهاب بينما كانوا يحاولون بطريقة واضحة مساعدة جبهة النصرة فى عفرين».

ويلخص فيسك الموقف الامريكى قائلا: «لو كان هناك وصف يوضح حالة الجنون السائدة فى واشنطن فلن يكون أفضل من السياسة التفريقية والحمقاء التى يصر الأمريكيون على ممارستها فى شمال سوريا».. مضيفا أنه «ليس فقط ترامب بمفرده من ينشر الفوضى بل الإمبراطورية الأمريكية بأسرها وسياستها الخارجية ومعسكر مساعدى ترامب الذين يعم جهلهم قلب المؤسسة الرسمية فى واشنطن».

•• ونضيف:

إن هذا التناقض الصارخ فى مواقف ترامب.. حيث يحاول الإيحاء بانتهاج سياسة تجاه الشرق الأوسط مخالفة لأسلافه فى الإدارة الأمريكية وبأنه يتجه نحو انسحاب عسكرى كامل.. ليس من سوريا فقط ولكن من كل المنطقة.. بينما هو فى نفس الوقت يرسل المزيد من جنود جيشه إلى دول شرق أوسطية أخرى.. هذا التناقض يكشف أن ترامب ما هو إلا «تاجر مرابٍ» كبير.. لا تحركه إلا مصالحه وحسابات المكسب والخسارة.. وليس صحيحا أنه يريد أن يجنب جنود جيشه التورط فى حروب غبية مثلما يزعم.. بل هو يخادع ليمهد الساحة ربما من أجل حرب أكبر وأوسع.. بدليل تصعيده الدائم وغير المبرر للمواجهة مع إيران.. والتى إن وقعت بالفعل فإنها ستجر الشرق الأوسط إلى حرب شاملة.