عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاية وطن

ما يحدث فى سوريا هو عدوان سافر يتنافى مع قواعد القانون الدولى والشرعية الدولية يمارسه أردوغان، السلطان المزعوم المنحرف فى سفك دماء الشعب السورى البرىء، كشف من خلاله أردوغان النقاب عن وحشية النظام التركى وتعطشه لإراقة الدماء لتحقيق أطماعه الشخصية ومصالحه الضيقة على حساب وحريات وحقوق الشعوب، خطورة هذه الخطوة التى أقدم عليها هذا السفاح وسط صمت المجتمع الدولى تهدد بإشعال العداء فى المنطقة بشكل يصعب  السيطرة عليه، وتفتح الباب أمام التدخلات الأجنبية من جانب القوى الإقليمية فى الشئون العربية، وتؤجج الأزمات العربية،  كما يحول العدوان التركى شمال سوريا إلى منطقة حرب مفتوحة تساعد على تنامى وتفريخ الجماعات الإرهابية، وهروب عناصر تنظيم داعش من قبضة قوات سوريا الديمقراطية، وتنامى قوة تنظيم القاعدة المتورط فى إراقة دماء المدنيين السوريين، كما يهدد العدوان بشكل مباشر وحدة سويا وسلامتها الإقليمية على مسار العملية السياسية.

كل هذا الخراب يسعى من ورائه بلطجي إسطنبول والعميل الإرهابى إلى صرف الانتباه عن المشاكل السياسية التى يواجهها فى الداخل، والتغطية على سياسة القمع التى يمارسها ضد مواطنيه، وتخفيف وطأة الشدة الاقتصادية التى تشهدها بلاده، أصبح أرودغان لا يدرك خطورة تصرفاته ويعيش وهم استعادة الخلافة العثمانية على حساب الأمة العربية، وتحول إلى راعٍ للإرهاب وناشر للفتنة، وهو مهندس عمليات سقوط سوريا وليبيا واليمن، وحالياً يقوم بابتزاز العالم عن طريق التهديد بفتح الأبواب أمام اللاجئين للذهاب إلى  أوروبا.

فهل يقف المجتمع الدولى متفرجاً ومكتوف الأيدى أمام تصرفات هذ الرجل المختل عقلياً الذى ينشر الإرهاب فى الأرض، ويتغابى على وطن جريح، وشعب ذاق مرار التشرد وهو الشعب السورى؟ أم يهب مجلس الأمن، ويتخلى عن سياسة الكيل بمكيالين ويأخذ إجراء رادعاً وعنيفاً ضد أردوغان الذى داس على القانون الإنسانى الدولى تحت قدميه، وانتهك الشرعية الدولية، واحتل دولة ذات سيادة، وقتل شعبها؟

إن هذا الأردوغان لابد أن تتم محاكمته كمجرم حرب، أو على الأقل إيداعه مصحة نفسية وفى ذلك يكون رحمة لشعبه قبل الآخرين، ولا يجب أن يقف العالم عند مجرد الإدانة لتصرفات أردوغان العدوانية الصارخة.

مطلوب التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تنهى معاناة الشعب السورى، وتحفظ وحدة وسلامة سوريا، وكان الرئيس السيسى أول من حذر من التداعيات السلبية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، وعلى مسار العملية السياسية فى سوريا، ودعا إلى ضرورة التوصل إلى حلول سياسية للأزمات، وبحث الجهود الإقليمية والدولية فى الحرب على الإرهاب وقطع جذوره من منابعه.

إن منابع الإرهاب بالفعل تبدأ من تركيا وقطر، وإذا كان العالم قد أدان إرهاب أردوغان فى سوريا فإن قطر باركت هذا الغزو، ورقص له الإخوان، فأردوغان وتميم والإخوان إيد واحدة فى نشر الخراب والدمار وسفك الدماء، لقد توافقت مصالحهم المنحطة على تدمير البشرية.

المواجهة الأخرى ضد هذه العصابة لابد أن تقوم بها جامعة الدول العربية فى اجتماعها الطارئ اليوم بطلب من مصر والمطلوب من وزراء الخارجية العرب الخروج بموقف قوى وموحد للرد على إرهاب السفيه التركى، وبحث سبل الحفاظ على وحدة وسيادة سوريا ووحدة شعبها وسلامة أراضيها، واتخاذ إجراءات عودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة والذى تم تجميده عام 2012 بعد أن قاد رئيس وزراء قطر عملية تعليق مقعد سوريا، ونريد أن نرى اليوم إجراء ضد قطر يصل إلى تعليق عضويتها فى الجامعة العربية عقاباً على رعاية أميرها للإرهاب.