رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤية:

 

 

- ليس بالضرورة أن يكون الإرهابى معروفًا بين السكان.. لأنه بطبيعته جبان لا يحمل سلاحاً حتى لا يكتشفه أحد.. وكثيرًا ما تراه إما مستضعفًا يشكو همه، أو متمارضًا يعدد لك أمراضه حتى تعطف عليه.. قلبه ليس صافيًا.. لا يعرف الحب حتى يحب الآخرين أو يعرف الإخلاص حتى يكون مخلصًا لوطنه.. فى داخله شر لأنه يحمل الحقد على الآخرين..

- من أيام اتصل بى صديق لم أسمع صوته منذ سنوات، وإذا به يقول «أنا أعيش فى مأساة ولن ينقذنى منها إلا أنت، فاعذرنى إن كنت قد انقطعت عنك فترة طويلة ثم اتصلت بك الآن لحاجتى إليك».. تصورت أنه يمر بضائقة مالية مع أن الذى أعرفه عنه أنه ميسور الحال.. إذن يريد منى أن أساعده فى موضوع قد يشرح لى تفاصيله، وقد اكتشفت فعلًا أنه يحمل موضوعًا خطيرًا يخص أمن البلد..

- وفى صوت خافت قال لى: جارنا شاب طيب جداً جداً يواظب على الصلاة ويحرص على تأدية صلاة الفجر فى جامع مجاور لبيتنا.. وفى ليلة من الليالى دق موظف أمن العمارة باب شقتنا قائلًا يا أستاذ (...) أنا شايف تحركات فى شقة الأستاذ (...) مجموعة من الشباب يصعدون إليه ثم ينزلون وفى أيديهم أكياس غريبة، والذى لفت نظرى أنهم يترددون عليه بعد صلاة الفجر كل يوم.

- لقد وقفت مذهولًا وأنا أسمع هذه الرواية من موظف الأمن.. ثم قلت له «احتفظ بما قلته لى ولا تردده مع أحد.. وأشكرك كثيرًا على موقفك نسأل الله أن يكون خيرًا.. المهم أن تلتزم الصمت».

- ويقول صديقى: أنا فى حيرة، عندى إحساس أنهم يصنعون قنابل الموت فوق رأسى.. لأن جارى يسكن فى الطابق الأعلى.. ولا أعرف ماذا أفعل.

- قلت لصديقى: هل تأكدت أنهم يصنعون القنابل فى هذا البيت؟

- قال: وفى الشقة التى فوق رأسى.

- قلت: وما دليلك؟

- قال: التحركات الخفية التى تتم فجرًا.

- قلت: كن شجاعًا وأبلغ عنهم.

- قال: مستحيل أن أسجن جارى.

- قلت تسجن جارك.. أم تنقذ مئات البشر، إن جارك يقتل الأبرياء وأنت بالتالى شريك معه فى هذه الجريمة بمجرد أن تسكت عليه.. اترك العشرة والحنين جانبًا.. وضع أمن البلد فوق أى اعتبار.

- قال: وهل تضمن لى الحياة بعد أن أبلغ عنه؟

- قلت: أنا لست شرطيًا، ثم إبلاغك لن يؤذيك والأمن الوطنى لن يكشف عن اسمك.. أنت بهذا تخدم البلد.. لا تكن شيطانًا بسكوتك.. فأمن البلد فى رقبتنا وليس فى رقبة الشرطة وحدها.

- قال: صدقت يا صديقى.. والليلة سأحمل لك خبرًا سارًا.

- وفعلًا دق جرس التليفون فى بيتى وهو يعلن لى.. أنه فعلًا أخطر أجهزة الأمن.. التى داهمت الشقة ووجدت مجموعة من البراميل فى داخلها مواد مفرقعة.. ثم اصطحبت صاحب الشقة واثنين من أصدقائه وهو لا يعلم من الذى أسقطه.

- ويقول صديقى: بسقوطه ارتاح ضميرى واتجهت إلى الله أشكره أن هدانى إلى الإبلاغ عنه من أجل هذا الوطن.. لقد كنت أنت الدافع الذى شجعنى وأيقظنى من غفلتى.. ويا ليت كل مواطن فى وضعى يفعل هذا عندما يرى اشتباهًا فى أحد جيرانه.. لا يسكت من أجل الوطن.

- قلت لصديقى: أحسنت، فأنت خير الناس بهذا العمل، أن تكون سندًا لبلدك.. وقيامك بالإبلاغ عن إرهابى رغم أنه يتخفى فى شخصية الإنسان الطيب المتواضع.. الذى لا يشك فيه أحد.. قمت بعمل عظيم.

- وكم من وحوش بشرية يرتكبون جرائمهم بالطيبة مع أنهم يخططون للشر والتدمير.. لأنهم من أصحاب القلوب المريضة والنفوس الضعيفة.. ولذلك أطالب كل مواطن بأن يدقق فى جاره.. فقد يكون على حق فى التنشين يوم أن يبلغ عنه إذا كان يقوم بعمل غامض.

- مصيبتنا فى مصر أننا عاطفيون، نسكت عن الشياطين الذين يدمرون الأخضر واليابس.. لماذا لا نسأل أنفسنا عن الذين يخططون لتدمير هذا البلد، الموت عندهم هو استشهاد، ولذلك باعوا ضمائرهم وماتت وطنيتهم.. لابد أن نبحث عنهم ونعرف أين يقيمون.. لماذا نسكت عنهم، لماذا لا نفتش بيننا عن الخارجين المنشقين على الأقل نقدمهم للعدالة.

- نحن نعرف أن مسؤولية أمن البلد مسؤولية مجتمعية وليست مسؤولية الجيش أو الشرطة وحدهما، بل مسؤوليتنا جميعاً.. المهم أن نكون قوة واحدة.. وتكون سوريا وما يجرى على أراضيها عنواناً لنا، المفروض أن نصلى ونحمد الله أن عندنا جيشا يحمينا، وقائدا مهما اختلفنا معه لن نختلف على وطنيته وشهامته فى حماية كل مواطن مصري.. لذلك أقول أدعو لمصر وجيش مصر ورجال مصر ولقائد مصر أن ينصره الله على أعدائنا..

[email protected]